علَّق عمرو فاروق، الخبير فى شئون الجماعات المتطرفة، على إعلان الرئيس الأمريكي نجاح واشنطن في القضاء على زعيم تنظيم داعش أبو إبراهيم القرشي في عملية عملية إنزال بإدلب السورية، قائلا: إن داعش باتت لا تتأثر بفقد القيادات.
وأضاف "فاروق" في تصريحات خاصة لـ"البوابة نيوز": عملية مقتل القرشي تعطي الكثير من الدلالات المهمة والتي يمكن تحديدها في عشرة نقاط، وهي كالتالي:
أولًا: الكيانات ذات الطبيعة التنظيمية أمثال تنظيم داعش، والقاعدة والاخوان، لا تتأثر بشكل حقيقي بفقد قياداتها، ما يعني أن مقتل القرشي زعيم داعش لن يؤثر بشكل سلبي على محطات التنظيم وتوجهاته، لاسيما أن أبو ابراهيم القرشي لم يكن شخصية فعالة بشكل حقيقي في ظل مرور التنظيم بحالة من السقوط على مدار السنوات الأخيرة وتحديدًا في سوريا والعراق .
ثانيًا: تنظيم داعش يسير وفقًا لما يعرف باستراتيجية "مركزية القيادة لا مركزية التنفيذ"، ما يحقق معادلة قوة الفروع والولايات في إفريقيا وآسيا عن تمركزه الوهمي في سوريا والعراق، بعد خساراته الجغرافية السياسية في مارس 2019، على يد قوات التحالف الأمريكي.
ثالثًا: عملية مقتل الهاشمي ربما من ضمن أهدافها تفريغ الساحة السورية الواقعة تحت سيطرة الجانب التركي، لتمكين أبو محمد الجولاني زعيم هيئة تحرير الشام وتقديمه كمعارض سياسي في ظل ما يحدث على أرض الواقع حاليًا.
رابعًا: عملية مقتل الهاشيمي، من المرجح أنها جاءت بسبب عملية اقتحام داعش بسجن "غويران" التي كشفت تخطيط التنظيم وتحركاته واستعادته لقوته وقواعده، والتي أسفر عن مقتل أكثر من 180 داعشيًا (بينهم 150 من منفذي الهجوم)، ونحو 120 جنديًا من قوات "قسد"، وفقًا لتقارير صادرة عن المرصد السوري لحقوق الإنسان.
خامسًا: من المرجح أن يتولى زمام التنظيم عقب مقتل أبو إبراهيم الهاشيمي، الحاج جمعة عواد البدري، رئيس مجلس الشورى العام، وشقيق أبو بكر البغدادي، الزعيم السابق للتنظيم ، في ظل القاء القبض على سامي جاسم الجبوري، في أكتوبر 2021، وذلك بناء على تفاصيل الهيكل الداخلي للتنظيم الداعشي، التي انفرد بها قبل اغتياله الخبير في مجال مكافحة الإرهاب ، هشام الهاشيمي، في إحدى الدراسات "البيان" للدراسات والتخطيط الأمني والعسكري.
سادسًا: داعش يعيد نفسه حاليًا من خلال معسكرات مشروع "جبل التمكين"، التي تعتبر امتدادًا لمعسكرات "أشبال الخلافة"التي بدائها منذ إعلان خلافته في يونيو 2014، بهدف إنتاج كوادر بشرية مدربة تتبنى التوجهات الفكرية والتنظيمية للمشروع الداعشي.
سابعًا: تنظيم "داعش" فقد فعليًا قوته التنظيمية في سوريا والعراق، ويلتحف بالدروب الجبلية والصحراوية بين الحدود السورية العراقية، التي يتواجد بها نحو 10 آلاف مقاتل داعشي، تمكنوا من الفرار بعد هزائم التنظيم، وفقًا لتقرير صادر عن الأمم المتحدة في فيراير 2021.
ثامنًا: تفكك "داعش" وانهيار دولته في سوريا والعراق لا يعني نهائيًا سقوط المشروع الداعشي، إذ أن التنظيمات من شأنها أن تتعرض للانشطار والانشقاق، والتفكك، لكن تظل روافدها باقية طالما أن فكرتها متماسكة وقادرة على الاستمرار والاستنساخ والتمدد فكريًا وتنظيميًا .
تاسعًا: تنظيم "داعش" فعليًا نقل مركز ثقله التنظيمي في العمق الإفريقي (الغرب والوسط والشرق)، مستغلًا حالة الفراغ السياسي والأمني، والطبيعة الجبلية التي يوظفها في تدريب وتجنيد المئات من الشباب والمراهقين ، في حالة أقرب غرفة العمليات المركزية.
عاشرًا: كتابة السطور الأخيرة في رواية تنظيم "داعش" وفصائله تحتاج إلى المزيد من الخطوات والتدابير التنفيذية على أرض الواقع، مع ضرورة إعادة صوغ استراتيجيات الأمن القومي العربي وبنائها فكريًا وعسكريًا وأمنيًا ، وصناعة لوبي ضاغط بقوة لكسر تغلغل التنظيم التكفيري، ومحاصرة مخاطره، وقف المد الفكري للمعتقدات الداعشية في عمق المنطقة العربية.