تمثل المشروعات الصغيرة والمتوسطة أهمية كبرى بجمهورية مصر العربية، ويؤكد العلماء أن المشروعات الصغيرة والمتوسطة تمثل العمود الفقري للدول النامية بأكملها، وقد واجهت تلك المشروعات أزمات كبرى بعد جائحة كورونا التى أثرت بالسلب عليها وبشكل مباشر أكثر من المشروعات الكبرى، كما كان للدولة دور في مساعدتها وحمايتها، وتعويض خسارتها نوعا ما، وهنا كان لـ"البوابة نيوز" حوار موسع مع الدكتور أحمد حجازى، الخبير الاقتصادى والبيئي، وأستاذ العلوم البيئية والجيولوجية جامعه القاهرة، للتعرف على أثر جائحة كورونا على المشروعات الصغيرة والمتوسطة، ودور الدولة في حمايتها، وأهم الصعوبات والتحديات التى واجهتها.
نص الحوار
كم تبلغ نسب المشروعات الصغيرة والمتوسطة بالبلاد؟
المشروعات الصغيرة والمتوسطة تبلغ حوالى ثلاثه ملايين مشروع يضاف إليها سنويا حوالى 30 ألف مشروع، حيث إن نسبة مساهمة المشروعات الصغيرة والمتوسطة في مصر من إجمالى الصادرات لا تتجاوز الـ4% مقارنة بنحو الـ60% في الصين و70% في هونج كونج، و43% في موريا و56% في تايوان.
كم تبلغ نسبه العمالة بالمشروعات الصغيرة والمتوسطة؟
المشروعات الصغيرة والمتوسطة تمثل العمود الفقري للاقتصاد المصري، حيث تستوعب تلك المشاريع حوالى 75% من العمالة، فيما عدا القطاع الزراعي، وتساهم بنسبة 80% من الناتج المحلي والقيمة المضافة.
ما أهم التحديات التى تواجه المشروعات الصغيرة والمتوسطة؟
التحديات التى تواجه المشروعات الصغيرة والمتوسطة تتمثل في صعوبة مواكبة التطورات التكنولوجية وعدم وجود استراتيجيات وسياسات وبرامج تنموية متكاملة،وضعف المهارات الإدارية وتواضع مستوى إنتاج العاملين بالإضافة إلى ضعف القدرات التسويقية، وأنا أسعى إلى توضيح فكرة كيفية انشاء مشاريع صغيرة ومتوسطة في المقررات الدراسية، وذلك لما لها من عائد كبير جدا على الدولة ورفعت اقتصادها، حيث إنه تعتبر الصين من أكبر الدول ازدهارا بسبب المشاريع الصغيرة بها، ومن الضرورى تعاون الدولة مع القطاع الخاص لنشر اكبر سبل الاستفادة للمواطنين
كم تبلغ نسب المشروعات الصغيرة والمتوسطة والكبيرة بالبلاد؟
المشروعات الصناعية الصغيرة تمثل نحو 13%، من قيمة الانتاج الصناعي والمشروعات المتوسطة تصل الى 46% والمشروعات الكبيرة تصل بنحو 41%، حيث يعمل حوالى 8.2 مليون فرد بشكل غير رسمى بالمشروعات الصغيرة والمتوسطة، وتساهم المشروعات الصغيرة والمتوسطة في تنمية الصادرات من خلال التصدير المباشر لمنتحاتها وتوفير صناعات مغذية، وتكميلية للانشطة الصناعية الكبيرة.
كما تساهم المشروعات الصغيرة في مكافحة البطالة، وتوفير فرص عمل للعمالة الماهرة ونصف الماهرة وغير الماهرة ايضا، كما تشجع التكنولوجيات المحلية وتجربتها، بالاضافة الى تعظيم استخدام المنتجات الثانوية واعادة استخدام وتدوير المخلفات المعروفة اعلاميا باسم "الاقتصاد الدوار".
ما تاثير جائحة كورونا على المشروعات الصغيرة والمتوسطة ؟
تأثير جائحة كورونا على المشروعات الصغيرة والمتوسطة في مصر تسبب فى ضعف الإمدادات وانخفاض حجم الإنتاج والمبيعات، بالإضافة إلى الارتباك والتعثر المالي وفقد قوة وسوق العمل والإغلاق الكامل أو الإفلاس.
ما جهود الدولة لحماية المشروعات الصغيرة والمتوسطة بما انها تمثل العمود الفقري للبلاد؟
الدولة بذلت جهودا كبرى في مواجهة تأثير كورونا على المشروعات الصغيرة والمتوسطة، حيث تم تخصيص قروض ميسرة تصل إلى مليون جنيه للمشروعات الصغيرة، و200 مليون للمشروعات المتوسطة، وفوق الـ200 مليون للمشروعات الخدمية الكبرى، بالإضافة إلى المبادرات الخاصة بالبنك المركزي، والتى تمثلت في تأجيل أقساط الشركات وتأجيل خصم أقساط القروض، وإعفاء العملاء من سداد غرامات وتأخيرها، بالإضافة إلى مبادرات الهيئة العامة للتنمية الصناعية للتسهيل على المستثمرين ومنحهم مهلة لاستكمال تنفيذ المشروعات الصناعية.
