الإثنين 25 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

ثقافة

الشاعرة  نادية حلمي تكتب: "أحتاج رجلا يملك قراره بِيده أمره لا لغيره"

د. نادية حلمي - أستاذ
د. نادية حلمي - أستاذ مساعد العلوم السياسية بجامعة بنى سويف
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

صادفتُ نفسِى بِغيرِ قُدرة لِصدِ بُعدُه أو إيماه، أتحاشى نظرُه لِكى أفِضُ الإشتِباك، فعلِمتُ أنِى قد بِتُ أغرُقُ فِى نِداه... يُرهِقُنِى أمرِى بِكُلِ عثر، فأذُوبُ همسًا فِى خلاه، أحسستُ أنِى فِى إحتِياجُه ولو  ثوان، أنهكنِى بُعدُه فِى إنشِغال، وسرحتُ فِيه لِإبتِغاه 

ورضِيتُ حظِى فِى هناه، أزدادُ حُسنًا فِى كفاه، أرتبِكُ ميلًا فِى شِتاه، وكأن عُمرِى قد بدأ ينمُو فِى لُقاه... يرانِى طِفلة بِثوبِ أُنثى تملُك شُعاع، فوُلِدتُ معه فِى إختِلاف، ينظُر إلىّ ثُمّ يضحك فِى حنان، فيروِى عطشِى مِن دفاه 

 

لا تسألُونِى عنِ السعادة أو الحياةِ  قبلَ مِنه، قد عِشتُ عُمرى قبلُه بُِدُونِ نبض، وحِينَ إلتقيتُه سلمتُه أمرِى فِى إطمِنان، فرميتُ سهمِى وجرِيتُ نحوُه فِى حِماه... يجذِبُنِى سِحرُه ونظرة مِنه فِى إشتِعال، فأدنُو قُربُه فِى سُكّات، ينسابُ قلبِى كشلالِ نهرٍ مِن مُناه 

 

لو كان عُمرِى فِى الحياةِ دقِيقةً، لأخترتُ أحيا بِجِوارِ حُبِه لِثوانِ قِلة فِى هيام، يهزِمُنِى شوقِى لِنظرة مِنه تشتبِكُ عُمر، لِخطفِه قلبِى فِى حياه... يأسِرُنِى قيدِى لِلهربِ مِنه، ولكِنى أرجع فِى يداه، قد بِتُ أُدرِك أنِى أُريدُه دُونَ غيرُه، وكأنِى أغرُقُ فِى هواه 

 

يهتزُ وجدِى لِدِفءِ صوتُه، فأطيرُ وهجًا فِى ثناه، لِأنامُ غفوة مِن غيرِ ضجرٍ أو رِياء، قد نِمتُ يقِظة فِى إحتِماه... يطُولُ يومِى لِبُعدِه عنِى، أطرُق بِرأسِى لِمللِ وقتِى فِى إمتِعاض، أحسُ أنِى فارقتُ زمنِى على خُطاه 

 

صدقتُ نفسِى أنِى قوِية لِحِينِ وقت، والآن أرضُخ لِحُكمِ همس يتهاوى معه فِى إجتِياح، ترى الإبتِسامة تنطلِقُ مِنِى بِغيرِ قصد لِسماعِ إسمُه بِغيرِ نُطقٍ أوِ إنتِباه... ينتفِضُ جسدِى لِخبرِ عنه، ترانِى أشرُد على سِنِ قلمِى، أُناجِيه شِعر، أرسِمُه حرف على وِجنتاه

 

يُغازِلُنِى طربًا فِى إنتِشاه، لِأطيرُ نحوُه كأى طِفلة تشعُر نقاه، لِألهو معه فِى أمان، أُشاطِرُه لُعبّى وقصاتَ شعرِى فِى جِنان، فيغارُ لحظة، أُهدِيُه وردة فِى إحتِفاه... أُحكِيه قِصة فِى إنتِصاتُه، لِأزيدُ عنها تفاصِيلَ أُخرى بِلا خِتام، يغلِبُنِى نومِى فِى إرتِماه 

