كتبت من قبل في "أحاديث الجمعة من باريس" عن الوزير الفنان الكبير فاروق حسني ولكني اليوم أكتب عن شخصية ارتبطت بحياته في السنوات الأخيرة وأستطيع أن أقول إنها أعطت لهذه الحياة الزاخرة بعدا إنسانيا ووجدانيا مدهشًا وأضاءت جوانبها مكامن عاطفة جديدة أضافت إلي قائمة ألقاب الوزير الطويلة لقبا غير متوقع وهو "جدو فاروق حسني".
لعل كل من تعامل مع فاروق حسني وعرفه عن قرب احتك بمدير مكتبه الأستاذ محمد حسين ولمس فيه الجدية والإخلاص في كل ما يتعلق بحياة الوزير. وعندما تزوج محمد حسين تخوفنا جميعا من أن يؤثر ذلك علي تنظيم حياة الوزير خاصة أنه جاء ذات يوم يخبره بأن زوجته حامل وأنهما يفكران في تأجيل مسألة وجود الأبناء في حياتهما إلى مرحلة من حياتهما. لكن الوزير حثه بقوة علي الاحتفاظ بالجنين واعتبارها هدية إلهية لا يجوز ردها.
ولدت الطفلة يوم ٧ يناير وهو يوم ميلاد الوزير واختار لها الوزير اسم "فريدة" علي اسم الملكة الفنانة التي عرفها الوزير عن قرب في باريس ونظم لها معرضا عندما كان مديرا للمركز الثقافي المصري في باريس كان حدثًا كبيرًا وقتها.
دخلت الطفلة فريدة إذن حياة فاروق حسني من الباب الملكي وكما كان أبوها مهما في حياته أصبحت ابنه أكثر أهمية في حياته تضفي عليها من حيوتها وضحكتها وصخبها قيمة جديدة وسعادة يراها الناظرون ويسعدون لسعادته. ويضفي هو علي حياة الطفلة كل حرارة عاطفة الجد إلي حد أنها تنادي جدها البيولوجي باسمه مضافًا إليه لقب جدو، ولكنها تنادي الوزير بلقب جدو فقط وكانت فريدة قد وضعت تلقائيا فاروق حسني علي عرش الجد كما وضعها هو علي عرش الحفيدة في قلبه.
كنا علي مائدة الغذاء فإذا بالخلوق إيهاب الذي يدير كل ما له علاقة بالإنترنت في حياة الوزير يحكي نوادر عن فريدة وجدو فاروق حسني، وعن هواية الصغيرة فريدة في الرسم وحرصها علي التوقيع في ذيل ما ترسمه وكان فاروق حسني بحسه المرهف عندما نصح مدير مكتبه بالاحتفاظ بالجنين، كان يشعر أن الوليد القادم نهر من السعادة سيروي حياته ويزهر فيها وردة تعطرها في كل مرة تناديه فيه مليكته "يا جدو".
آراء حرة
أحاديث الجمعة من باريس «٢٧».. فريدة.. ملكة فى قلب فاروق حسنى
تابع أحدث الأخبار
عبر تطبيق