الملك خوفو أحد أهم وأشهر ملوك مصر القديمة، عرف من خلال إنجازاته والتي يعد أبرزها الهرم الأكبر الذي يعد أحد عجائب الدنيا السبعة، جاء الملك خوفو من بعد أبيه الملك سنفرو كثاني ملوك الأسرة الرابعة، ولم يبلغ ملك من شهرة وذيع صيت ما بلغه الملك خوفو.
وحددت بردية تورين فترة حكمه بثلاثة وعشرين عاما، ولكن عثر علي نصا في منطقة "ابو بلاص" في الصحراء الغربية يذكر زيارة أحد كبار رجال الدولة، وذلك في العام السابع وعشرين من حكم الملك خوفو بما يوحي الي امتداد فترة حكمه إلى هذه الفترة وعدم اقتصارها علي الفترة التي حددتها بردية تورين كفترة حكم هذا الملك.
كان لخوفو العديد من الأبناء الذكور ولكن أهمهم "جدف رع و"خفرع " و" حور جدف " ويبدو ان حدث بينهم صراعا مما انعكس علي أحوال الأسرة واضطربت أمورها، وتحدثت احدي البرديات المشهورة والتي تعرف باسم "بردية وستكار"، والتي تناولت قصصا عديدة من ملوك الدولة القديمة ؟
وتعرف قصة خوفو من هذه البردية باسم قصة "خوفو والسحرة " هي تشهد علي طيبة قلب هذا الملك واحترامه لآراء الغير حتى لو كان من رعيته، وذلك حين استدعى الملك الساحر "جدي" وهو ساحر مشهودا له بكفاءته العالية في أداء وظيفته، حيث طلب الملك منه أن يمارس سحره علي أحد السجناء بقطع رقبته وفصلها عن الجسد وإعادتها إليه مرة أخرى.
ولكن الساحر رفض وطلب منه أن يؤتي له بأوزة لممارسة السحر عليها، فأستجيب بطلبه ومارس الساحر مهمته وأدي واجبه ببراعة، فالساحر هنا قد عارض أمر الملك ورد عليه بلباقة، ولم يفعل الملك معه شيئا يؤذيه.
ارتبطت ايضا شخصيته بقصة هرمه حيث يري البعض أن خوفو ببنائه لهذا الهرم المعجزة قد سخر شعبه لهذا العمل وبالتالي هو ملكا ظالما كما روي هيرودوت، أن بناء الهرم قد استغرق عشرين عاما من ظلم الناس وان الطريق الصاعد قد استغرق عشرة أعوام أي المجموع هو ثلاثون عاما.
لكن الحقيقة أن العمل في الهرم حوالى تم من خلال مائة ألف عامل سنويا علي مدى ثلاثين عاما كانوا يعملون فقط في أشهر الفيضان الأربعة، حيث أن الزراعة كانت هي الحرفة الرئيسية عند المصري القديم وبهذا يكون قد وفر لأبناء شعبه فرصا للعمل وقت لا عمل فيه، وعليه ان الملك خوفو هو اول ملك يؤمن شعبه ضد البطالة.
وأشارت البرديات أيضا الي حقيقة هامة وهي ان العمال الذين اشتركوا في بناء الهرم قد قاموا بذلك طواعية، حيث أن الملك تبعا العقيدة المصرية القديمة كان هو الشخص الذي سوف يضمن بعد الموت مصير الرعية في العالم الآخر، وعليه إرضاء الرعية الملك بشتى السبل حتي ينالوا معيته في العالم الآخر، وبالتالي فليس أقل ان يشاركوا في بناء هرم له.
ومن أهم أعمال الملك خوفو بناء الهرم الأكبر في الجيزة “والذي يعتبر أحد عجائب الدنيا السبع”، وقد استغرق بناؤه حوالي عشرين عاما ويبلغ ارتفاعه ١٤٦ مترا، تقلص منها حوالي تسعة أمتار نتيجة عوامل التعرية ونزع أحجار الكساء الخارجي وتبلغ كمية الحجارة التي استخدمت في بنائه نحو مليونين وثلاثمائة ألف كتلة من الحجر، ورغم ضخامة هرمه، لم يعثر للملك خوفو إلا تمثال صغير لا يتعدى طوله تسعة سنتيمترات وذلك في منطقة أبيدوس وهو الآن في المتحف المصري بالقاهرة.
وقام الملك خوفو ببناء معبد مصري في جبيل، وازدهرت التجارة أيضا في عصر خوفو بين مصر ولبنان، وقد عثر علي اسم خوفو علي بعض الأحجار في محاجر الصحراء الغربية، مما يؤكد إرساله حملات للمناجم والمحاجر هناك.