الإثنين 23 ديسمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

ثقافة

خبير آثار يرصد العلاقات الثقافية بين مصر واليونان باعتبارها ضيف معرض الكتاب

..
..
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

فى ضوء الإعلان عن اليونان ضيف شرف معرض القاهرة الدولى للكتاب والذى يتضمن عدة فعاليات تشمل التعرف على كتاب يونانين نشرت ترجمات لأعمالهم بالعربية في مصر مؤخرًا وهم على سبيل المثال: بيرسا كوموتسي وكتاب "أصوات سكندرية"، أماندا ميخالوبولو وكتاب "لماذا قتلت أعز صديقاتي"، وذيميتريس سوتاكيس وكتاب "قيامة مايكل جاكسون" وألكسندر كيتروف وكتاب "اليونانيون وبناء مصر الحديثة". تقديم هذه الإصدارات يتم بالتعاون مع الناشرين والمترجمين لتلك الإصدارات.

أوضح خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمى بجنوب سيناء بوزارة السياحة والآثار :في تصريحات صحفية أن ضمن فعاليات اليونان ضيف شرف المعرض سيتم تكريم الشاعر السكندري الكبير قسطنطين كفافيس  حيث سيعرض مايزيد عن 50 كتاب عن الشاعر باليونانية والعربية ولغات أخرى كما ستقدم مؤسسة أوناسيس تقديم لأرشيف كفافيس الرقمي، ويتضمن التكريم معرض فن تشكيلي لأعمال مستوحاة من قصائد وحياة الشاعر الكبير من إعداد الفنانة لويزا كاربيذاكي.

وكذلك عرض موسيقي يحمل عنوان (نغني باليونانية) تحييه المطربة اليونانية فاسيليكي كاراكوستا التي تحيي بدورها روح اليونان الشعراء الكبار المعاصرين في أغنياتها، إضافة إلى  فعالية لتكريم المفكر والاديب الكبير طه حسين مؤسس الدرسات اليونانية  في مصر والعالم العربي وستتم مناقشة العلاقات الثقافية والترجمية بين اليونان ومصر منذ العصر القديم وحتى اليوم ومساهمة مترجمي اللغة اليونانية في نشر الحضارة والثقافة اليونانية في مصر بمشاركة نخبة من أهم المتخصصين والمترجمين المصريين.

وفى ضوء هذا يعود بنا خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان إلى العلاقات المصرية  اليونانية القديمة منذ أن حملت مصر شعلة الفلسفة والتشريع إلى بلاد اليونان باعترف المؤرخ الإغريقى ساورينون فى كتابه ” المعرفة المقدسة” وقد اعترف كبار فلاسفة اليونان وعلمائهم ممن حملوا شعلة حضارة الإغريق وقادوا ثورتها الثقافية بأنهم عبروا البحر ليتلقوا الحكمة والمعرفة على أيدى قدماء المصريين واكتسبوا منهم أسرار العلوم وهم الذين عادوا إلى بلادهم ليطلق عليهم اسم الخالدين.

وأضاف الدكتور ريحان بأن من هؤلاء العلماء أورفيوس وهو أول من زار مصر من علماء الإغريق وأشاد بغزارة علوم مصر ومعرفتهم بأسرار الوجود والشاعر الإغريقى العظيم هوميروس الذى زار مصر عام750ق.م. والحكيم والفيلسوف والسياسى سولون الذى زار مصر 640 – 558ق.م. أكبر علماء أثينا السبعة وأول من كون لها مجلسًا تشريعيًا والجد الرابع لأفلاطون وقد درس التشريع والفلسفة فى مصر وقد كانت أساس إنشاء أول مجلس تشريعى باليونان وأول تشريع دستورى للحكم فى أوروبا وكانت وثائق سولون ومؤلفاته الخاصة بمصر القديمة التى اهتم بجمعها سقراط وأفلاطون من أهم العوامل التى شجعت كثيرًا من الكتاب والعلماء الإغريق على زيارة مصر ومحاولة الانتساب إلى جامعاتها ومعاهدها لتلقى الثقافة والمعرفة.

وتابع الدكتور ريحان أن المؤرخ الإغريقى هيكاته زار مصر عام 580- 915ق.م،وقضى بها ثلاث سنوات وتعلم كتابة أدب الرحلات والعلوم الجغرافية ورسم أول خريطة لمصر وموقعها بالنسبة لليونان وأوروبا وحدودها الممتدة للمحيطات وزار مصر أبو الفلاسفة تاليس عام 625- 545 ق.م. مؤسس مدرسة ميليتوس أول مدرسة للفلسفة فى اليونان وقد عاش فى مصر خمس سنوات وحمل إلى بلاده الفكر المصرى فى الرياضة والحساب والهندسة وقد توصل إلى أن كل الأشياء مصنوعة من الماء الذى يدخل فى تركيب كل الكائنات وهى النظرية الذى أخذها مباشرة من جامعة أون (هليوبوليس) بمصر القديمة وزار فيثاغورث مصر عام 580- 500ق.م, وقضى بمصر 22 سنة متواصلة فى الدراسة والبحث ونقل أسرار الرياضة والهندسة من مصر لبلاد الإغريق والعالم أجمع وزار مصر العالم الإغريقى إينوبيدس المعاصر لفيثاغورث وقضى بها أربع سنوات وأثبت أن دورة الشمس منحرفة وتختلف عن بقية النجوم والكواكب مما نقله عن كهنة عين شمس كما نقل عنهم أيضًا كروية الأرض وعلاقة دورتها بالكواكب السيارة.