 

قد طاب عُمرِى لِهمسة مِنه، تجتاحُ قلعِى فِى زهاه، تأخُذُنِى معه لِدفءِ قلبُه فِى إنصِياع، تقلعُنِى ربكًا فِى سخاه... يسحِقُنِى ذِكرُه أو كلِمة مِنه فِى ظِلاه، هشّمتُ ضعفِى بِغيرِ عودة إلى جِوارُه، ودعتُ عجزِى فِى نهارُه، رجّعتُ ثِقتِى، وصفعتُ خجلِى فِى رُباه

 

توقفتُ فجأة بِغيرِ مِنه، فبحثتُ عنه فِى إختِفائُه، فتشتُ عنه فِى أى رُكن لِإجتِذابُه، أحسستُ ظهرِى ينكسِرُ حُزنًا مِن إيلامُه... حاربتُ وحدِى فِى إستِماتة، ولمحتُ صِورُه تئِنُ صِدقًا فِى الجِدار، تنسابُ دمعًا فِى المكان، فطلبتُ يرجِع بِغيرِ عتبٍ فِى دناه 

 

ولمستُ بعدُه الإنتِظار، فبدأتُ أُدرِك أن السعادة بِدُونِ مِنه فِى إقتِطار، أطفأتُ شمعِى بِالدِمُوع، كان يُشغِلُنِى صِياحُه... قد كُنتُ أهذى لإفتِراقُه، أنهارُ حولِى بِكُلِ كتم، فكتمتُ وجعِى بِغيرِ وقف، وأقمتُ بعدُه بِغيرِ روح، يئِنُ وجدِى لإِفتِقادُه 

 

دربتُ حالِى على الهِدُوءِ بِلا مفر، فمشِيتُ خلفِى فِى لُهاثِى، مكّنتُ عقلِى على التدبُر بِدُونِ صوت، ورويتُ نفسِى فِى ظِلِ أثرُه لِإقتِفاؤُه... أقرأ حدِيثُه لعلّى أسعد بِغيرِ منطِق، ومنحتُ نفسِى ساعاتَ أُخرى لِعلّى أرجع، ولكِن بكيتُ بِغيرِ دمعٍ لِإختِفاؤُه 

 

أعطانِى زمنِى أشياءَ عِدة، والآن أزهد فِى كُلِ أمر، لا طلبَ لِى سِوى لِقاءٍ يجمعُنِى بِه، فأمكُث سعِيدة فِى إنتِشاؤُه... يقرأ عِيُونِى بِكُلِ صمت، حاولتُ التحدُث بٍدُونِ التلعثُمِ على شفتاه، أُشارِكُه شِعرِى فِى كُلِ يوم، لِأرسُم عليهِ عِباراتٍ قصِيرة تطلُب رِضاه

 

وغفلتُ عن عادة قدِيمة فِى المساء، يرِنُ جرسِى فِى العِشاء، فيضيعُ صوتِى فِى سُكّات، وكأنِى طِفلة تتهجى حرفًا فِى إبتِداء، والحِينَ أكبُر مِن أذاه... أعطيتُ قلمِى أجازة حُرة، علىّ أُلملِم أشلاءَ نفسِى وأضُمُ قلبِى فِى إباء، لِأنسى ماضٍ قد لا يعُودُ فِى ضِياه 

 

أفِيقُ بُرهة ثُمّ أشرُد، فألُومُ نفسِى فِى سُهاد، فأصِيرُ أُخرى بِدُونِ بوحٍ أو عِتاب، تخيلتُ يدِى كانت تُلامِس تقاطِيعَ وجهُه وأشياء مِنُه فِى راحتاه... فأيقظتُ عقلِى علىّ أفِيقُ مِن فُراقُه، سافرتُ فترة فِى إنعِتاقٍ مِن جواه 

 

