.. كُنت أود الصمت والسكوت على حملاتكم ضد مصر، وظللتُ أقنع نفسي بعدم الرد، لكننى تراجعت أمام استمرار هذه الحملات وتتابُعها وانتشارها بين عدد من نواب الكونجرس وعدد من وسائل الإعلام الأمريكية المرئية والمقروءة، وتساءلت: لماذا تهتمون بالشأن المصرى كل هذا الإهتمام ؟، لماذا لا ترون فى مصر إلا الدفاع عن المتهمين بالإرهاب وهُم المنتمون للتنظيمات الإرهابية ومُدرجون على قوائم الإرهاب ؟، لماذا تُدافعون عن مُخترقى القانون المُمولين من الخارج ؟، لا أنتظر منكم إجابة على أسئلتى، لكننى قدمتها لكم مُتعجبًا من موقفكم هذا بالرغم من رفعكم شعارات الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان، هل شعاراتكم هذه تخُص فقط حرية الإرهابيين ؟، هل تُدافعون عن حقوق إنسان مُخترق القانون وإرهابي مُتطرف و"قتال قُتله" ؟، أربأ بكم أن تتمادوا فى هذه المواقف، فقد إنكشف المستور، ووضحت الصورة، ولم يعُد المُخطط صالح للتنفيذ، إستوعبنا الدرس، فهمنا وأدركنا ما يُحاك لنا فلن نقع فى الفخ الذى تنِصبوه لنا مرة أخرى
يا سادة: مَن تُدافعون عنهم قَتلوا الضباط والعساكر وسالت دماء المدنيين العُزل وعلى أيديهم تَرَمَلت سيدات فى عُمر الزهور وحُرم أطفال من آبائهم، مَن تُطالبون بالإفراج عنهم وقفوا أمام القضاء المصرى العريق وحصلوا على حقهم فى التقاضى وتم إدانتهم ولابد أن يحصلوا على جزاءهم جراء ما فعلوا وهذا هو الحق والعدل الذى نعرفه والذى دعانا إليه رب العزة، مَن تُناصروهم لا يستحقوا فأسرعوا فى تعديل موقفكم وناصروا أُسر الشهداء وزوجاتهم وأطفالهم وأباءهم فهُم الأحق بالمُناصرة لعل وعسى أن تُداوا جراحهم، مَن تُساندوهُم لا يستحقون المساندة فمِن الظُلم مساندة قاتل وترك حقوق المقتول الذى إستُشهد وراح دون ذنب أو جريرة، مَن تتبنوا قضاياهم خَسروها فى المحاكم وستخسرون أنتم ثقتنا فيكم وستخسرون حتى شعاراتكم التى ترفعونها والتى تدعو للحق والعدل، مَن تنشغِلون بهم فى برلمانكم وإعلامكم فَقَدوا التعاطُف الشعبي فى مصر، فلا يُعقل أن تُغمِضوا أعينكم عن حقوق الضحايا ولا يصح أن يختل ميزان عدالتكم ولن تجدى حملاتكم المُمنهجة لأننا ثابتون على مواقفنا ومويدين لتوجهاتنا وواثقين فى خطواتنا ولا ننظر للخلف ولن يوقف مسيرتنا أحد ولن يستطع أحد جَرنا لأمور فرعية ولن نُجهِد أنفسنا مرة أخرى معكم لأننا نعرف أننا على الحق المبين وأننا نعمل كل خير لبلدنا وأننا مُخلصون لوطننا كل الإخلاص ولن نرضى بحدوث أى إنقسام أو إنشقاق فى صفوفنا
.. يا سادة: تقولوا فى برلمانكم وإعلامكم أن لدينا فى مصر ( ٦٠ ) ألف معتقل سياسى وأقول لكم: ليس لدينا مُعتقلين سياسيين من الأساس، وما لدينا جُناة ضالون وإرهابيون متطرفون وخونة خانوا مصر ولم يعرفوا معنى الوفاء للوطن، لدينا فى السجون قتلة عديمى الضمير ولا يعرفون الرحمة، فلا تُضيعوا وقتكم ومجهودكم فى الدفاع عن الإرهابيين، فأنتم بذلك تُهدِرون طاقاتكم ولن تستفيدوا شيء وستَجنون الفشل
.. يا سادة: إعلموا أن علاقتنا بكم إستراتيجية، وهذه العلاقة بُنيت منذ سنوات طويلة، لدينا مصالحنا ونسعى لتحقيقها ولديكم مصالحكم تسعون لتحقيقها، وأعلم أنكم تعلمون تاريخ مصر وقيمتها ومكانتها عربيًا وإقليميًا ودوليًا، فنحن لدينا من القوة الكثير ومن الحُجة الكثير ومن المباديء الكثير ومن الشرف الكثير، نعرف أهميتكم ومكانتكم ونحترم مجتمعكم ونُقدِر تقدُمكم، فأرجو أن تتخلوا عن الدفاع عن متهمين بالإرهاب، فأنتم ذوقتكم ويلات الإرهاب البغيض فى ( ١١ ) سبتمبر ٢٠٠١ وراح مواطنون أمريكان أبرياء، فأدعوكم لِتذكُر دماء الأبرياء الشهداء المصريين من الجيش والشرطة والمدنيين وأرجوكم ترحموا على أرواحهم مثلما ترحمنا على شهداءكم الذين راحوا ضحية الإرهاب الإسود الذين تعرضتم له فى ( ١١ ) سبتمبر ٢٠٠١.