عقد جَنَاح الأزهر الشريف بمعرِض القاهرة الدولي للكتاب في دورته (53)، ندوة بعنوان: «الحرية.. مفاهيم وضوابط»، حاضر فيها الدكتور رضا عبد الواجد أمين، عميد كلية الإعلام بجامعة الأزهر، والدكتور محمود الهواري، مدير عام هيئة كبار العلماء، وأدارها الدكتور محمد البحراوي، مدرس الصحافة في كلية الإعلام بجامعة الأزهر.
وقال الدكتور رضا أمين: إن الحرية بمفهومها الصحيح تكفل للإنسان كرامته وآدميته وتحترم العقل الذي وهبه الله للإنسان، لكن مفهوم الحرية شهد خلال الآونة الأخيرة تشوهات حولت المحظورات إلى حريات مطلقة اتسعت لتشمل كل شيء يريد أن يقوم به الإنسان دون ضوابط أو قيود، مشيرًا إلى أنه بدخول الإعلام الجديد ومواقع التواصل تمدد للأسف مفهوم الحرية ليشمل نشر الحياة الشخصية بأدق تفاصيلها على المنصات لجلب مشاهدات ومتابعين بما يضر بصاحبها وبالمجتمع.
وأضاف عميد كلية الإعلام أن الإعلام الجديد جاء بإمكانات جديدة خلقت معها تحديات جديدة، ويجب على المجتمع أن يكون يقظًا، مشددا على ضرورة احترام قيمنا وثقافتنا وهويتنا فيما يعرض على الشاشات، فحرية الإبداع مكفولة شريطة عدم الإضرار بالمجتمع وقيمه ومبادئه، مناشدًا المؤثرين وقادة الرأي على مواقع التواصل الاجتماعي القيام بدورهم في رفض الظواهر السلبية ونشر المحتوى الهادف، وضرورة ألا تتحول وسائل التواصل والفن إلى معاول هدم واختراق ثقافي في المجتمع.
من ناحيته، أكد الدكتور محمود الهواري، مدير عام هيئة كبار العلماء، أن الإسلام حرر الإنسان ومنحه حقوقه كاملة وفرض عليه واجبات تحفظ كيان الفرد والمجتمع، وهذه الحرية إذا كانت مطلقة ودون معايير أو قيود فإنها تجر على المجتمعات الفساد والمشكلات وتأخذه إلى الهاوية، مبديًا تعجبه ممن يمنحون لأنفسهم حرية هدم المجتمع ونشر الفاحشة ويرفضون من هذا المجتمع أن يرفض ما يقدمونه للمجتمع من مفاسد، وأن هذا منطق يناقض نفسه.
وأضاف أن الأسرة المصرية أمام تحد كبير وينبغي على الآباء أن يقوموا بدورهم في الحفاظ على الأسرة والأبناء من هذه المخاطر والمفاسد، وضرورة التعامل بحكمة معهم واحتوائهم واتباع أساليب المناقشة معهم والنفسي وليس الترهيب، فالأبناء أمانة وحمايتهم وتحصينهم واجب، وخصوصا في ظل المحتويات السلبية والهدامة التي تنتشر على الشاشات وعبر مواقع التواصل الاجتماعي.
من ناحيته، شدد الدكتور محمد البحراوي، عضو هيئة التدريس بكلية الإعلام جامعة الأزهر، على أن الإعلام له دور مهم في التأثير على اتجاهات المجتمعات نحو العديد من القضايا والأفكار والتأثير في سلوكياتهم، ورأينا في السينما والتلفزيون العديد من الأعمال المأخوذة من ثقافات غربية لا تناسب ثقافتنا تروج للحريات المطلقة التي تدمر المجتمعات، وهذا لا يعدو أن يكون تقليدًا أعمى لبعض الأعمال الفنية التي تدعو وتروج لبعض العادات والأخلاق الغريبة عنا وعن شرائعنا وعاداتنا وتقاليدنا الشرقية.
