يقدم جناح الهيئة العامة لقصور الثقافة هذا العام عددا كبيرا من إصدارات كلاسيكيات الثقافة اليونانية على هامش فعاليات الدورة الـ 53 لمعرض القاهرة الدولي للكتاب التي تأتي دولة اليونان هذا العام كضيف شرف خلال فعاليات المعرض.
ومن الكتب التي يقدمها جناح الهيئة العامة لقصور الثقافة كتاب “ معجم أعلام الأساطير اليونانية والرومانية ” ترجمة أمين سالم "
ذكر خلال هذا الكتاب في مقدمته : أن الإنسان سأل نفسه قديما من أين تأتي الشمس، وما هي هذه الشمس، وقد أجاب عن هذا السؤال بقوله "الشمس قارب أو عربة يجلس فيها الإله المتألق المبهر ويقوده عبر السماء، ولما حيره القمر فسّر الإنسان الأول ذلك المضيء الأبيض بالتفكير فيه كقارب آخر أو عربة أخرى تجلس فيها شقيقة إله الشمس، وكذلك تساءل الإنسان ماذا يمكن وراء رعب البرق والرعد، ولكي يحل غوامض هذا اللغز وصل إلى صورة إله عظيم يجلس على عرش في السماء وصوته هو الرعد ورسوله هو البرق فإذا ما هاج البحر في عواصف مدمرة فذلك سببه غضب إله الأمواج ذي الشعر الأزرق، وإذا ما انتجت الحبوب والأشجار بذورا كانت الأم الأرض كريمة ، وإذا جاء القحط والمجاعات فذلك بسبب غضبها وعندئذ يجب استرضاؤها بالذبائح والصلاة.
أوضح الكاتب أنه كانت توجد كثير من الأسئلة التي حيرت الإنسان القديم تحتاج إلى إجابة واضحة ومقنعة منها أصل النار، والشكل الذي جاء به مختلف النباتات والحيوانات، وأسباب رفاهية بعض الناس وشقاء البعض الآخر وطبيعة الموت ومسألة العالم الآخر وغيرها من الأسئلة ، ومن أجل هذا كوّنوا الأساطير حتى يستطيعوا الإجابة عن مختلف الأسئلة التي حيرت قدامى الناس .
وضم هذا الكتاب كثيرا من الأساطير التي ظلت طوال عصور عديدة غير مكتوبة يتلقاها الابن عن أبيه شفويا وينقلها الى الجيل التالي بالكلمة، وفي معظم الأحوال كان يتناولها الكثير من التغيرات على يد من تسلموها ، ويستطيع القصّاص الماهر أو الشاعر ذو الخيال الخصب أن يضيف إليها بعض اللمسات هنا وهناك يتقبلها الإنسان في بيئته بصدر رحب وهكذا ، ويحدث عادة أن مختلف روايات الأسطورة الواحدة التي تروى في عدة أماكن مختلفة بصورة يختلف كل منها عن الآخر وأحيانا يتناول شاعر عظيم أسطورة ما ويرويها بطريقته الخاصة وبعد ذلك تغدو روايته تلك هي ما يتقبله كل فرد وبواسطة أمثال هؤلاء الشعراء سرعان ما وصلت الأساطير أخيرا إلى مرحلة تدوينها .
في هذا الكتاب نجد أن لكل أمة أساطيرها رغم أنه نجد وجه تشابه بين هذه الأساطير‘ فإنها تختلف في تفاصيلها لتكون في مجملها مجموعة من القصص المتشابهة، كما أن عملية خلق أساطير جديدة لم يتوقف أبدا بين القبائل البدائية في العالم كما أن هناك أساطير لم تدون ولذلك نجد دارسي الأساطير يعيشون بين هنود أمريكا كي يسمعوا من شفاه حكّامهم وشعرائهم تلك القصص .
بيّن المؤلف أننا ندرس الأساطير لعدة أسباب وهي لأن لها تأثير عميق على الآداب العظمى فالأساطير الإغريقية والرومانية أثرت تأثيرا عميقا لا سيما في الأدبين الإنجليزي والأمريكي، وقد أُعجب كتّاب اللغة الإنجليزية الكبار بالقصص التي حكاها القدماء فقّلما نستطيع فهم شكسبير أو ملتون أو كيتس أو أو لويل وهم أدباء كبار دون الرجوع والإلمام بالأساطير الإغريقية والرومانية، كذلك الأساطير حلقة وصل مهمة بالماضي وكثيرا ما تكون هي المصدر الوحيد لمعارفنا عن الكيفية التي نظر بها أسلافنا الأقدمون إلى العالم وكيف فسّروا ظواهره العديدة.