منذ صعود الإنسان للفضاء، شهد علماء الفضاء العشرات من الحوادث سواء في الإقلاع أو الهبوط والتي أودت بحياة عدد كبير من رواد الفضاء وبعد الحوادث الأخرى أثناء تاجدهم في الفضاء ومن أشهر حوادث الفضاء التي شهدها العالم في الحادثة المؤلمة لانفجار مكوك الفضاء تشالنجر الذي انفجر بعد 73 ثانية من الانطلاق وتوفى كل الرواد على متنه وكان عددهم 7 أشخاص.
مكوك ورواد الفضاء الذين رحلوا يتبعون وكالة الفضاء العالمية الأمريكية “ناسا”، ومن بعدها امتعت ناسا عن إرسال رواد للفضاء لمدة 3 سنين حتى تعيد ميزات المكوك وسبب الانفجار كان استخدام دوائر مطاطية بتركيب أجزاء محركات الإقلاع والتي تشققت بالجو نتيجة درجات الحرارة المنخفضة واندفاع المكوك السريع سبب حادثة الانفجار.
كان مقرر أن ينطلق المكوك يوم 22 يناير، ولكن تأجلت عملية الإطلاق بسبب اكتشاف أعطال بسيطة فيه، وقررت الجهة المشرفة إطلاقه يوم 28 يناير بعد إزالة الخلل، ومع ذلك لم يكن هذا اليوم ملائما أيضا لإطلاقه، فقد انخفضت درجة حرارة الهواء في ذلك اليوم إلى ما دون الصفر وظهرت الشكوك بعدم تحمل الفواصل المطاطية التي بين أجزاء محركات الصاروخ هذا الانخفاض الكبير بدرجات الحرارة لأنها محسوبة للعمل بدرجة حرارة لا تقل عن 11 درجة مئوية، ومع ذلك رفضت رئاسة وكالة الفضاء الأمريكية (ناسا) تأجيل عملية الإطلاق مرة ثانية.
وكان هذا الإطلاق كان الخامس والعشرين في برنامج Space Shuttle، وكان عليه وضع قمر صناعي للاتصالات في مداره المقرر لمراقبة مذنب غاليلو، واستعد طاقمه لإجراء عدد من التجارب العلمية، من بينها 12 جنين دجاج، وكان الحدث المهم لأول مرة، هو البث المباشر من الفضاء مرتين مدة كل منها 15 دقيقة، وكان على متنه 7 رواد فضاء منهم 4 سبق لهم أن كانوا في الفضاء ومعهم معلمة مدرسة فازت بمنافسة بين الأمريكيين العاديين، وحضر جمهور كبير لمشاهدة عملية الإطلاق، وبدأ بعضهم يصفق عندما شاهدوا في السماء سحابة بيضاء ونارا، معتقدين أنه أمر طبيعي.
وسقطت قطع المكوك في المحيط الأطلسي، وأخرجت في بداية شهر مارس مع رفات رواد الفضاء وهم في قمرة القيادة، واتضح لاحقا أن ثلاثة رواد حاولوا النجاة من الحادث ولكنهم لقوا حتفهم نتيجة اصطدامهم بسطح الماء بسرعة 333 كيلومترا في الساعة، واكتشفت لجنة التحقيق فيما بعد أن المذنب الرئيسي في هذه الكارثة هي قيادة ناسا، لذلك قررت وقف برنامج Space Shuttle لمدة ثلاث سنوات.