أجبرتُ نفسِى على الإعتِراف بِأنِى أُريدُه بِالرُغمِ مِنِى، أُعانِق أماكِن طُوالَ الطرِيقِ علىّ أراه وسط الزِحام، لا راحة لِى إلا إجتِذابِه ولمسِ يدُه حتى أتُوه فِى صفاه... أنظُر هُنالِك فِى أى رُكن، أرقُب مِرُورِه مِن أى ثُقب، ولكِنى أرجع بِغيرِ لمحُه أو كفاه 

 

أُفصِح لِذاتِى عن جدوى وقتِى بِدُونِ وصلِه أو عِتابُه، تُحدِثُنِى صِورُه فِى أعلى سقفِى، ينتفِضُ جسدِى فِى إكتِوائُه... أسألُه وعدُه، هل غُلِبَ أمرُه فِى إنقِضاؤُه؟، بِرُغمِ عِلمِى بِأن إختِفائُه سيطُولُ أمدُه، مِن غيرِ قُربِه أو إختِلاؤُه 

 

داومتُ بُرهة على الكِتابة، ولكِنِى عُدتُ إلى البِداية، سافرتُ وحدِى لِلنِهاية، قاومتُ حُبُه فِى صلابة، يأستُ إفراغ المِساحة لِصفحة أُخرى فِى كِتابُه... عنّفتُ نفسِى لِكى أعُود، فطوِيتُ ورقِى بِكُلِ راحة، عارضتُ سيرِى فِى كُلِ ليلة على خُطاه 

 

أحكمتُ إغلاقَ الحِكاية، وبطشتُ يأسِى بِلا عِناية، وأدرتُ ظهرِى لِلوراء، أفرغتُ همِى فِى الكِتابة كى لا أعودُ إلى إشتِدادِى فِى وفاه... طاوعتُ قلمِى لِكى يُشارِكُنِى حدِيثُه، بارحتُ زمنِى فِى إستِراحة، وجعلتُ وجعِى يدُورُ خلفِى لِمُنتهاه 

 

أعلم يقِينًا بِغيرِ كِذب أنِى أتُوقُ إليهِ شوق، ولكِنُه أضعف مِن أن يُواجِه من أعلى مِنه، فرأيتُ دمعِى ينهالُ بحرًا على شِتاه... قد سقطَ مطرِى بِكُلِ شهق، ينسابُ بِلا أى إنقِطاع، أهتزُ وجعًا فِى حُطام، لِطُولِ وقتُه أو هِجاه 

 

تخلِيتُ طوعًا عنِ الذِكريات، أبعدتُ عنِى ماضِى فات، وتركتُ زمنِى بِغيرِ مِنه لِإنعِتاق، أنزلتُ صِورُه مِن كُلِ رُكن كان يُقاسِمُنِى زِنادُه... وعبرتُ جِسرُه لِناحية أخرى فِى لُقاه، لاحظتُ حربًا فِى المكان، فالكُلُ أجمع فِى إيضاحُه، ورأيتُ من ينهالُ صفعًا فِى دِفاعُه

 

فالكُلُ بات فِى إتِفاق، والكُلُ يُنكِر أين مِنُه؟، والبعضُ باتَ يُهِينُ شأنِى كى لا أُعاوِدُه الذِهاب، وسألتُ عن سبب إختِفائُه؟....  وعلِمتُ أنِى مازِلتُ أشقى فِى عِتابُه، أعرضتُ وجهِى عنِ المكان، عدّلتُ سكنِى وكُل ذِكرى جمعتنِى بِه فِى رِحابُه

 

وشّكوتُ نفسِى لِلصِعاب، سكنتنِى عمُقًا كالرِياح، صارت تُلازِمُنِى إهتِمامُه، رممتُ فقدِى فِى عناء، ودارِيتُ يأسِى فِى إبتِدالُه... فكيفَ أبحث عمن يُبادِلُنِى غرامُه؟ لا أُرِيدُ بدِيلَ آخر فِى فراغُه، فمّن يُجاذِبُنِى إبتِسامه؟ ومن يُلامِسُنِى مكانُه؟

