الجمعة 22 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

البوابة لايت

عميد الاستنارة.. حكاية كروان غرد في عاصمة النور

طه حسين
طه حسين
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

رغم مرور السنوات إلا أن السؤال ما زال عالقا في الأذهان، كيف تحققت معجزة صاحب دعاء الكروان! كيف قطع المسافة من أقاصي الشرق إلى أقاصي الغرب ركضا خلف العلم ولم يتعثر في الظلماء! طه حسين التجسيد الحي لأن القلوب ترى قبل العين بل إن البصر محله القلب، لم ير الحروف ولا رسم الهمزات ولا الشدة ولا التنوين رؤى العين لكنه رآها بعين اليقين، فعرف السطر بإحساسه ووضع النقاط من نبضه.. حدوتة مصرية أبهرت العالم.

يقول الدكتور محمد عبدالغني مدير متحف طه حسين: «ولد الأديب والمفكر طه حسين في قرية الكيلو التابعة لمغاغة محافظة المنيا في عام ١٨٨٩، حيث أصيب بالعمى وهو في سن صغيرة وبالرغم من ذلك تميز بالذكاء وقوة الذاكرة، ونشأ داخل أسرته وكانت تضم ١٣ من أخواته الأشقاء وغير أشقاء حيث كان محل السخرية والضحك خاصة عند تناول الطعام».

وتابع: «بدأ حياته العلمية بالتحاقه في كتاب القرية، فحفظ القرآن الكريم، ثم التحق بالأزهر ليستكمل تعليمه، وفي عام ١٩٠٨ انتسب إلى الجامعة المصرية، وحصل منها على شهادة الدكتوراه عام ١٩١٤، وكانت رسالته بعنوان (ذكرى أبي العلاء)، ثم أرسلته الجامعة المصرية ببعثة إلى فرنسا، ومن هناك حصل على شهادة الدكتوراه الثانية، وكانت رسالته بعنوان (الفلسفة الاجتماعية عند ابن خلدون)، كما حصل على دبلوم الدراسات العليا في القانون الروماني، وأثناء تواجده في فرنسا تزوج من السيدة الفرنسية سوزان بريسو أم أولاده (أمينة، ومؤنس)، وقد كان لهذه السيدة تأثير كبير في حياته، إذ كانت أكبر داعم وسند له أثناء مسيرته العلمية والأدبية».

وأضاف: «عاد طه حسين من فرنسا ليبدأ حياته العملية، إذ تم تعيينه أستاذا للتاريخ اليوناني والروماني في الجامعة المصرية، ثم تم تعيينه أستاذًا في تاريخ الأدب العربي بكلية الآداب، ثم أصبح عميداً لهذه الكلية، وفي عام ١٩٤٢ عين مستشارًا لوزير المعارف، ثم مديرًا لجامعة الإسكندرية، وفي عام ١٩٥٠ عين وزيرًا للمعارف، وفي أثناء عمله كوزير جعل التعليم إلزاميًا ومجانيًا، وفي عام ١٩٥٩ عاد للعمل في الجامعة بوظيفة أستاذ غير متفرغ، ورئيسًا لتحرير صحيفة الجمهورية».

متحف عميد الأدب العربي

قامت وزارة الثقافة بضم بيت طه حسين إليها عام ١٩٩٢، وتم إنشاؤه كمتحف للجمهور١٩٩٧ وتم إغلاقه عام٢٠٠٥ وافتتح مرة أخرى عام ٢٠١٣ للترميم وحتى الآن هو مفتوح للجمهور حيث تنقل طه حسين من المعادي للزمالك حتى كان آخر مكان سكنه هو متحفه بالهرم حيث مكث فيه ١٦سنة كبيت له والمتحف أطلق عليه «راماتان» أي بيت الراحة حيث سكنه هو وابنه مؤنس وزوجته، والمتحف يتميز بمكتبة تحتوي على ٧ آلاف كتاب منها ٤ آلاف كتاب باللغة العربية وثلاث آلاف باللغة الأجنبية حيث كان معتاد أسبوعيا لعقد صالون أدبي يجمع فيه كل الأدباء والمفكرين كل يوم احد بالمتحف أيضا المتحف يحوي بيانو أهداه لزوجته سوزان بمناسبة مرور سنة على زواجهما، وصورة العذراء أهداها لزوجته بمناسبة خطوبتهما.

من أقوال ومأثورات طه حسين الشهيرة

- القوانين حين تشتد في مصادرة حرية الرأي لا تحمي الفضيلة وإنما تحمي الرزيلة وتخلي بينها وبين النفوس.
- الشاعر والفيلسوف وصاحب الفن طفل مهما يكبر.
- خير مكان في الدنيا سرج سابح وخير جليس في كل مكان كتاب.
- وهكذا جمعنا الزمان والمكان والشوق، أما الزمان والمكان فلا ثبات لهما، وأما الشوق فلا يورث إلا الحزن.
- إنما هو الحب هو الحب الذي يطمع في كل شيء ويرضى بأقل شيء، بل يرضى بلا شيء، بل هو سعيد كل السعادة ما وثق بأن بيتاً واحداً يحويه مع من يحب و يهوى. هو الحب ما في ذلك من شك، لكن الشك المؤلم المضنى إنما يتصل بالقلب.
- الأصدقاء ثلاث طبقات: طبقة كالغذاء لا نستغني عنه.. و طبقة كالدواء لا نحتاج إليه إلا أحيانا.. وطبقة كالداء لا نحتاج إليه أبدا.
- المرأة لا تغلب إلا إذا أحبت، ولا تقهر إلا إذا أرادت، ولا تذعن إلا إذا رغبت في الإذعان.
- وما قيمة الكاتب إذا لم يُغضب قراءه؟

مؤلفات تحولت إلى أفلام

دعاء الكروان

تحولت رواية «دعاء الكروان» إلي فيلم سينمائى فى عام ١٩٥٧ وهي من بطولة الفنانة فاتن حمامة والفنان أحمد مظهر وزهرة العلا وأمينة رزق وتدور القصة حول فتاة قررت أن تثأر لأختها بعد أن قتلها خالها، لوجود قصة حب بينها وبين صاحب البيت التي تعمل به خادمة.

الأيام

تحولت السيرة الذاتية لطه حسين إلي مسلسل تليفزيونى من ١٣حلقة بطولة أحمد زكى ومحمود المليجي وأمينة رزق وحمدي غيث وصفية العمري ويحيى شاهين وإخراج يحيى العلمي، كتب الشاعر سيد حجاب أغنية المسلسل ولحنها الموسيقار عمار الشريعي.

أحلام شهر زاد

هو مسلسل إذاعى عن رواية «أحلام شهر زاد» كتبها ١٩٤٣ وأعادت كتابتها السيناريست لميس جابر في ٢٠١٥ وشارك في بطولته الكثير من الفنانين منهم الفنان يحيى الفخراني وحنان مطاوع ولطفي لبيب وأحمد راتب.
وله عدد من اللقاءات مع الكتاب والإعلاميين منها في إحدى حلقات البرنامج الشهير «نجمك المفضل» تقديم الإعلامية ليلى رستم، استضافت عميد الأدب العربي الدكتور طه حسين، ومعه ١٠ من أهم مثقفي مصر، وتناقشوا وتحاورا مع الأستاذ طه حسين حول الأدب والقصة والرواية، واستمرت الحلقة ٦٦ دقيقة.
وتوفي طه حسين يوم الأحد في الثامن والعشرين من شهر أكتوبر ١٩٧٣ عن عمر يناهز ٨٣عاما.