نظم القائمون على مهرجان جمعية الفيلم السنوي في دورتيه السابعة والثامنة والأربعين، في الخامسة مساء اليوم الأربعاء عرضا لفيلم "صاحب المقام" للمخرج ماندو العدل، في مركز الإبداع الفني بدار الأوبرا المصرية.
وشهد العرض تواجد عدد كبير من الجمهور، الذي حرص على حضور الندوة التي أقيمت عقب انتهاء العرض، وأدارها الناقد محمد الروبي، وحضرها مخرج العمل.
في بداية الندوة، أعرب الناقد محمد الروبي عن سعادته لمشاهدة الفيلم مع وجود بعض الملاحظات لديه، قائلا “إن السينما بشكل خاص وجهات نظر ولا يوجد عمل فني يتفق عليه الجميع، وفيلم اليوم هو أحد هذه النماذج، ففي بداية عرضه على المنصة صار حوله جدل، وهو يؤمن بأن أي جدل هو أولى خطوات النجاح، لأن الفن هدفه الأساسي إثارة التساؤلات، وفيلم صاحب المقام يجعلنا نتحدث حوله ونثير التساؤلات، هناك من يتفق معه وهناك من سيختلف، وهذا شئ يسعد أي فنان أن يناقشه أحد في محتوى الفيلم”.
وكشف المخرج محمد العدل (ماندو) كيفية عرض الفكرة عليه والمناقشات التي حدثت بينه وبين إبراهيم عيسى، قائلاً إن السيناريو وصل إليه عام 2018 وكان لديه العديد من الملاحظات التي تحدث فيها مع عيسى، وبعد عدة اجتماعات وصلوا لشكل السيناريو الحالي، وأضاف أنه كان لديهم مشكلة لأن هذا الفيلم مختلف عن الأفلام الرائجة، وفكرنا أي من المنتجين سيغامر وتفاجأ بتحمس المنتج أحمد السبكي تجاه الفيلم، واستطرد قائلاً إن الفيل ظل جاهزاً للعرض فترة طويلة ولكن بسبب ظروف جائحة كورونا لم يتم عرضه وشعر بالتخوف عند عرضه على المنصة لرغبته بعرضه على شاشات السينما ولكن في النهاية الظروف حكمت بذلك والمنصات أصبحت جزءا أساسيا وموجود ولن يؤثر على دور العرض، كما أن الفيلم جاهز منذ مدة لذا أخذوا قرار عرضه.
واستطرد في الحديث عن شخصية روح وتواطئها مع زوجة يحيى وأن هذا المشهد قلل من روح الفيلم، فروح بتكوينها هل تحتاج إلى التواطؤ مع عالم البشر، وأضاف أنه لم يكن هناك داعي لشخصية روح لأن الكنز في الرحلة وفي الفيلم هيرحلة وعي يحيى عقلياً وروحياً.
ورد العدل على مسألة شخصية روح وقال هل علم أحد من هي روح؟ هل تستطيع الجزم بأنها انسانة أو هي من العالم الآخر؟، شخصية روح كانت موجودة وواضحة في السيناريو ولكنه أصر على إزالة هذا الوضوح ليضفي لمحة من الغموض، وأضاف إذا لم تكن شخصية روح متواجدة فلن يكون هناك سيناريو لأن روح هي المفتاح، هي من توجه يحيى في رحلته.
واختتم حديثه بأن مشهد التواطؤ كان ضرورياً لنعطي رسالة بأن التغيير يأتي من داخل الشخص وليس من زيارة الأولياء فقط، فيحيى سار على الطريق وبدأ في حل مشكلات الناس من أجل حل مشكلته فإذا اكتشف يحيى شفاء زوجته في منتصف الطريق لكان توقف لذا التواطؤ كان ضرورياً ليكمل يحيى رحلته.