يسعى الأزهر الشريف من خلال الجناح الخاص بمعرض القاهرة الدولي للكتاب، في دورته الـ53، أن يقدم لمريديه ما هو جديد ليميزه عن باقي الأجنحة المشاركة بمختلف القطاعات والمؤسسات الأخرى المشاركة بالمعرض.
وقد حرص الجناح خلال هذه الدورة المقامة برعاية الرئيس عبدالفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، خلال الفترة من 26 يناير الماضي حتى 7 فبراير الجاري، بمركز مصر للمعارض الدولية بالتجمع الخامس، تحت شعار "هوية مصر.. الثقافة وسؤال المستقبل"، وتحل اليونان ضيف الشرف لهذا العام، أن يُقدم لأول مرة في تاريخ المعرض جزء "عم" من القرآن الكريم بلغة برايل للمكفوفين، وهي نسخة تجريبية أولى غير مخصصة للتداول، من إعداد وطباعة مجمع مطابع الأزهر الشريف، وذلك ايمانًا من الأزهر بضرورة رعاية ذوي القدرات الخاصة وامتداد لرسالته في نشر القرآن الكريم وعلومه.
فقامت مطابع الأزهر الشريف برعاية الأمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، يتبنى مشروع طباعة المصحف الشريف بلغة البرايل على أحدث نظم الطباعة، وقد انفردت هذه النسخة التجريبية الأولى بإضافة رسم القرآن الكريم بجوار البرايل، وذلك لتحقيق التعاون المجتمعي بين المبصر والكفيف في حفظ وقراءة القرآن الكريم.
وائل شومان: المشروع استغرق عاما كاملا نتج عنه ست مجلدات لخمسة أجزاء
وقال وائل شومان، المشرف الإداري لمطابع الأزهر الشريف، لـ"البوابة نيوز"، إن الدورة 53 لمعرض القاهرة الدولي للكتاب، تشهد إقبالًا جماهيريًا كبيرًا بداية من أول أيام افتتاحه حتى الآن، وخاصة إقبال الكبار والصغار على جناح الأزهر الشريف، للتعرف على أنشطته وفعالياته من خلال الورش، والندوات، والمخطوطات والمجلدات، والإصدارات المختلفة لكبار العلماء والمشايخ، والذي يقدمها الجناح لزواره.
وأضاف شومان، أن الأزهر الشريف يقدم الجديد دائمًا وأبدا، وتعد مطابع الأزهر من أقدم المطابع على مستوى الجمهورية في طباعة المصحف الشريف، والكتب الدراسية، حتى طرقت فكرة لغة البرايل للمكفوفين، نظرًا لأنهم ليسوا على قدر الحظ الكافي بالنسبة لموضوع القراءة أو الكتاب، فمن هنا بدأت فكرة إنشاء هذا المشروع، وهو المصحف البرايل، وكان بلغة البرايل فقط، حتى تطور شكل النسخة وأصبحت للغة المبصر وكتابة النص بالقرآن الكريم ولغة البريل في مجلد واحد، حيث تنقسم هذه النسخة إلى ست مجلدات تضمنت خمسة أجزاء، والتي نالت إعجاب الزائرين، مما يجعله نافعًا للجميع.
وأوضح شومان، أن هذه النسخة شهدت إقبالًا كبيرًا من جمهور الإعاقة البصرية، بالإضافة إلى تحرير استبيان للمكفوفين، والذي لاقى استحسان الكثير منهم وإعجابهم به، وستجمع هذه النسخة التجريبية مع الاستبيان من أجل الطباعة.
وأكد شومان، المشروع استغرق عامًا كاملًا للانتهاء من كتابة هذه النسخة التجريبية بأحدث الأجهزة والمعدات المخصصة للكتابة بلغة البرايل، بالإضافة إلى الأوراق الخاصة الأكثر سُمكًا، التي تختلف عن سُمك ورق المصحف العادي، حتى ولد هذا المصحف بلغة البرايل من الأزهر الشريف، ليستطيع القارئ ذو الإعاقة البصرية من خلال ملامسة هذه الحروف البارزة بأصابعه قراءة الآيات القرآنية، وقد شارك في هذا المشروع مجموعة من رجال مطابع الأزهر الشريف، الذي كان على رأسهم المهندس حسام منير، مدير الإنتاج بمطابع الأزهر، والمهندس أيمن عبدالمجيد، المدير العام لمطابع الأزهر الشريف، بالإضافة إلى الزملاء في قسم التجليد، والطبع جميعهم لاقوا العناء في طباعة هذا المصحف حتى وصل لهذه المرحلة، متمنيا أن من يمتلك فكرة جديدة بلغة البرايل الأزهر يفتح أبوابه للجميع في صالح المكفوفين.