السبت 02 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

البوابة القبطية

الأنبا باخوم : وثيقة الأخوة الإنسانية وضعت العالم بكافة مذاهبه على السواء

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة وبالإجماع، منذ عام يوم  4 فبراير من كل عام، يومًا دوليًا للأخوة الإنسانية، حيث أصبحت وثيقة الأخوة الإنسانية التي بزغ نورها في الإمارات يوم 4 فبراير 2019 وثيقة تجمع الأديان والأعراق والألوان في كل دول العالم بعد أن وقعها في أبوظبي قداسة البابا فرنسيس بابا الكنيسة الكاثوليكية، وفضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف.

ووصف الأنبا باخوم المتحدث الرسمي باسم الكنيسة الكاثوليكية، الحدث بالتاريخي غير المسبوق، قائلًا: “وضع أمم العالم بكافة دياناتها ومذاهبها وأعراقها على سواء لا فرق بين الواحد والآخر، فالجميع عباد الله لا فرق بيننا ولا تفرقة فلقد خلقهم ليكونوا أخوة متسامحين ومتعايشين يعملون لمصلحة البشرية في كل مكان واليوم يحتفل العالم بجميع ديانته باليوم العالمي للأخوة الإنسانية”.

وقال الأنبا دانيال لطفي، مطران الإسماعيلية للأقباط الكاثوليك: “أرحب برجلي السلام والمحبة البابا فرنسيس بابا الكنيسة الكاثوليكية وفضيلة الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف اللذين ملؤنا بالأمل والتفاؤل وأتمني  بأن تنعم الشعوب والأجيال بالأمن والسلام”، موضحًا أن تلك الوثيقة قدمت كثيرا من السلام وهذا نجده على أرض الواقع بشكل كبير.

وأضاف: "اليوم نحتفل بمرور عام علي توثيق 4 فبراير يوما عالميًا للإنسانية، والتي وضحت معالمهما عندما رصدت جائزة تحت اسم  زايد للأخوة الإنسانية وهي جائزة عالمية مستقلة تحتفي بجهود الأفراد والكيانات في تقديم إسهاماتٍ جليلةٍ تهدف إلى التعايش السلمي، وهي جائزة بقيمة  مليون دولار، وذلك منذ فبراير الماضي وكانت الجائزة توثيقًا للوثيقة.

ومن جانبه قال الأنبا كيرلس وليم مطران أسيوط للأقباط الكاثوليك: “أنا كنت من ضمن الحضور في الإمارات أثناء توقيع الوثيقة التي تضمنت محاور رئيسة كان من أهمها أن التعاليم الصحيحة للأديان تدعو إلى التمسك بقيم السلام وأن الحرية والتعددية حق لكل إنسان اعتقادا وممارسة وأن الحوار والتفاهم وثقافة التسامح ضرورة بين البشر إلى جانب إدانة الإرهاب والتطرف بكل أشكاله مع إقصاء مصطلح الأقليات وأن العلاقة بين الشرق والغرب أمر أساس لا يمكن تجاهله"، مضيفًا: “وعلى ضوء هذه المبادئ تم اعتماد الأمم المتحدة لوثيقة أبوظبي على أنها اليوم الدولي للأخوة الإنسانية، ولكن علينا أن نوسع طرق الاحتفال وأن يذاع صيت تلك الوثيقة للعالم كله بأننا أخوة ولا علاقة للدين بالمحبين فنحن نحب إخوتنا المسلمون والعكس أيضا فما يجمعنا هو الاحترام والحب”.

ويقول الأب بطرس دانيال مدير المركز الكاثوليكي للسينما: ذات يوم كنتُ أسير على الجبل، فرأيتُ من بعيدٍ وحشاً كاسراً فَخِفتُ منه، ولكنني عندما اقتربت منه، اكتشفتُ أنه إنساناً، وعندما وصلتُ إليه رأيتُ أخّاً لي. نجد على مدار الأجيال شعوباً ودولاً تدّعي بأنها أرقى وأسمى البشرية وتحتقر الشعوب الأخرى معتبرة إيّاها عالة على المجتمع الدولي! لقد تناست هذه المجتمعات بأننا جميعاً أبناء الله الذي خلقنا على صورته ومثاله في الحُب والقداسة والرحمة، لكننا نستطيع أن نتعلم الدرس من هذا المَثَل البسيط الذي ذكرناه في مستهل موضوعنا، وهو أن المسافة التي نضعها بين بعضنا البعض تشوّه معالم وجه الآخر، وتسبب خوفاً من الناس، لأننا نتخيلهم أشباحاً، حتى أن عقلنا يتوقف عن التمييز في هذه اللحظة. لذلك يجب علينا أن نقترب من الآخر دون حذر، وهذا يعني أن نسعى إلى فهم الأشخاص ونواجه هؤلاء الذين نعتبرهم خطراً على حياتنا.

وأضاف قائلا وبقدر ما نُذيب المسافة، تظهر الصورة الحقيقية للآخرين وندرك الملامح الخاصة بهم، وتختفي الكوابيس والتخيلات. لكن كل هذه لا تكفي، بل يجب علينا أن نتحلّى بالشجاعة التي تدفعنا لمواجهة الشخص ومقابلته وجهاً لوجه والتحدث معه، والنظر في عينيه، حينئذٍ سنكتشف على هذا الوجه علامات الألم والحزن والفرح والخوف والرجاء واليأس والهم والقلق والحُب، كل هذه الملامح نتقاسمها جميعاً في حياتنا اليومية وتُكوّن منّا جماعة أخوية. إذا كنتُ أريد في بداية الأمر أن أُلقي حجراً من بعيد للدفاع عن نفسي، إلا أنني عندما اقتربتُ من الآخر استطعت أن أمدد له يدي.. وتابع: كما أنني اكتشفت جمال وقوة وجه الشخص الذي أتقابل معه سواء كان رجلا أو امرأة.