كما أن الحكومة اتبعت اجراءات تأجيل سداد الأقساط المستحقة للمقترضين من صندوق التنمية المحلية، وإعداد أدلة إرشادية لوقاية العمالة من فيروس كورونا، وتم توسيع برامج دمج القطاع غير الرسمي مع القطاع الرسمي، وتطوير تشريعات ضبط مزاولة الأعمال والمهن الحرة، بالإضافة إلى توسيع دور التأمين في مواجهة الجائحة، حيث أنه يبلغ عدد المشروعات الصغيرة والمتوسطة والمتناهية الصــغر بالبلاد نحو أكثر من 2.5 مليون مشــروع بالبلاد.
كما قام البنك المركزي المصري، بعمل مبادرات للتخفيف عن المشروعات الصغيرة والمتوسطة، وذلك من خلال تأجيل أقساط الشركات الصغيرة والمتوسطة سته شهر، كخطوة إيجابية من إصدار الدولة للحفاظ على مكتســــبات برنامج الإصــــلاح الاقتصــــادي الوطني، وتخفيف العبء عن هذه الفئة نتيجة أثر فيروس كورونا، وطمأنة أصـــــحاب المشـــــروعات الصـــــغيرة والمتوســـــطة الذين تأثرت مشــروعاتهم بشــكل مباشــر من هذا الفيروس، ومن عدم التزامهم بالســداد. وفق المواعيد المقررة سابقًا.
وهناك مبادرة هامة للهيئة العامة للرقابة المالية لدعم التمويل متناهي الصـغير، حيث قامت الهيئة، من خلال الإدارة المركزية للتمويل متناهي الصغر، بتشكيل لجنة لدارسة الفئات المتضررة من ازمه كورونا، تم على أثرها اتخاذ قرار بتأجيل قســــــــــطين أو 50٪ من أقســــــــــاط مارس وأبريل وترحل لآخر جدول الســــداد الأصــــلي.
ما نسبة الصادرات من المشروعات الصغيرة والمتوسطة ؟
هناك إحصائية أعلنها الدكتور سمير عريقات استاذ الاقتصاد الزراعي، تفيد أن المشــروعات الصغيرة، والمتوسطة التي تقوم بتوظيف أقل من 50 عاملًا تمثل نحو 98٪ من إجمالي عدد المنشآت التي تعمل في القطاع الخاص ماعدا الزراعى وتستوعب حوالي 75٪ من العمالة بهذا القطاع، وتساهم بنحو 80٪ من النـاتج المحلى الإجمـالي، وبمـا لا يقـل عن80٪ من إجمـالي القيمـة المضـــــــــــــــافـة"، حيث ان المشروعات الصـناعية الصغيرة تساهم بنحو 13٪ من قيمة الإنتاج الصناعي، بينما تســـــاهم المشروعات المتوسطة بنحو 46٪، والمشروعات الكبيرة بنحو 41٪ من قيمة هذا الإنتاج.
ورغم الحقائق السـابقة فإن نسـبة مسـاهمة المشـروعات الصـغيرة والمتوسـطة من إجمالي الصادارت المصرية لا تتجاوز 4٪ فقط، مقارنة بنحو 60٪ في الصين، و56٪ في تايوان، و70٪ في هونج كونج و43٪ في كوريا
ما دور البنوك في مساعدة اصحاب المشروعات الصغيرة والمتوسطة اثناء جائحة كورونا؟
الدولة تدعم المشروعات الصغيرة والمتوسطة بمختلف البنوك المصرية، وتقدم لها المنح والقروض والمساعدات لمواجهه جائحة كورونا، حيث تم منح بنك الاسكندرية تمويلا بقيمه ٢٢٢ مليون جنيه لتمويل برنامج التحول الرقمى والحرف اليدوية للمشروعات الصغيرة والمتوسًطة ومتناهية الصغر، وذلك من خلال المنحة السعودية للمشروعات الصغٌرة والمتوسطة البالغ قيمتها ٢٠٠ مليون دولار، حيث يبلغ عدد الشركات المستفيدة من التمويل الجديد حوالى ١ٌ٤٧٥مشروع.
كما وافق البنك الاوروبي على إعادة الإعمار والتنمية للمشروعات المتضررة من كورونا وذلك من خلال قرض يبلغ قيمته ١٠٠ مليون دولار وذلك لصالح بنك مصر ضمن مبادرة البنك لمعالجة آثار جائحة كورونا على اقتصاديات المنطقة ولمساعدة المشروعات الصغيرة والمتوسطة ودعمها في ظل الجائحة التهددت العالم اجمع.
كما ان وزارة التخطيط استعرضت أبرز إجراءات الدولة لدعم المشروعات الصغٌيرة والمتوسطة في مواجهة جائحة فيروس كورونا البالغ عددها ٢٠ إجراء وذلك منذ فبراير ٢٠٢٠،حيث أن أبرز تلك الإجراءات تمثلت في توقيع بروتوكول تعاون للتمكين الاقتصادي للعمالة المتضررة من "كورونا" ودعم العمالة العائدة من الخارج.
