أنا أفضل منك .. لا أعتقد ياعزيزى .. فأنا الأفضل منك تلك "الكذبة" التى تبناها الإنسان منذ بدء الخليقة حتى الاّن أو حتى فى بعض الأحيان عندما فضل قابيل (قايين) نفسه على أخوه هابيل ، وراّه الأقل بل لا يستحق أن يعيش ، ليبقى هو الأفضل فقط ولينعم هو بالأرض فى سلام واستمرت تلك الكذبة تزدهر مرات كثيرة وتختفى أحيانا على مرالزمان وفى ازدهارها هذا كانت الكراهية والأنانية تعلو وترتفع بين أنسان وأنسان، أما إذا التحفت تلك "الكذبة "فى أزدهارها هذا بثوب "الدين" ربما يمنحها ذلك الأمر قبولا داخلياً، لأن الدين له مكانته فى النفوس وجموع الجماهير أينما كان وهنا تجد لتلك الكذبة سبيلاً لتبقى فى الوجدان بدون تأنيب أو ردع ممن كان فهل تستمد تلك الكذبة بالأفضلية وتحقير الاّخر قوتها من الأيدولوجيات الدينية أى ضد "أنسانية الأنسان" تلك الإنسانية التى تمتزج بشعور إنسان فى مأزق أو حزن أو يعانى بأى شكل ومهما كانت الأحزان تلك الانسانية التى تجعله يضع نفسه مكان شخص اّخر معايشاً كل تحدياته وأزماته على اختلاف الموقف والمكان. تلك الإنسانية التى تنادى بالرحمة والتقدير والأحترام للإنسان عبر العصور والازمان.
تلك الانسانية التى بدونها لا يوجد إستمتاع بالدراما مثلا فهذا الإستمتاع بالدراما يسبق التحاورمع ذهنك بأفكار جديدة وأطروحات فكرية محفزة لتصقلك للافضل فى أغلب الأحيان. فمن منا لم يبكى عندما ضحى "جاك" بحياته من اجل "روز" فى فيلم تيتانك ، ومن منا لم يناشد فيه فيلم الملك الأسد ذلك الاعتزاز بكينونة الأب العظيم والعودة للمكانة العظيمة أكراما لهذا الأب الشامخ الهمام. كل هذا بفضل إنسانيتنا التى جُبلنا عليها لنمارس الرحمة والمحبة والتقدير والاحترام لأخينا فى الانسانية ونجد فى إنسانيتنا تلك أرضية مشتركة لنتحد ونهزم أنانيتنا وانحصارنا كل فى نفسه وأخذ الدين كحجة لممارسة الكراهية وذلك عبر العصور وفى كل الأديان ولأن القادة بالأفعال لا بالكلام وبأفعالهم تلك يغيرون التاريخ ويقودون التابعين حيث النور والاّمان فكان اللقاء العظيم لرمزى الايمان والاديان وكان ذلك اللقاء باستضافة الشقيقة دولة الإمارات بتوقيع "وثيقة الاخوة الانسانية من أجل السلام العالمى والعيش المشترك " فى 4 فبراير 2019 فى ابو ظبى وهو اللقاء الذى عقد بين فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف وقداسة البابا فرنسيس بابا الكنيسة الكاثوليكية وليسطرا أحرف التاريخ مؤكدين معاً إنه لا كراهية بأسم الأديان ولتعلو الإنسانية برحمتها واحترامها للإنسان ولتسمو المحبة التى هى قلب الأديان ولأن الحدث جلل ولم يسبقه مثيل فى أى مكان وزمان فاعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة قراراً بالإجماع ليعلن 4 فبراير من كل عام يوم دولى للأخوة الانسانية لكل أنسان فيا أيها الإنسان ....هنيئاً لك بالإنسانية دليلا وهى خيرطريق واستدلال وتحية شكروتقدير لكل من ساهم بدحر الظلام وؤد أى كذبة استترت خلف الأديان فلنستمر فى بناء أواصل السلام ويغلق الباب على من يتاجروا بالأديان وهى بريئة منهم لأن غايتها إرساء المحبة والسلام والخير للأنسان .