تبقى قضية التغيرات المناخية تؤرق العالم كله، ولما لا؛ فهي مرتبطة بمصير كافة المجتمعات فليس هناك فرق بين دولة نامية وأخرى متقدمة، كما أنها تؤثر على قطاعات الزراعة والسياحة، فتفقد المحاصيل إنتاجيتها بنسب ما بين 20 إلى 30% وتقتل الشعاب المرجانية وتفقدها بريقها الساحر، ويرى الخبراء أهمية استنباط بذور وتقاوى قادرة على التكيف المناخي، ويطالبوا من مؤتمر شرم الشيخ المقبل الاهتمام العالمي لتقليل انبعاثات والتسرب النفطي وتقليل معدلات الكربون لحماية الشعاب المرجانية وحماية السياحة بمختلف أرجاء العالم.
وزيرة البيئة الدكتورة ياسمين فؤاد، ذكرت خلال جلسة لجنة الطاقة والبيئة والقوى العاملة حول سياسة الحكومة لمجابهة ظاهرة تغير المناخ، حيث يعتبر قطاعي السياحة والزراعة الأكثر تضررًا بالتغيرات المناخية، فالزراعة تتأثر بارتفاع درجات الحرارة ونوعية المحاصيل التى كانت تزرع في أوقات معينة من السنة وأصبحنا غير قادرين على زراعتها إضافة إلى تأخر الدورة الانتاجية للمحاصيل ومنها القمح والذي شهد نقص 20% خلال الخمس سنوات والموز 12% وهو ما يؤكد الثأثر الواضح على إنتاجية المحاصيل وعلى قدرة المحاصيل على تحمل التغيرات المناخية من ناحية شدة الحرارة أو شدة البرودة، فضلًا عن تأثر التربة ذاتها من ناحية الجفاف الشديد الذي يحدث لها، وبعض الحالات بارتفاع منسوب سطح البحر والذي أدى إلي ملوحة في المياة الجوفية وهذا كله يؤثر على قضية الزراعة والأمن الغذائي، ونسعى لربط القضية على المستوي الوطني بالمستوى الدولي.
ويقول المهندس حسام رضا، الخبير الزراعي: تتعدد تأثيرات التغيرات المناخية في أكثر من قطاع حيث يؤدي ارتفاع وانخفاض درجات الحرارة على نمو أصناف معينة مثل القمح الذى يتم البدء في زراعته في بداية شهر ديسمبر من كل عام ولكن البرودة الشديدة تؤثرعلى انتاجيته وتزيد من تفريع النبات الخضري للقمح وهنا لابد من البحث في حلول عن طريق تغيير الخريطة النباتية في مناطق معينة أو استخدام واستباط أصناف جديدة تتحمل الانخفاض الشديد في درجات الحرارة.
ويضيف رضا لـ"البوابة نيوز": أدت ارتفاع درجات الحرارة في فبراير ومارس العام الماضي لانخفاض انتاجية المانجو لأكثر من 20% وموت النموات الجديدة "زهرة المانجو" وهنا يكون الاستنباط لأصناف جديدة قادرة على التكيف المناخي عن طريق أصناف جديدة أعمارها أقصر لا تتجاوز الـ115 يومًا بدلا من الأصناف البلدية ذات الأعمار التى تجاوز الـ135 يومًا الأقل.
ويواصل الخبير الزراعي: ستؤدى التغيرات المناخية إلى زيادة الأمطار في مناطق معينة مثل كفر الشيخ واسكندرية ومرسى مطروح وهنا يمكن زراعة أصناف مثل القمح والشعير في المناطق المطيرة مثل "العريش ومرسى مطروح" مع الأخذ في الاعتبار حماية المناطق الساحلية بشمال الدلتا تحسبًا لأى مد من البحار للمناطق المتاخمة للساحل عن طريق عمل مصدات أو نقل السكان لمناطق أكثر أمنًا.
كما أشارت وزيرة البيئة إلى نظام الإنذار المبكر ونقل بعض زراعات المحاصيل المتأثرة بالتغيرات المناخية من مناطق إلى أخري، حيث نسعي في إطار اعداد مصر لاستضافة مؤتمر تغير المناخ COP27 بشرم الشيخ بأن يكون هناك استراتيجية واضحة يمكن من خلالها وضع حزمة من المشروعات قابلة للتنفيذ للحصول على التمويل اللازم من شركاء التنمية.
ويأتي قطاع السياحة المتأثر الثاني بقضية التغيرات المناخية عن طريق ما الأضرار التى تلحق بالشعاب المرجانية واختفاء الألوان وتغيرها ما يسمى" بابيبضاض الشعب المرجانية وتغير الالوان المختلفة" باالبحر الأحمر وذلك يحدث من مع ارتفاع درجة الحرارة الشعاب المرجانية وهو ما يؤثر على هذا المقصد السياحي الهام وبالتالي تأثر العملة الصعبة والاقتصاد القومي.
ويقول الدكتور وحيد امام، رئيس الاتحاد النوعي للبيئة-: الشعاب المرجانية هى كائنات شديدة الحساسية تتأثر بأية متغيرات من التلوث سواء التسرب النفطي أو تسرب الصرف الصحي علاوة عن موت مئات الأصناف من الأسماك الملونة نتيجة انبعاثات الصناعة وارتفاع درجات الحرارة والأمطار الحمضية التى ستتساقط بشكل كبير. فهنا موت الشعاب المرجانية واختفاء الألوان التى تزينها نتيجة اختفاء هيكل الكالسيوم الذى كان يعيش منه الحيوان ويتغذى منه.
ويضيف إمام لـ"البوابة نيوز": مشكلة التغير المناخي عالمية ويجب التركيز خلال المؤتمر القادم الذى سيعقد في شرم الشيخ ويجب السعي لإلزام الدول لتتكاتف وتقدم التقارير الوطنية الخاصة بها حول الانبعاثات الكربونية للحد منها والوصول للحياد الكربوني في 2050.