طوال أسبوع الصحة واللياقة في إكسبو 2020 دبي، والذي اختتم يوم (2 فبراير)، تصدرت الموضوعات التي تدور حول الابتكارات التي تُيسر حصول الجميع على الرعاية الصحية، وأهمية الاستعداد لمواجهة الأوبئة في المستقبل، وزيادة التركيز على الصحة النفسية في جميع أنحاء العالم، والرعاية الصحية "كحق للجميع" النقاشات التي دارت على مدار الأسبوع.
بدأت فعاليات أسبوع الصحة واللياقة في إكسبو 2020 دبي، الذي عقد بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية وجامعة محمد بن راشد للطب والعلوم الصحية، يوم الخميس الماضي (27 يناير)، وجمع بين أصحاب المصلحة على جميع المستويات الصحية، بهدف إعادة تصميم نظام صحي عالمي وشامل للجميع.
وقد تصدر موضوع جائحة كوفيد-19 محادثات الخبراء والحلقات النقاشية في الحدث الدولي، مع استمرار إكسبو 2020 في استضافة الحدث الأكبر من نوعه الذي يُعقد بكل أمان أثناء فترة انتشار الجائحة.
وقد تضمنت الفعاليات عقد جلسة نقاشية تحت عنوان "الموجة التالية: الوقاية والتأهب للتغلب على الأوبئة المستقبلية"، والتي أكد المشاركون فيها على أن مكافحة جائحة كوفيد-19 يجب أن تستمر طالما أن هناك أشخاص لم يحصلوا على اللقاحات وهو رقم يبلغ حالياً حوالي ثلاثة مليارات شخص، معظمهم في البلدان منخفضة الدخل.
وأشار الدكتور سيث بيركلي، الرئيس التنفيذي في جافي، التحالف العالمي للقاحات والتحصين، الرئيس المشارك في كوفاكس وهي مبادرة عالمية تهدف إلى تحقيق وصول عادل إلى لقاحات كوفيد-19 إلى وجود عقبات مثل الافتقار إلى التمويل المبكر عند المخاطر، ومنح اللقاحات، وقيود التصدير وتوسيع نطاق التصنيع، وهو ما يؤدي إلى حدوث تأخير في تحقيق الوصول العادل للقاحات.
بينما حث الدكتور دونالد كابيروكا، رئيس مجلس صندوق النقد الدولي، على اتخاذ مزيد من الإجراءات للتصدي لجائحة كوفيد-19 نظرًا لأنها تعيق التقدم المحرز في القضاء على الأوبئة الأخرى التي تودي بحياة الكثير من الأشخاص، أكثر من جائحة كوفيد-19 ذاتها، مثل الإيدز، والملاريا.
وكان أيضاً تيسيير الوصول إلى رعاية صحية باستخدام الهواتف المتحركة، وشراكات أصحاب المصلحة المتعددين لمواجهة تحديات الرعاية الصحية العالمية والرعاية الصحية "كحق"، من ضمن الموضوعات البارزة التي تم تناولها خلال منتدي أعمال الصحة واللياقة.
فيما قال الدكتور آزاد موبين، رئيس مجلس الإدارة والعضو المنتدب لمؤسسة آستر دي إم للرعاية الصحية: "لم نعتقد أبدا أن يكون بإمكان معظم الناس في بلد مثل الهند، على سبيل المثال، والتي يبلغ عدد سكانها 1.3 مليار نسمة، القدرة على امتلاك الهواتف المحمولة حتى في القرى، في حين لم تصل إليهم الرعاية الصحية بعد. وهذا ليس ممكنا إلا عبر سبل التقنية".
ومع أخذ سبل التقنية المستخدمة في الرعاية الصخية بعين الاعتبار، على مدار ستة أيام، سلط أسبوع الصحة واللياقة الضوء على العديد من ابتكارات الرعاية الصحية، والتي لقي العديد منها الدعم في إطار برنامج إكسبو 2020 دبي العالمي للابتكار والشراكة "إكسبو لايف".
واشتملت أبرز الفعاليات الأخرى في مجال الرعاية الصحية العقلية والنفسية التي عقدت خلال أسبوع الصحة واللياقة ما أفاد به بول هندري، نائب الرئيس العالمي للصحة والسلامة والبيئة في جاكوبس الهندسية، للحضور بشأن مبادرة "مليون حياة" الرقمية، خلال فعالية "أيادي الطبيعة الشافية: صنع بيئات صحية للعيش".
هذه المبادرة، وهي عبارة عن تعاون بين خبراء الصحة والنفسية والعقلية لإنشاء دراسة يجيب فيها المستخدمون على أسئلة تغطي مجالات مختلفة حول صحتهم ولياقتهم على نطاق متدرج، للحصول على خطة شاملة وفردية، تسعى لإلقاء الضوء على مجالات التحسين ومكامن الازدهار. ويمكن للمستخدمين الوصول من خلالها إلى موارد مجانية عبر الإنترنت.
وبرزت أيضاً نتائج الصحة واللياقة المحسنة التي تقودها السياسات بشكل كبير خلال جلسة أخرى مع الدكتور يوهان كارلسون، المدير العام لهيئة الصحة العامة السويدية، والدكتور نينو كونزلي عميد الكلية السويسرية للصحة العامة، الذين استشهدوا بالتحديات الكامنة إذا لم تؤخذ القضايا المتعلقة بالمساواة والتعليم بعين الاعتبار.
كما تطرقت فعاليات أسبوع الصحة واللياقة المُقامة في جناح المرأة بالتعاون مع كارتييه إلى العبء الذي تحملته النساء في فترة انتشار الجائحة وإلى زيادة أعداد النساء اللواتي يتبوأن مناصب قيادية.
فيما ضمت جلسة "المرأة في شبه الجزيرة العربية والإسلام: رسم مسار الرائدات العربيات والمسلمات في الصحة من الماضي إلى الحاضر" الدكتورة حنان خلوصي، أستاذة التاريخ المساعدة في الجامعة الأمريكية في القاهرة، التي وضحت الدور المهيمن الذي تؤديه المرأة في مجال الرعاية الصحية على مر القرون.
وأشارت الدكتورة ميكاييلا سيرافيني من اللجنة الدولية للصليب الأحمر في المجلس العالمي للمرأة خلال جلسة بعنوان "المرأة في الخطوط الأمامية والوظائف الخطرة" إلى أن الممرضين، الذين هم من النساء بغالبيتهم، قدموا القسط الأكبر من الرعاية إلى مرضى كوفيد-19.