 

وسكنتُ بعدُه فِى إنتِصاف، لا صِعُود أو هِبُوب لِأى حال، أضعف إليه لِأُنادِى إسمُه مِن دُونِ رغبة فِى أن يُصادِفُنِى جوابُه، لجّمتُ نفسِى عن عِتابُه... وصددتُ أُذُنِى عن وصمِه دومًا بِأى وصف، ألمحتُ أنِى بارحتُ زمنُه لِإنتِهاءُه 

 

يملُؤنِى إسمُه بِالسعادة رُغمّ تأكِيد النِهاية فِى وِشاية، وذكرتُ أنُه لا وِجُودَ لِأى مِنه بِكُلِ حزم، والحقُ أنِى أوقّفتُ زمنِى فِى رماه... فكتبتُ شِعرِى لِعلّى أمضِى لِأى درب، أُغالِيه شطر ثُم أعودُ لِأمنحُه حرف، أُهادِنه فِيه بِغيرِ نُطقِه أو سلامُه 

 

يفضحُنِى عِطرُه، فمنعتُ ثوبُى أن يرتدِيُه فِى الصباح، أوهمتُ حالِى أنِى برُأتُ مِن إنفِرادُه بِدُنِ رجع، فِى إدِعاءٍ مِن شِفاؤُه... ورُغمّ بُعدُه، آمنتُ أنِى أمتلِكُ أمرِى فِى إبتِعادُه، ولقد صمِتُ بِلا دِمُوعِ الكِبرِياءِ، يكفينِى قدرِى أنِى أسِيرُ  فِى إجتِيازُه 

 

قد بِتُ أُدرِك عذابِى فِيه بِلا التدبُرِ فِى إضطِرارُه، تُضاعِفُنِى نفسِى أشكُوه سقمِى مِن هِجائُه، وصوتُ مرآتِى يُجِيبُ، يمنعُنِى عنه ويستجِيب، يئِنُ مِنه لِإرتِيابُه... يُضاعِفُنِى همُه لِتركِ أمرُه بِغيرِ شجب، لِأسيرُ وحدِى فِى إنطِلاقُه ثُمّ أشكُوه إنتِهازُه

 

تُعايرُنِى نفسِى لِنهِى أمرِى فِى دِماه، فالكُلُ فاجئهُ إنزِياحُه بِلا إعتِذارٍ قد بدر مِنه، فصمّمتُ أُذُنِى كى لا يُعاوِدُنِى شِقاقُه... وصفعتُ وجهِى لِزودِى عنُه بِسُوءِ فِهم، قد كُنتُ أسبحُ فِى مياهُه بِدُونِ رُشد، وكأنِى أُنثى على مقاسُه 

 

ورُغمّ أنِى حاولتُ فِهمُه فِى وِئام، وسِرتُ نِجمًا لِلزودِ عنه أو حِماه، أعطانِى دورًا فِى الرِواية، وأنا أعودُ إلى ورائِه... وقبِلتُ دورِى فِى إنصِياعُه، فمحوتُ شخصِى رُغمّ قدّرِى فِى ضناه، وكأنُه يرهُب مِن نجاحِى، فيخشى سيرِى بِالقُربِ مِنه أو أمامُه 

 

إن الخطايا تنهمِرُ سيلًا مِن خُطاه، قد كسر نفسِى بِدعوى حُبُه، وعِندَ التحقُقِ، قد كُشِفَ أمرُه فِى خِداعُه... يطعنُنِى شكِى بِرُغمِ كبحِى فِى إجتِذابُه، تنكسِرُ نفسِى لِخِداعِى فِيهِ ودِفئِ ماؤُه، فكرِهتُ وضعِى فِى إشتِباكُه، قاومتُ رجمِى بِسببِ أثمُه أو إجتِنابُه

 

