تسببت الهجمات الحوثية على دولة الإمارات العربية المتحدة في ردود أفعال عربية ودولية تطالب الولايات المتحدة الأمريكية بإعادة إدراج ميليشيات الحوثي على قائمة التنظيمات الإرهابية مرة أخرى، بسبب انتهاك الميليشيات للقانون الدولي من خلال الهجمات المتتالية على أبو ظبي باستخدام الصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة.
وعلى وقع تلك المطالبات أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية أنها لا تتردد في إدراج الحوثي على قوائم التنظيمات الإرهابية أو فرض العقوبات القاسية على تلك الجماعة، حيث أكدت وكالة أسوشييتد برس الأمريكية أن الإدارة الأمريكية تدرس إعادة الجماعة على قوائم الإرهاب، لافتة إلى أن حذف الجماعة من القائمة السوداء كان من أجل إيصال المساعدات للمدنيين.
وذكرت الوكالة الأمريكية أن إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن يجري مباحثات مع الحلفاء في منطقة الشرق الأوسط حول القرار الأمريكي بإعادة الجماعة إلى قائمة التنظيمات الإرهابية، حيث تم الكشف عن مشاورات بين الولايات المتحدة الأمريكية والدول الخليجية للتنسيق حول الخطوات المقبلة لإعادة الحوثيين على قوائم الإرهاب.
وعلى وقع تلك الأزمة أكد ديفيد ديروش، الخبير الاستراتيجي بوزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون، والأستاذ بجامعة الدفاع الوطنية الأمريكية التابعة للبنتاجون، أن جماعة الحوثيين في اليمن مستوفية بالفعل لكل الشروط التي تجعلها على قوائم التنظيمات الإرهابية، لكن رؤية الرئيس الأمريكي تتمثل في أنه لا يريد أن تصبح الولايات المتحدة الأمريكية طرفًا في الحرب في اليمن، لذلك سيكون التركيز على محاولة إنهاء الحرب.
وأضاف ديروش، في تصريحات خاصة لـ"البوابة" أن سلاح العقوبات هو السلاح الأمثل للتعامل مع الحوثيين، خاصة وأن زعيم الجماعة مدرج على قائمة العقوبات الأمريكية وعددًا من القيادات الآخرين، ولذلك فإن واشنطن ترى أن إدراج الحوثيين على قوائم الإرهاب ستزيد المعاناة من قبيل أن معاقبة محتجز الرهائن ستجعل الرهائن يعانون أكثر.
وفي سياق متصل تتزايد المطالبات الدولية بإعادة إدراج الحوثيين على قوائم الإرهاب، إذ شن مشروعون أوروبيون حملة على جماعة الحوثي لإدراجها ضمن منظمات الإرهاب العالمي، بسبب استخدامها المواطنين المدنيين كدروع بشرية في حربهم على الحكومة الشرعية في اليمن.
وفي ندوة لحزب يمين الوسط بالبرلمان الأوروبي أكد برلمانيون ضرورة إعادة تصنيف الحوثيين على قوائم الإرهاب بسبب استخدامهم المدنيين كدروع بشرية، فضلًا عن تخزينهم الأسلحة في الأماكن المدنية كالمدارس والمستشفيات وأجهزة الدولة، فضلًا عن تجنيد الأطفال الإجباري في جبهات القتال.
وأكد البرلمانيون الأوروبيون أنهم سيتابعون الضغط لإدراج الحوثيين على قوائم الإرهاب، حيث أكد فاليرو بازونا، المستشار في البرلمان الأوروبي على ضرورة إعادة تصنيف الميليشيات الحوثية على رأس التنظيمات الإرهابية بسبب هجماتهم المستمرة على الدول الخليجية كالسعودية والإمارات.
كما أعلن عدد من نواب الحزب الجمهوري في الكونجرس الأمريكي عن مناقشة طلب لإعادة إدراج الحوثيين على رأس التنظيمات الإرهابية، حيث قدم السيناتور الأمريكي المحسوب على الحزب الجمهوري تيد كروز، مشروع قانون في مجلس الشيوخ الأمريكي يطالب بإعادة الحوثيين إلى قائمة الإرهاب بسبب استخدام المدنيين كدروع بشرية في الحرب ضد الشرعية في اليمن، فضلًا عن الهجمات الإرهابية المتكررة على الدول الخليجية.
كما طالب مشروع القانون بفرض عقوبات صارمة على قيادات الميليشيات الحوثية، حيث وعد تيد كروز بتطبيق القانون فور تمريره في مجلس الشيوخ خلال شهر واحد.
وفي هذا الإطار قالت وكالة بلومبيرج الأمريكية أن دولة الإمارات العربية المتحدة طالبت الولايات المتحدة بإعادة تصنيف الحوثيين كتنظيم إرهابي بعد الهجمات الإرهابية التي طالت منشآت مدنية في أبو ظبي، فضلًا عن إعتراض الدفاعات الإماراتية لصواريخ باليستية و3 طائرات مسيرة إخترقت المجال الجوي الإماراتي خلال الأيام الماضية.
ونوهت الوكالة إلى أن الإمارات ستعمل على الضغط على الإدارة الأمريكية لإعادة تصنيف الحوثيين على رأس التنظيمات الإرهابية، بسبب جرائم الحرب التي ترتكبها الميليشيات الحوثية بحق الشعب اليمني، ودول منطقة الشرق الأوسط، فضلًا عن تهديدها لحركة الملاحة بعد إستيلائهم على سفينة شحن إماراتية كانت في طريقها إلى مستشفى سقطرى العام في اليمن كانت تحمل مساعدات إنسانية.
