باتت ظاهرة الدجل والشعوذة تسيطر على عقول البعض حتى إنهم وجدوها وسيلة لحل مشاكلهم، لكن في الحقيقة هي عبارة عن خرافات وطريقة نصب جديدة يقوم بها أحد الأفراد من أجل تحقيق مكاسب مادية، دون النظر للعواقب التي قد تترتب على ذلك، وخير دليل على هذا ما شهدته إحدى قرى منطقة الصف، حيث قام عاطل بسلك طريق الدجل والشعوذة والنصب على المواطنين حتى سقط في يد زوج إحدى ضحاياه من النساء والذي تعدى عليه ضربا أفضى به إلى الموت.
تفاصيل كثيرة حول تلك الواقعة تخبرنا بها السطور القادمة، فالحادثة بدأت بتلقي ضباط مباحث قسم شرطة الصف إشارة من أحد المستشفيات تفيد بوصول فرد في العقد الرابع من العمر مصاب بجروح في مناطق مختلفة من جسده وارتجاج في المخ، بالإضافة إلى وجود كدمات وسحجات في جسده، الأمر الذي يدل عليى وجود شبهة جنائية في الحادث.
على الفور انتقلت قوة أمنية للمستشفى للكشف عن ملابسات الحادث، وبالفحص تبين أن المصاب يدعي "ف . ع .أ" عاطل في العقد الرابع من العمر، وبعمل التحريات تبين نشوب مشاجرة بينه وبين عامل يدعي "ح. م.م" يبلغ من العمر ٣٠ عاما، حيث قام الأخير بالتعدي على المجني عليه وإصابته بسبب ممارسته الدجل والشعوذة .
وأضافت التحقيقات "أن قوة أمنية تمكنت من القبض على المتهم، بعد إعداد كمين له، وبمواجهته بدأ يروي تفاصيل الحادث حيث أكد أن المجني عليه من أهل المنطقة التي يسكن فيها، وبدأ منذ فترة في ممارسة أعمال الدجل والشعوذة حتى ذاع صيته بين أهالي المنطقة والقرى المجاورة، وبدأ الكثير يترددون عليه وخاصة النساء وكان من بين هولاء زوجة المتهم، وكان يوهمهم بقدرته على علاج المشاكل الأسرية والزوجية التي تواجههن مقابل مبالغ مالية في بعض الأحيان، وأحيان أخرى مقابل إقامة علاقات غير شرعية مع البعض، واستمر هكذا حتى أنه تسبب في العديد من المشاكل بين الأزواج في المنطقة.
وأوضح المتهم بالتحقيقات " أنه مع مرور الوقت علم بأن زوجته تذهب لذلك الدجال حتى يتمكن من حل بعض المشاكل الزوجية التي ظهرت بينهما فتشاجر معها ومنعها من الذهاب له، ولكن دون جدوي ذهبت إليه مرة أخرى فما كان من المتهم إلا أنه ذهب للمجني عليه، ونشبت بينهما مشادة كلامية تطورت لمشاجرة، قام على إثرها المتهم بضرب المجني عليه ضربا مبرحا حتى سقط غارقا في دمائه، وقام الأهالي بالتدخل بينهما وتم نقل المصاب للمستشفي في حالة حرجة.
وأشارت التحقيقات إلى أنه تم حجز المتهم وصدر قرار بحبسه، ونجح أهالي المتهم في إقناع أهالي المجني عليه بالتصالح، وتم التصالح بينهما بالفعل وإخلاء سبيله، ولكن كان للقدر رأي آخر، فبعد مرور عدة أيام توفي المجني عليه متأثرا بإصابته التي تسبب له فيها المتهم، وبناء على ذلك أمرت النيابة بسرعة ضبط وإحضار المتهم لتحقيق معه، وقد قام المتهم بتسليم نفسه بعدما علم بشأن وفاة المجني عليه.
وسلمت النيابة العامة التحريات التكميلية حول الواقعة والتي تبين من خلالها أن المجني عليه اعتاد ممارسة أعمال الدجل والشعوذة والنصب على المواطنين، والحصول منهم علي مبالغ مالية بزعم حل مشاكلهم، ليس هذا فقد بل كان يقوم بعمل علاقات غير شرعية مع بعض النساء الضحايا، وخوفا من الفضيحة لم يتمكن أحد من الإبلاغ عنه، حتى قام المتهم بالتشاجر معه، وأصدرت قرار بحبسه 4 أيام علي ذمة التحقيقات بعد توجيه له تهمة ضرب أفضي إلى موت.