ولقد تمّهلتُ الإجابة بِرُغمِ معرِفتِى إستِزادة على إلتِواءه، فشقِيتُ لذة لِقطعِه عهدِى فِى رماه، تقتصُ وهجِى لِفضحِ زعلِى فِى نواه... والألمُ أنِى قد صار شِعرِى ينكفِأُ ألمًا بِغيرِ ضِحكٍ لِإختِفاؤه، والوجعُ أنِى حاولتُ أضحك مِن بعدِ هربُه مِن بُكاه

 

والأدهى أنُه قد طار مِنى وبعثَ بدلُه فِى إنحِنائُه، أهى الرِجُولة بِأن يُضحِى لِبدِيلِ غيرُه فِى لُقاه؟ وهل الرِجُولة هى الشِعور بِكسرِ نفسٍ فِى إكتِفاه؟... وهل الرِجُولة هى الفرار بِكُلِ خوفِه مِن رُؤاه، أعلم يقِينًا بِأن شمسُه لن تعُود لِسلبِ حقِى فِى إحتِزاه

 

 قد كُنتُ أعلم بِأن مِثلُه لن يُواجِه لِخطأ مِنُه فِى كفاه، فالخطأُ عندِى لِسيرِى نحوُه فِى دهاهُه، إن الرِجُولة ترتطِمُ خجلًا لِوهنِ فعلُه فِى إنهِزامُه... فكيفَ هبطَ مِن أعلى سقفِه لِرُكبتاه؟ وكيف ينجو مِن أمرِ نفسُه وفِعلتاه؟ وهل يُعانِى كمِثلِ نفسِى فِى عزاه؟

 

قد قِيلَ لِى بِأنُه يهوى، وبِأن حُبِى هُو الأثيِرُ لِأنُه أدفى فِى جواه، يخترِقُ وجدُه فِى إستِكانة لِإمتِنانُه... ولكِن أوامِر تمنعهُ عنِى بِكُلِ حزمِه فِى إلتِقائُه، بِئسَ الأوامِر تشتدُ قسوة فِى كُلِ رُكنٍ مِن نواه، أهى الأوامِر تدنُوه مِنِى ثُمّ تلهو بِأعلى صوتٍ لِمحوِ عدلِه وإجتِزاه؟

 

يحجِمُنِى خجلِى بِأن أُناصِرُه العداء، يُلجِمُنِى حُبِى بِأن أسِير نحو بابُه لِإلتِقاه، فسألتُ نفسِى هل ضميرُه فِى إرتِياح مِن سُباتُه، وهل سيُعاوِدنِى إندِماجُه؟... وهل يُردِد نفس أسطِوانتُه القدِيمة فِى سردِ حُبٍ يعترِيُه بِلا هوادُه؟ قد بِتُ أُدرِك كم عانيتُ بِسبُبه حقًا، كلُعبة مّلت فِى إنقِطاعُه 

 

باتَ اليقِينُ يمتلِئُ وثق لِحُكمِى فِيه لِإنقِضائُه، قد بات شكِى فِى يقِين بِأن يُعِيد نفسَ أخطائُه القدِيمة فِى الرِجُوعِ إلى أثامُه... أوشكتُ أغرُق فِى إبتِعادُه، كطِفلة نبتت بِالجِذرِ مِنه فِى إجتِثاثُه، كانت تُرهِقُها المشاعِر، قد نسجَ شبكُه فِى إغتِنام، أُعطِيهِ حُبِى، فيرتدُ طعنُه فِى شِباكُه 

 

صدقتُه لحظة فِى إبتِداء، بِأن حبُه فِى غُرِسَ فِيه إلى السماء، فسلب قلبِى مِن مكانُه بِلا وِثاق، عاقبتُ نفسِى لِحُسنِ ظنِى فِى شذاه... حاولتُ رفضُه فِى البِداية،  فألتفَ خلفِى فِى إختِناق، أبعُد فيأتِى فِى الجِهات، فصُعِقتُ مرة على غفاه 

 

