دعت منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (فاو)، إلى الحفاظ على التربة ومنع تدهورها وحماية التنوع البيولوجي والتصدي لأزمة المناخ.
جاء ذلك خلال المنتدى العالمي للأغذية والزراعة، والذي يُعقد سنويًا في برلين، إذ تمت دعوة ما يزيد على 70 وزيرا للزراعة من مختلف أنحاء العالم، بهدف تبادل الآراء والأفكار.
وبحسب مركز إعلام الأمم المتحدة، أكد شو دونيو مدير عام الـ(فاو)، أنه من الأهمية بمكان قلب مسار تدهور التربة إذا أردنا إطعام سكان العالم، مشيرًا إلى أنه رغم من أن ما يصل إلى 95 في المائة من الإنتاج الغذائي العالمي يعتمد على التربة، فإن الممارسات الزراعية غير المستدامة والاستغلال المفرط للموارد الطبيعية وتزايد عدد السكان، مسائل تضغط بصورة متزايدة على تربتنا التي يعاني ثلثها أصلا من التدهور.
ويقدر الخبراء بالـ(فاو) أن تآكل التربة يمكن أن يؤدي إلى خسارة في إنتاج المحاصيل بنسبة 10 في المائة بحلول عام 2050.. وتشكّل التربة، بعد المحيطات، أكبر خزانات للكربون، وتضطلع بدور حاسم في التخفيف من حدة آثار أزمة المناخ والتكيف معها، وقد أسفر تدهور التربة في العالم عن إطلاق ما يصل إلى 78 جيجا طن من الكربون في الغلاف الجوي.
وقال المدير العام للمنظمة: "إنّ سكاننا المتزايد عددهم بحاجة إلى المزيد من الأغذية المغذية والآمنة، والخالية من الملوثات ومسببات الأمراض.. ويجب على البلدان التعهد بالتزامات أقوى بالإدارة المستدامة للتربة".
وتشير تقديرات منظمة الأغذية والزراعة عن حالة الموارد من الأراضي والمياه في العالم، إلى أن تآكل التربة يمكن أن يؤدي، بحلول عام 2050، إلى خسارة في إنتاج المحاصيل بنسبة 10 في المائة وإزالة 75 مليار طن من التربة، ويعتبر الاستخدام المفرط أو غير المناسب للمواد الكيماوية الزراعية أحد الأسباب الكامنة وراء هذه المشكلة.
وقد تضاعف الإنتاج السنوي العالمي من المواد الكيماوية الصناعية منذ بداية القرن الحادي والعشرين؛ ليصل إلى حوالي 2.3 مليار طن، ومن المتوقع أن يرتفع بنسبة 85 في المائة بحلول نهاية العقد.
وذكرت الـ(فاو) أن ثمة تحدٍ آخر يكمن في الملوحة التي تؤثر على 160 مليون هكتار من الأراضي الزراعية في مختلف أنحاء العالم، وتؤدي إلى جعل 1.5 ملايين هكتار غير منتجة كل عام.. وفي أكتوبر الماضي، أطلقت المنظمة "الخريطة العالمية للتربة المتأثرة بالملوحة"، وهو مشروع مشترك يشمل 118 بلدا ومئات من خبراء جمع البيانات، ويسمح المشروع للخبراء بتحديد الأماكن التي ينبغي فيها اعتماد ممارسات الإدارة المستدامة للتربة، وإرشاد صانعي السياسات عند معالجة مسألة التكيف مع تغير المناخ ومشاريع الري.
ودعا المدير العام للمنظمة البلدان إلى التعهد بالتزامات أقوى، مرحبا باعتماد المشاركين لبيان مشترك يمثل ما وصفه "بالتعبير عن التزامكم بسلامة التربة، بما في ذلك حماية الأراضي الزراعية من خلال كفالة أمن الحيازة".