قالت صحيفة "الإندبندنت" البريطانية، في تقرير لها، الثلاثاء الماضي، إن زيارة رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون إلى أوكرانيا في محاولة لوقف التصعيد المتبادل بين الغرب والروس، شهدت حفاوة داخل كييف، بسبب "الهدايا" التي قدمتها لندن لهذا البلد الذي يتأهب لحرب وشيكة.
وذكرت الصحيفة في تقريرها أن الزيارة صاحبها شعور بالامتنان داخل أوكرانيا للمملكة المتحدة وحكومة جونسون خاصة بعد تقديم الأخير أسلحة مضادة للدبابات بالتزامن مع الحرب الوشيكة التي من المحتمل أن تبدأ في أي لحظة مع روسيا، على الرغم من الغضب الداخلي ضد جونسون في لندن بسبب أزمة "حفلات داونينج ستريت"، وثبوت ارتكاب رئيس الوزراء ومسئولين انتهاكات لقواعد إغلاق "كورونا".
ووفقا لـ"الإندبندنت"، فإن زيارة جونسون لكييف أثارت الاهتمام بما يحدث في لندن، حيث كان من المقرر أن يتحدث جونسون مع الرئيس الروسي قبل ذهابه للقاء الرئيس الأوكراني لكن تم تأجيل المكالمة، حيث كان يجب أن يمثل أمام مجلس العموم بعد تقرير سو جراي، كبيرة الموظفين في الحكومة والذي خلص إلى ثبوت ارتكاب جونسون لمخالفات.
وتوافق رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون والرئيس الروسي فلاديمير بوتين على ضرورة إيجاد «حلّ سلمي» للأزمة الأوكرانية، فيما أعلن المستشار الألماني أولاف شولتس أنّه سيزور موسكو قريبًا لبحث القضية التي يعتزم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون التشاوري مع نظيره الأمريكي جو بايدن بشأنها لاحتواء التصعيد، في وقت ندد الكرملين بقرار واشنطن "المدمّر" نشر قوات في أوروبا الشرقية.
ووصفت روسيا قرار الولايات المتحدة إرسال ثلاثة آلاف جندي إضافي الى أوروبا الشرقية إياه بأنّه "مدمّر"، وذلك على خلفية تصاعد التوتر بين موسكو والدول الغربية في شأن أوكرانيا، واعتبر نائب وزير الخارجية الروسي الكسندر غروشكو كما نقلت عنه وكالة انترفاكس أنّ القرار الأميركي "غير مبرّر ومدمّر ويزيد من التوترات العسكرية ويقلّص المجال أمام القرارات السياسية".
وقال الكرملين في بيان، إنّ بوتين تحدّث عن «عدم رغبة حلف شمال الأطلسي (الناتو) بالتعاطي في شكل ملائم مع المخاوف المشروعة لروسيا» في ما يتّصل بأمنها.
وتأتي المحادثات، بعدما حشدت روسيا منذ نهاية 2021 قوات عسكرية يصل عديدها إلى مئة ألف جندي عند حدودها مع أوكرانيا، في وقت تنفي موسكو أي نية لغزور اوكرانيا، مطالبة في الوقت نفسه بضمانات أمنية خطية من بينها عدم ضم كييف إلى حلف شمال الأطلسي، ووقف توسّع الحلف شرقًا.
فرنسا واحتواء التصعيد
وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون: «أنا قلق بشدّة بإزاء الوضع على الأرض».وأضاف للصحافيين: «الأولوية بالنسبة إليّ في شأن القضية الأوكرانية، والحوار مع روسيا تكمن في احتواء التصعيد، وإيجاد السبل السياسية للخروج من الازمة، وهذا يستدعي القدرة على المضيّ قدمًا على أساس اتفاقات مينسك».واوضح أنّ إمكان زيارته لروسيا وربما لكييف يبقى رهنًا بتقدّم المحادثات في الساعات المقبلة.
وتابع:«لا استبعد شيئا لأنني اعتقد أن دور فرنسا، وخاصة مع رئاسة (مجلس الاتحاد الاوروبي)، يقضي بمحاولة بناء هذا الحلّ المشترك»، علمًا أنّه تشاور مرارا في الايام الاخيرة مع الرئيسين الروسي والأوكراني.
وكرر أنه «لن يكون هناك نظام أمن واستقرار بالنسبة الى أوروبا، إذا لم يكن الاوروبيون قادرين على الدفاع عن أنفسهم» و«بناء حلّ مشترك مع جميع جيرانهم وبينهم الروس».
وبحسب الرئاسة الفرنسية، فإنّ ماكرون «مقتنع» ب«الحاجة إلى حوار مباشر» مع نظيره الروسي لأنّ حوارًا كهذا «يتيح إحراز تقدّم».واعتبرت باريس أنّ زيارة ماكرون إلى موسكو، إن حصلت، ترمي إلى «تقييم التهديد واستطلاع الوضع كي لا نصل إلى حيث لا نريد الوصول».
ويحتمل عقد اجتماع رباعي على مستوى المستشارين الدبلوماسيين ل«صيغة النورماندي» التي تجمع روسيا وأوكرانيا وألمانيا وفرنسا، وذلك بعد اجتماع مماثل استضافته باريس الأسبوع الماضي.