وأشار الدكتور ريحان إلى أن كلمة السر فى العلاقات المصرية - اليونانية هى سيناء حيث جاءت الإمبراطورة هيلانة أم الإمبراطور قسطنطين للحج إلى الجبل المقدس بسيناء فى القرن الرابع الميلادى، وصعدت إلى الجبل المقدس بالوادى المقدس طوى "منطقة سانت كاترين حاليًا"، وألتقت بالرهبان المقيمين بالوادى، وأنشأت لهم برجًا وكنيسة فى حضن شجرة العليقة المقدسة كل من يدخلها منذ القرن الرابع الميلادى حتى الآن يخلع نعليه تبركًا بنبى الله موسى ومناجاته لربه فى هذا الموقع ثم جاء الإمبراطور جستنيان لينشئ أشهر أديرة العالم حاليًا، وهو دير طور سيناء، الذى تحول اسمه إلى دير سانت كاترين بعد العثور على رفات القديسة كاترين بأحد الجبال القريبة من الدير، والذى أطلق عليه جبل سانت كاترين ويرتفع 2642 م فوق مستوى سطح البحر.

ونوه الدكتور ريحان بأنه نظرًا لأهمية الدير قامت الحكومة المصرية بتسجيله كأثر من آثار مصر فى العصر البيزنطى الخاص بطائفة الروم الأرثوذكس عام 1993 والذى أدى بدوره لتسجيله ضمن قائمة التراث العالمى باليونسكو عام 2002، كما قامت بتسجيل أقدم كاتدرائية مسيحية فى مصر بوادى فيران خاصة بالروم الأرثوذكس قبل إنشاء دير سانت كاترين على بعد 60 كم شمال غرب دير سانت كاترين، والتى كشفت عنها بعثة آثار ألمانية، تحت إشراف منطقة آثار جنوب سيناء للآثار الإسلامية والقبطية.

وأضاف بأن الدولة ممثلة فى عدة جهات بتوجيهات من القيادة السياسية ومتابعة من رئاسة مجلس الوزراء تقوم حاليًا بأكبر مشروع تطوير فى تاريخ منطقة سانت كاترين ضمن المشاريع القومية الهامة للدولة تحت مسمى "مشروع التجلى الأعظم" يضم تطوير منشئات الدير ومكتبته الهامة الثانية على مستوى العالم بعد مكتبة الفاتيكان من حيث أهمية مخطوطاتها وترميم كنيسة اسطفانوس ونظام حماية كامل ضد أخطار الحريق طبقًا لأحدث النظم العالمية وتطوير للموقع حول الدير وتأمينه وتيسير الدخول إلى الدير بكل الوسائل سيرًا على الأقدام وبواسطة الجمال أو السيارات الكهربائية وتمهيد مسار نبى الله موسى وتنظيم خط السير والحركة السياحية وتأمين الصعود إلى جبل موسى وتوفير كل الخدمات السياحية بالمنطقة ومركزًا للمعلومات على غرار المراكز الكبرى فى الدول السياحية مثل فرنسا وإسبانيا وفندق بيئى باستخدام الخامات المحلية وعلى غرار نظم العمارة البيئية السائدة بالمنطقة وبازارات للمنتجات السيناوية ومساكن لأهل المنطقة لائقة بطبيعتها الروحانية والسياحية وساحة مكشوفة للاحتفالات وقاعة للمؤتمرات وتطوير مطار كاترين لاستقبال طائرات شارتر على غرار مطار شرم الشيخ وتطوير الطرق المؤدية إلى سانت كاترين والأودية الشهيرة التاريخية مثل وادى حبران مسار الحجاج المسيحيين والمسلمين من ميناء الطور إلى سانت كاترين وتأمين المنطقة ضد أخطار السيول وتنشيط وتنمية كل مقومات السياحة بسانت كاترين لتشمل السياحة الروحية والأثرية والثقافية والبيئية المعتمدة على محمية سانت كاترين والعلاجية المتمثلة فى طب الأعشاب والسفارى من خلال تميز المنطقة بعدة جبال مثل جبل موسى وجبل التجلى وجبل سانت كاترين وجبل عباس وجبل الدير وعدة أودية تربطها بالمناطق حولها إلى نويبع ودهب وسرابيط الخادم والتى تتميز بسحر خاص من وجود عيون وآبار ونباتات طبية وتكوينات من أحجار بركانية شرق منطقة سرابيط الخادم وأشجار متحجرة وكانيون ملون بين جبلين وهى من مصادر الجذب لعشاق سياحة السفارى.