يسمع ملايين البشر عن نظرية الانفجار العظيم والتي يعرفها أغلب الناس بأنها السبب في تشكيل الكون، والانفجار العظيم حادث كوني وقع قبل (15 بليون) سنة عندما كان الكون كله مضغوطاً في جزيء ذري واحد بشكل نقطة واحدة أطلق عليها العلماء اسم (الذرة البدائية) أو (الحساء الكوني)، وأن حجم هذه النقطة كان يساوي الصفر وكتلتها لا نهائية.
هذا يفسر أن الكون قبل هذا الانفجار كان عبارة عن طاقة خالصة وأن الصيغة النهائية التي يمكن اختصار النظرية بها هي أنه قبل (15) بليون سنة وقع انفجار هائل في ذرة بدائية كانت تحتوي على مجموع المادة والطاقة، وفي اللحظات الأولى من الانفجار الهائل ارتفعت درجة الحرارة إلى عدة تريليونات، حيث خلقت فيها أجزاء الذرات، ومن هذه الأجزاء خلقت الذرات، وهي ذرات الهيدروجين والهليوم.
ومن هذه الذرات تألف الغبار الكوني الذي نشأت منه المجرات فيما بعد، ثم تكونت النجوم والكواكب وما زالت تتكون وفي غضون ذلك كان الكون وما زال في حالة تمدد وتوسع، وبذلك فان الانفجار العظيم أدى ليس فقط إلى ظهور جزيئات ذرية جديدة بل إلى وجود مفهومي الزمان والمكان اللذين كان يستحيل الحديث عنهما قبل المادة، والعلماء الذين أسسوا لنظرية الانفجار العظيم عديدين، ولكن أبرزهم القس البلجيكي جورج لو ميتير، والذي اقترح سنة (1927) صورة جديدة لنشأة الكون وتطوره، وقد وافقه على ذلك جورج كاموف.