نشرت الصفحة الرسمية لكنيسة مارمينا الأثرية بفم الخليج، صباح اليوم الأحد، وفي ذكرى رحيل القديس الأنبا انطونيوس والتي تحتفل به الكنيسة القبطية الأرثوذكسية فى 31 من يناير، عدد من الصور المأخوذة من دير القديس الأنبا أنطونيوس العامر بالبرية الشرقية بالبحر الأحمر.
يعد هذا الدير أقدم دير فى العالم، حيث يحمل الدير اسم القديس العظيم الأنبا أنطونيوس وهو أول راهب فى العالم وهو الذي أسس حياة الرهبنة، ويطلق عليه لقب ”أبو الرهبان“.
يقع دير الانبا انطونيوس العامر على سفح جبل الجلالة فى محافظة البحر الأحمر قرب مدينة الزعفرانة، عندما تذهب الى هذا الدير تمر بسيارتك بين الجبال التى تحيط بك فى منظر مهيب ، وترى السحب وهي تغطي الجبال ويخرج منها ضوء الشمس فى منظر يعجز الواصفون على وصفه، وعلى يسارك ترى البحر الأحمر فى أزهى ثوبه بمياهه الصافية وطيوره التى تطير من فوقه فى منظر خلاب حتى يختفي وسط الهضاب، وعندما تصل إلى مدق الدير ترى لافتة مكتوب عليها ” دير الانبا انطونيوس ” فتحدق بعينيك بعيداً فترى الدير محفوراً بداخل الجبل، تعلوه صلباناً مضيئة وكأنها نجوم تتلألأ فى السماء فى منظر بديع.
وعندما تصل الدير يتأكد الحارس الخارجى من هويتك ثم يسمح لك بالمرور إلى داخل الدير، فتسير فى طريق مستقيم ممهد حتى تصل إلى بوابة الدير القديمة فتمر بها حتى تصل إلى كنيسة الرسل اللى تحمل أجساد كثير من القديسين، فيوجد بها جسد القديس الانبا يوساب الابح الذى لم يتحلل جسده حتى الآن وموضع فى مقصورة من الزجاج بداخل هذه الكنيسة، ويحمله رئيس الدير ” الأنبا يسطس ” فى عيده فى وسط زفة مهيبة تعلوها الفرحة على اوجه من يشاهدها. ويوجد بها ايضاً جسد القديس يسطس الانطونى كاملاً.
وأضافت الصفحة الرسمية للكنيسة ، أن داخل الدير نجد عين المياه التي ينفجر منها المياه من وسط الصخور فى وسط الصحراء ولم ينقطع منها المياه، على الرغم من ان الدير يرتفع عن سطح البحر بمقدار 450 متراً، ويرجع تاريخ هذه العين إلى نحو 1700 سنة، ويحدث من خلالها معجزات كثيرة، وتعتبر مزاراً سياحياً للكثير من السياح حول العالم.
تعتبر هذه الكنيسة من اجدد الكنائس فى دير الانبا انطونيوس، ولكن هذه الكنيسة تختلف كلية عن باقى الكنائس، فهذه الكنيسة محفورة بالكامل داخل الجبل، وبها صور للقديسين منحوتة فى الجبل بشكل رائع.
وتعتبر مغارة الانبا انطونيوس هى أشهر مكان فى الدير، ويأتى اليه الزوار من جميع أنحاء العالم ليصعدوا إليها ويأخذوا منها البركة، فيصعد الزوار الى المغارة على سلالم صنعت فى الجبل وتبعد المغارة عن الأرض مسافة 45 دقيقة صعود، وعندما يصعد الزوار الى قمة الجبل بعد مشقة وصعوبة يدخلون فى ممر رفيع جدا فى وسط الجبل حتى ينتهى هذا الممر بتجويف بداخل الجبل لا يزيد طول المغارة عن خمسة أمتار، يقوم الرهبان بالصلاة فى هذه المغارة يومياً على أضواء الشموع، فيصلى فيها الأب لعازر الانطونى يوميا فى هذه المغارة الساعة الثانية عشر من منتصف الليل، وفى بعض الأحيان يصلي فيها الراهب تيموثاوس الانطونى.
ويوجد بداخل الدير مقابر للرهبان يطلق عليها ” الطافوس ” وهي التي يدفن بها الراهب بعد انقضاء حياته على الأرض، وتوجد لافتة مكتوب عليها ” أكملت الجهاد الحسن، أكملت السعي، وحفظت الايمان ” موضوعة على مقبرة الرهبان بالدير.
ويوجد بداخل الدير قلالى الرهبان حيث يتخذ كل راهب لنفسه قلاية خاصة به، يوضع بداخلها كل متعلقات الراهب الشخصية، ويمارس بها قانونه الروحى، كالصلاة والقراءة فى الكتاب المقدس، وغير مسموح للزوار بالاقتراب من منطقة القلالى وذلك لعدم إزعاج الرهبان فى صلاتهم، حيث ان الراهب قد ترك العالم وذهب إلى الدير لكي يتعبد الى الله.
كما يوجد بداخل الدير ايضاً بيتاً للخلوة، حيث يقوم الشباب المسيحى بالذهاب الى الدير لعمل فترة خلوة روحية، بحد أقصى ثلاث ايام، يتدربون فيها على الصلاة والعمل والاقتراب من الله، وحضور التسبحة يومياً مع الرهبان وصلاة القداسات، والقراءة فى الكتاب المقدس والكتب الروحية، و يجتمعون لتناول الطعام على مائدة واحدة، وغير مسموح بالكلام نهائياً أثناء الأكل .
ويتوافد الالاف من الزوار الى الدير للاحتفال بذكرى رحيل الانبا انطونيوس، حيث يوافق عيد نياحته فى 31 من يناير، ويدق الدير اجراسه احتفالاً بعيده ويستقبل رئيس الدير الرهبان والأساقفة التي تأتي للاحتفال بذلك اليوم.