قالت الكاتبة سلوى بكر، إن رواية "أنا ذئب كان"، للكاتب محمد رفيع، فيها إشارات مهمة وتستحق التوقف كثيرا، أولا: لأن مصادر القيمة فيها متعددة ومتباينة، وتقرأ على أكثر من مستوى والجهد الفني بها ملحوظ، ولكن ربما الأهم ان الرواية تتناول عالم المدن المنسية، لأنها تزول بفعل التحولات المعاصرة بسبب المتغيرات المتلاحقة وتبدو الحداثة للمدينة الجديدة وهي مدينة الغردقة.
وتابعت بكر، أن الرواية تتناول المدن المنسية والمهمشة، إذا ما قلنا الغردقة الجديدة فنذكر فيها السياحة، والبحر، والفنادق وغيرها، ولكن أين الغردقة القديمة، فالمحور الاساسي هنا هو المدينة لنرى أن الأسطورة تصنع التاريخ.
وأضافت بكر، أن الرواية تتناول طرائق الحياة من خلال الأسطورة، كما نعلم أن معظم المدن البحرية هي دائما منابع الأساطير شتى، فالغردقة لها اساطيرها الخاصة، كما نرى المدينة في صورتها المبهتة ولكن تعاد مرة أخرى من خلال الأسطورة التي رصدت المصايف، والعاملين بها.
وأوضحت بكر، أن هذه الرواية تنتمى للرواية ذات الحكايات التي تتوالد من الحكايات، وكذلك شخوصها أيضا تتوالد من الشخوص، مثل حكايات الف ليلة وليلة، مؤكدة مؤلف الرواية في هذا العام طوال العمل يأخذنا عبر مفتتحيات رئيسية متولده للخطابات الروائية المتولدة عن النص، فهذه الرواية تبدأ بعوالم شديدة الواقعية، مشيرة إلى الصحفية التي ذهبت لإجراء تحقيق صحفي بمدينة الغردقة عن حالتين غرائبيتين لشابتان توأمتان الفارق بينهما ٧ سنوات، كل هذا عبر سرد يميل إلى الشعرية السردية.
وأكدت بكر، هناك في هذا الرواية كثير من الحالات المتكررة مثل الجمل التفسيرية المتكررة كان يمكن الاستغناء عنها في الرواية لعدم تكرارها، كذلك الأمر بالنسبة للحكايات يبدو أن المؤلف لديه مخزون هائل من الحكايات ولكنها طالت أي ما تسمى بالترهل السردي فلابد ان يأخذ بها المؤلف في هذا العمل والاستغناء عنها، لذا نحن امام رواية تؤرخ لتفاصيل أصيلة مثل الفلكلور الشعبي.
جاء ذلك خلال ندوة مناقشة رواية "أنا ذئب كان" للكاتب محمد رفيع، والمنعقدة الآن بالصالون الثقافي في بلازا ١ بمركز مصر للمعارض الدولية بالتجمع الخامس، وذلك ضمن فعاليات معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته ال٥٣.
يذكر أن الدورة 53 لمعرض القاهرة الدولي للكتاب، تقام برعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي، وافتتحها الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء، الأربعاء الماضي، بمركز مصر للمؤتمرات والمعارض الدولية بالتجمع الخامس، وتستمر حتى 7 فبراير 2022، تحت شعار "هوية مصر.. الثقافة وسؤال المستقبل".
ويعد المعرض أحد أكبر التجمعات الفعلية للناشرين على مستوى العالم حيث يشارك فيها 1063 ناشرًا مصريًا وعربيًا وأجنبيًا وتوكيلا من 51 دولة، وتحل عليها دولة اليونان ضيف شرف، وتشهد إطلاق مشروع الكتاب الرقمي في الهيئة المصرية العامة للكتاب، الذي يبدأ بـ "موسوعة مصر القديمة" لعالم الآثار الشهير الراحل الدكتور سليم حسن، إلى جانب مجموعة من كتب الأطفال وسلسلتي "ما" و "رؤية"، ولأول مرة في تاريخ المعرض يتم استخدام أحدث أساليب التطور التكنولوجي والذكاء الاصطناعي، حيث تظهر شخصية الأديب يحيى حقي "شخصية الدورة الحالية" بتقنية الهولوجرام في عرض تفاعلي مع الجمهور، وذلك من خلال شاشة تعمل باللمس، كما يمكن للأطفال ورواد قاعة الأطفال مشاهدة إحدى قصص الأديب الراحل عبد التواب يوسف "شخصية الدورة الحالية" مجسمة افتراضيًا باستخدام نظّارات 3D.
كما تشهد استحداث جائزة لأفضل ناشر عربي وزيادة قيمة جوائز المعرض في كل مجال ثقافي بالتعاون مع البنك الأهلي، المؤسسة المالية المصرية الرائدة في دعم ورعاية المواهب المصرية في المجالات كافة، ومنها الثقافة والفكر.
كما تشمل الفعاليات برنامجًا مهنيًا يهدف إلى دفع تنمية صناعة النشر وسرعة مواكبتها للعصر، وتوفير منصة مهنية ومتخصصة للناشرين والعاملين على صناعة الكتاب ترتقي بالمنتج الثقافي العربي، إلى جانب إتاحة البيع Online للكتب على المنصة الرقمية الخاصة بالمعرض، وتوفير خدمات التوصيل بالتعاون مع وزارة الاتصالات ممثلة في البريد المصري لأي مكان داخل مصر، كما أن هذه الدورة، ويبلغ عدد الأجنحة بالمعرض 879 جناحًا.