منذ استيلاء حركة طالبان على مقاليد الحكم في أفغانستان منتصف أغسطس الماضي، غرقت البلد في فوضى مالية، وسط ارتفاع التضخم ومعدلات البطالة، وجمدت واشنطن مليارات الدولارات من أصول أفغانستان لديها، فيما تعرقلت إمدادات المساعدات بشكل كبير، وشهدت أفغانستان في 2021 جفافا هو الأسوأ في عقود.
نشرت صحيفة التليجراف البريطانية تقريرا أشارت فيه إلى أن أفغانستان في حاجة للمساعدة من جيرانها والغرب وبسرعة قصوى.
وتشير الصحيفة إلى أن أسوأ مخاوف الشعب الأفغاني بعد عودة طالبان إلى الحكم قد تحققت وأصبحت المحصلة هي أرض يتآمر فيها نقص الغذاء وانعدام المأوى أو الطاقة لتعريض الملايين لخطر عدم النجاة من الشتاء، ومن بينهم ثلاثة ملايين طفل دون سن الخامسة يعانون من سوء التغذية الحاد"، ودعت الصحيفة العالم ألا يقف متفرجًا ويراقب.
وينقل التقرير عن الصحفيين الذين زاروا أفغانستان مؤخرًا والصحفيون ذوو الخبرة الطويلة في تغطية الحروب والمجاعات قولهم إن الوضع سيء بدرجة تفوق أي شيء رأوه من قبل ويصل إلى جميع طبقات المجتمع حيث يواجه الموت من الجوع في الأشهر القليلة المقبلة عدد أكبر من عدد القتلى الذين سقطوا خلال الحرب التي استمرت 20 عامًا.
واضافت الصحيفة أن هذه ليست مسؤولية غربية فقط، وتحتاج الدول المجاورة مثل الصين والهند وخاصة باكستان التي ستتحمل وطأة الهجرة الجماعية للاجئين التي ستسببها المجاعة إلى تنسيق الاستجابة.
الأمم المتحدة: أفغانستان على شفا كارثة إنسانية
فيما طلبت الأمم المتحدة، مطلع الشهر الماضي، مبلغا قياسيا بقيمة خمسة مليارات دولار لتمويل مساعداتها لأفغانستان هذا العام، وتأمين "مستقبل" لبلد يقف على شفا كارثة إنسانية.
وقالت الأمم المتحدة في بيان، إن تمويل خطتها الجديدة يتطلب 4.4 مليارات دولار من الدول المانحة لتوفير الاحتياجات الإنسانية في أفغانستان لهذا العام، في أكبر مبلغ تطلبه المنظمة الأممية لدولة واحدة، يضاف إليه مبلغ 623 مليون دولار لمساعدة ملايين اللاجئين الأفغان الذين فرّوا من بلدهم إلى دول مجاورة.
وأوضحت بأن 22 مليون شخص داخل أفغانستان، و5.7 مليون أفغاني نزحوا إلى بلدان مجاورة، يحتاجون إلى مساعدة ضرورية هذا العام.
وقال مساعد الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، مارتن غريفيث، إن "كارثة إنسانية شاملة ترخي بظلالها. رسالتي عاجلة: لا تغلقوا الباب بوجه شعب أفغانستان".
وأضاف: "ساعدونا على تجنب انتشار واسع للجوع والمرض وسوء التغذية والموت في نهاية المطاف".
ومن دون المساعدات "لن يكون هناك مستقبل" لأفغانستان، حسبما صرح غريفيث للصحفيين في جنيف.
يأتي النداء العاجل من أجل توفير الغذاء والتدخلات المنقذة للحياة والرعاية الصحية الأساسية على خلفية قلق عميق بشأن التهديد الذي تتعرض له حقوق المرأة من قبل حكم طالبان بأفغانستان.
وفي حديثها أمام مجلس حقوق الإنسان، في جنيف، أشارت المفوضة السامية لحقوق الإنسان، ميشيل باشيليت إلى مدى اتساع الأزمة الإنسانية والاقتصادية في أفغانستان.
وأكدت أن هذه الأزمة دخلت "مرحلة جديدة ومحفوفة بالمخاطر"، في وقت ينتاب العديد من الأفغان "قلق عميق بشأن حقوقهم الإنسانية، ولا سيما النساء والمجتمعات العرقية والدينية".