ومجلس الوزراء وافق على مشروع قانون تعديل أحكام قانون تنظٌيم إعادة الهٌيكلة والإفلاس، الصادر بقانون رقم 22 لسنة ٢٠٢٠، الذي ٌيهدف إلى تحقيق التوازن بين مصلحة المدين حسن النية وسيئ الحظ من ناحية، ومصلحة الدائنين من ناحية أخرى.
يلقي المجتمع الدولى اللوم على الثورات الصناعية بانها هي السبب في تقلبات الطقس السيئة التى يشهدها العالم حاليا؟
يؤخذ على الثورات الصناعية بأنها حولت الموارد الطبيعية والمواد الخام الي نفايات نتيجة عدم وجود آلية مناسبة لإعادة الاستخدام او التدوير، واطالب بضرورة توفيق الأوضاع البيئية لدى كافة الصناعات القائمة على الاقتصاد الخطي والدائري، والاقتصاد الخطي يتمثل بانه يعمل على أساس استخراج مواد أولية بكميات كبيرة وتحويلها إلى سلع واستخدامها حتى يتم التخلص منها نهائيًا كنفايات، بينما يعمل الاقتصاد الدائري على التقليل من استخراج الموارد الأولية وتحويلها إلى سلع ومن ثم تحويلها وتدويرها إلى مصادر طاقة أخرى أو مواد أولية بحيث تقلل كمية النفايات التي يجب التخلص منها إلى الحد الأدنى
ومعظم المشاريع الصغيرة التي تقوم على التقليد والمحاكاة غالبا يكون مصيرها التعثر، بالاضافة الى نقص المعلومات الضرورية لإنشاء المشروع، حيث يتم عمل أو انشاء مشروع صغير بناء على التخمين والارتجال ويصبح نجاحه مجرد لعبة حظ، بالإضافة إلى رأس المال الزائد، حيث يتم الإنفاق علي أمور هامشية كالمظهر دون التركيز علي جوهر المشروع وعناصر النجاح، ويصبح ليس لديه سيولة غير كافية للاستمرار.
ما الأسباب التى تؤثر على نجاح المشروعات الصغيرة؟
من الأسباب التي تؤثر على نجاح المشروعات الصغيرة في مهدها الدخول برأس مال أقل من اللازم لا يمكن صاحبه من مواجهة الظروف الغير متوقعة، وعدم الفصل بين موارد المشروع ونفقات الموارد الشخصية، بالاضافة الى اللجوء الي الأقارب والمعارف، دون مراعاة عامل المهارة والخبر، واهمال دراسة الجدوي التسويقية وقدرة المنافسين.
كما أن غياب الرؤية الواضحة لدي المشروعات الصغيرة والمتناهية الصغر من خلال بحث وتقييم الفرص والبدائل، بالاضافة الى الثقة بالنجاح الأول وتجاهل المنافسين من اقوى الاسباب لتعثر المشاريع الصغيرة.
ما اهم الإجراءات التى لابد أن تتبع لإنشاء مشروع صغير؟
من أهم الخطوات التى يجب أن تتبع لإنشاء مشروع صغير ناجح بأى مجال من المجالات هو إعداد دراسة جدوى بيئية واقتصادية، واجتماعية له، بالإضافة إلى وضع خطة عمل كبرى تتماشى مع فكرة المشروع والتحقق من أنّ المنتجات أو الخدمات التي تقدم مطلوبة في السوق شاملة عدة محاور، مؤكدا أن سدس المشروعات تفشل بسبب غياب التخطيط، وعدم تحليل وضع السوق وتحديد الشريحة المستهدفة.
كما أنه من الضرورى العمل على تحليل آلية المنافسة وآلية كسب العملاء، وعمل خطة مكبرة من أجل التسويق، وإيجاد مصادر التمويل، وتحليل المخاطر والتحديات المحتملة بالإضافة إلى تحديد الأهداف الواقعية مشددا على أهمية إجراء استشارات مالية على أي مشروع نريد تطبيقه، حيث أنه تفشل 29% من المشاريع الصغيرة بسبب سوء الإدارة المالية، بالإضافة إلى أهمية معرفة الجوانب القانونية المتعلقة بإنشاء المشروع.
وأوضحت الدراسات أنه يوجد 14%من المشاريع الصغيرة تفشل بسبب سوء التسويق حيث إنه غير كاف أن يكون لديك منتجات عالية الجودة فحسب بل يجب التسويق بوسائل متنوعة الكترونيا وبالعمولة وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، وانا اشدد على أهمية العمل على اتقان فنون التواصل حيث ينبغي أن تكون قادرا على إقناع الناس والبنوك بجَدواه الاقتصادية لإقناعهم بالمساهمة في تمويل المشروع، وذلك بالإضافة إلى المرونة في التعامل.
كما أنه من الضرورى مواكبة العالم في التقدم التكنولوجي الحديث نحو دخول عالم الرقمنة والحضور الرقمي على شبكة الإنترنت بكل الوسائل المتاحة.
