قال الدكتور جاسم محمد، رئيس المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب بألمانيا: إن مقتل زعيم تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" أبو إبراهيم القرشي سيكون له تداعيات سلبية على هيكلة التنظيم.
وأكد رئيس المركز، في تصريحات خاصة لـ"البوابة نيوز"، أن هذه التنظيمات المتطرفة تأقلمت على خسارة الزعماء والقيادات، فمنذ العام 2012 وهذا التنظيم يخسر زعامات مؤثرة، ومثل هذه الخسارة المتعلقة برئيس التنظيم تؤثر على التمويل، وعلى بعض البيعات السابقة التي حصلت عليها هذه الزعامة، ما يؤثر نسبيا على تجنيد الشباب.
وتابع رئيس المركز، أن مقتل زعيم داعش، بدون شك، سوف يحدث تراجعًا مؤقتًا للتنظيم، لكنه سيعود لتعزيز قدراته فيما بعد، ويستعيد خطورته كما تعود، لذا فهو تأثير نسبي، خاصة بعد التأقلم مع خسارة رأس الهرم أو رأس التنظيم.
وأضاف، أن عملية الإنزال الأمريكي التي أسفرت عن مقتل القرشي كانت عملية نوعية تم التخطيط لها، وجاءت في أعقاب تراجع التحالف الدولي في هجوم داعش على الحسكة، وجاءت لتعطي دفعة للإدارة الأمريكية وفي تأكيد دورها في محاربة الإرهاب.
يشار إلى أن الرئيس الأمريكي جو بايدن، أعلن اليوم الخميس، تمكن القوات الأمريكية بمساعدة قوات سوريا الديمقراطية من القضاء على زعيم تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" المعروف باسم "أبو إبراهيم القرشي"، في بلدة أطمة بإدلب السورية، مؤكدا أن زعيم التنظيم الإرهابي هو المسئول عن هجوم الحسكة الأخير، وأن واشنطن ملتزمة بالدفاع عن شركائها ودعم حلفائه بالمنطقة.
يأتي هذا بعد يوم من اتهام قوات سوريا الديمقراطية لشركائها من التحالف الدولي بقيادة أمريكا، بالتقصير في دعمها بعدما فتحت الأجواء أمام الطيران التركي لقصف بعض المواقع في شمال شرقي سوريا
وشدد بيان "قسد"، على أن هجمات تركيا لم تتم دون علم قوات التحالف الدولي، “وفي النتيجة تسعى تركيا من خلال صمت التحالف الدولي إلى إضفاء الشرعية على هجماتها.
وكان تنظيم داعش، في 20 من يناير الماضي، استطاع بعد عدة محاولات فاشلة أن يقتحم سجن المدرسة الصناعية بحي غويران، بعملية سماها «هدم الأسوار» بمشاركة عناصر إرهابية من جنسيات عربية وأجنبية، بحسب اعترافات للموقوفين.
وكان عنصرًا تابعًا للتنظيم الإرهابى استقل سيارة إطعام، بينما تم تفجير سيارتين بالقرب من بوابات السجن، انطلقت بعدها اشتباكات عنيفة بين عناصر داعش وقوات سوريا الديمقراطية، صاحبها تمرد شديد من العناصر الإرهابية المحتجزة التي أحرقت الأغطية والمواد البلاستيكية داخل المهاجع في محاولة لإحداث الفوضى.
وتمكنت العناصر الإرهابية من السيطرة على جزء من السجن، والتحصن بداخله بعد الاستيلاء على مخزن للأسلحة، كما احتجزت عددا من الرهائن بلغ ٥٠ من العسكريين والعاملين بالسجن بحسب بيانات للمرصد السوري لحقوق الإنسان.
وعززت «قسد» من تواجدها الأمني، وفرضت طوقًا أمنيا حول السجن وحول الأحياء السكنية القريبة والتي تسللها منها وإليها خلايا التنظيم الإرهابي, ومنذ ساعات مبكرة لليوم التالي للهجوم، حلقت مروحيات تابعة للتحالف الدولي، حيث استهدفت مجموعات من خلايا التنظيم في المناطق المكشوفة بمحيط السجن.
وتمكنت "قسد" من السيطرة على سجن الصناعة، بعد أسبوع من الاشتباكات، وبدورها نفذت عمليات تمشيط واسعة لمطاردة الخلايا النائمة وفلول داعش المهزومة، بعدما أعلنت نجاحها في السيطرة على كامل سجن الصناعية، وتحرير كل الرهائن، والاستمرار في تمشيط المنطقة ومطاردة بقية العناصر الهاربة.