أتيليه الإسكندرية.. أسدل الستارعلى مقر جمعية الأدباء والفنانين ومبدعي الإسكندرية بعد تاريخ طويل، وحُجبت بؤرة الأدب والثقافة عن ذلك الصرح الثقافى الذى عبّر منذ ثلاثينيات القرن الماضى عن الدور المجتمعى فى إثراء الحركة الثقافية والفنية بمحافظة الإسكندرية المقر الثالث للجمعية، وانتهت قصة كفاح سنين بأمر قضائي لتسلم الفيلا للمالكين بعد صراع بين ملاك المبنى وإدارة الاتيليه الذي يقع فى شارع فيكتور باسيلى المتفرع من شارع السلطان حسين بوسط المدينة الذى يعد منارة للفنون والموسيقى ومحرابا للأدب والشعراء.
لما يقدمه من فعاليات ثقافية وفنية متنوعة تضخ في قلوب الفنانين ومحبي الأدب انتهت قصة الأتيليه الذى تأسس على يد محمد ناجي وجاستون زنانيري.
بنيت الفيلا عام 1893 من قبل رجل الأعمال اليوناني نيكولا تامفاكو، وتم بيعها لاحقًا من قبل تامفاكو لتاجر الأخشاب السكندري السوري إدوارد كرم، الذي قام ببناء جميع الألواح والأرضيات الخشبية المتبقية لليوم.
في عام 1934، باع كرم الفيلا لبانكو دي روما، وسجل عام 1947 باعتباره مؤسسة مجتمع مدني.، في عام 1956 ، قام البنك الإيطالي بتأجير الفيلا لتصبح أتيليه الإسكندرية بمبلغ ستين جنيها وكان هذا المبلغ في ذلك الوقت ليس برقم بسيط إلى أن أمم البنك الإيطالي عام ١٩٦١ والتي ظلت هناك منذ ذلك الحين وحتى الوقت الحاضر كمستأجرين رغم أن المبنى في هذه الأثناء انتقل بين العديد من الملاك.
وفي السنة الماضية كان الأتيليه يستنجد في القضايا لسماع صوته وما يمر به وصدر مؤخرا حكم يقضي بإنهاء العلاقة الإيجارية بين الأتيليه ومُلّاك المبنى، إلا أن نائب رئيس مجلس إدارة الأتيليه سامي حلمي يقول إن الإدارة استأنفت على الحكم، وتحاول في اتجاهات متعددة لتفادي الأزمة، مشيرا إلى أن نقل الأتيليه من موقعه التاريخي يضر به وبمحبي الثقافة والفنون بالمدينة.
"أتيليه الإسكندرية" يسبق في إنشائه "أتيليه القاهرة" بنحو 20 عاما، و"له أهمية ثقافية كبرى، إذ يعتبر مركزا ثقافيا فنيا تنويريا، ويقدم نشاطات شتى تتنوع بين الندوات والمؤتمرات الثقافية ومعارض الفنانين التشكيليين في مصر".الذين يأتون له من جميع المحافظات.
وكان يقدم الأتيليه أيضا دورات لتعليم الأطفال والكبار التصوير الفوتوغرافي، حيث يضم أحد أهم أندية التصوير الفوتوغرافي في مصر، إلى جانب وجود نادي سينما عتيق". والأتيليه يشارك في المهرجانات الدولية، حيث "يعتبر أحد الفروع التي تعرض فيه أفلام المهرجان".
تم تسليم إدارة المقر للملاك يوم الأحد ٢٣ من يناير الماضي وسينتقل نشاط الجمعية مستمر من خلال الإعلان عن مكان جديد قريباً على أن يتم الحصول على المنقولات بداخل المكان لنقلها في المقر الجديد، لافتاً إلى أن المقر الجديد سيكون في ذات النطاق ما بين منطقتي العطارين وباب شرق وسط الإسكندرية ويتم انطلاق الفعاليات الجديدة منه وبالفعل ابتدأ عمل معارض لفناني أتيليه إسكندرية ليظل الأتيليه باقٍ وأن ترك مبناه الذي ولد فيه ونتساءل:
ترى هل سيتم الهدم من قبل الملاك بعد استلامهم ذلك المبنى الأثري بعد كل تلك السنين وما رأته تلك الجدران المتشبعة بالفن والأدب وخطوات أقدام وأصوات الفنانين طوال تلك العقود ؟ ما مصير تلك الجدران الغاليه؟
قلوبٌ تتمزق على تراثنا الذي يهزم يوما بعد يوم وكأن السنين تعوض بجدران جديدة فقط للفعاليات وندوات تنفذ لتكمل مسيرة بدأها أساتذة ننحني لهم احتراما لما زرعوه في مجتمعنا.