غرفة صغيرة للغاية لم يتخط حجمها أمتارا، تطل على شارع رئيسي مزدحم بالبشر، وأمامها فرش خضراوات تقف بجواره سيدة ثلاثينية برفقة أطفالها الخمس، تارة تبيع لأحد الزبائن، وتارة آخرى تنظر إلى البوتاجاز الصغير الموقد على حلة بها طعامًا تجهزه لصغارها، وما بين الحين والآخر تتابع مع ابنتها الواجب الذي يجب أن تنجزه قبل الذهاب إلى المدرسة.
«زينب حسن عبدالحفيظ» تتكفل بأولادها الخمس وتسعى لتوفير حياة كريمة لهم، بعدما دخل زوجها المصحة للخضوع للعلاج من الإدمان، تقوم فى الرابعة فجرًا متجهة إلى الوكالة فى منطقة أبوالنمرس لتجهيز مطالبها في العمل ودفع مبلغ بسيط من سعر المتطلبات التي جلبتها، لحين الانتهاء من البيع ثم السداد الكامل لهذه المتطلبات.
تقول «زينب»: «لما الأمور بتسوء بروح المسجد أطلب منهم ساعات يساعدوني وأوقات لا، أولادي الخمسة في التعليم ومش بقدر أصرف عليهم كلهم، لو لقيت زبون كويس ممكن أطلب منه وكتير من الناس يبسعدونى».
وعن مكان سكنها تقول السيدة الثلاثنية أنها تعيش فى هذه الغرفة الصغيرة برفقة أولادها: «بنام أنا والبنات الثلاثة على السرير، والولاد الاتنين بيناموا على القفص، أنا ممكن أبيع اليوم كله بـ١٠٠ جنيه وممكن أخسر مبعش خالص، مع إني بشتغل من ٤ الصبح لـ١٠ بالليل».
فجأة تساقطت دموع السيدة الثلاثينية عقب سؤالها عن أمنيتها التي تريد تحقيقها: «نفسي فى مكان أعيش فيه أنا وأولادي، الجو برد مبقدرش أقعد فيه بالليل، بغسل هدومهم على إيدي، ومقدرش أسيب أولادي، نفسي في حد يساعدني».
البوابة لايت
صوت الناس.. «زينب» تحلم بشقة تحمي أولادها الخمسة من برد الشتاء
تابع أحدث الأخبار
عبر تطبيق