أيقظ شِعُورِى بِالمحبة على إبتِهاج، ينقضُ نحوِى لِإمتِلاكِى، وأنقدتُ نحوُه كأى أُنثى تسيرُ فِيه بِغيرِ صدٍ فِى إندِفاع، ينساقُ قلبِى فِى إنجِرافِه، فبهُتُ خلسة فِى إحتِكامُه... تِلك الحِكاية باتت تُكرر كأى ذِئبٍ يلتفُ شبكُه حول الضحِية، يرقُبُه بُرهة لِيستبِيحُه فِى دهاهُ

 

أجهضتُ حُلمِى فِيمن يُشاطِرُنِى الوفاء، قد طال عُمرِى فِى إنتِظار من يُصادِفُنِى إقتِلاعُه، فيطِيرُ قلبِى مِن هِياجُه كأى نار، والآن يسكُنُنِى إحتِياجُه... فلقد رحلتُ مع إفتِراقُه بِغيرِ وعدٍ فِى ميعادُه، يُربِكُنِى صمتِى بِغيرِ نهِى، لِأفِرُ بعدُه، علىّ أُجاوِزُ ذِكرياتُه

 

تُحبِطُنِى ذاتِى عن إعتِيادُه، لِأخطُو خُطوة ثُمّ أشرُد فِى إنعِطاف، أنكفِئُ فِيهِ بِغيرِ جمح، أرضُخ فِى لحظة لِأُمنِياتُه... أستاءُ مِنِى فِى إلتِفاتِى لِرُكنِ منه، لِأتُوه ذبحًا فِى سُكاتُه، تصدِفُنِى نفسِى لِإنبِعاثُه، ولكِنى أبعُد عن شتاتُه

 

يُلاحِقُنِى حُبُه فِى إختِباؤه، فأُقوِى نفسِى على الإنزِلاقِ فِى إنكِفائُه، أتحاشى الخِضُوعِ بِكُلِ قُوة لِعُنفُوانُه... أهملتُ ردِى على خِطابُه، وحميتُ نفسِى مِن إختِناقُه، ورميتُ ورقُه ومُهملاتُه، لا خِيارَ عِندِى سِوى الِإبتِعادِ عن وِصالُه 

 

تملُكُنِى رغبة لِأصيح فِيه بِأعلى صوت، بِأنِى أُنثى تزدانُ وهج مِن دُونِ رجُلٍ لا رأى له، رجُلٌ يغِيبُ بِغيرِ وضح، فيلُوذُ رهبة فِى رِدائُه... أخافُ رجُلًا يفِرُ مِنِى لِأى أمر فِى إستِماعُه، رجُلٌ يلُوذُ بِغيرِ فِهم فِى إمتِناعُه، يُؤسِفُنِى أنِى وجدتُه هشًا فِى إتِزانُه، قد بُهِتَ رأيُه لِمجيئُه أمر يبغَى إمتِثالُه 

 

ورُغمّ نهيهِ مِن حياتِى لِجلبِ ذاتِى، شعُرتُ أنِى قد صِرتُ أُنثى فِى أبهى صُورة عِندَ إنقِطاعُه، وبِأنِى أُنثى تُنهِك قوامُه فِى إجتنِابُه... فوُلِدتُ أُنثى بِفهمِ واعٍ مِن ظِلالُه، قد صِرتُ أجمل بِغيرِ مِنه فِى إرتِجاؤُه، أزدادُ قُوة لفُراقِى عنه، رُغمّ الشظايا تنهمِرُ وضح فِى عِراكُه 

 

فوضعتُ شرطِى فِى إحتِياجِى لِبقاءِ رجُلٍ يُطلِق رُصاصُه بِغيرِ أمرٍ فِى ثباتُه، أحتاجُ رجُلًا لا يُوجه فِى مصِيرُه أو رِضائُه، ليس هشًا فِى إختِيارُه... الآن أنضُج فِى إستِعادة مِن مكانِى، فالراحة دِفئِى بِجوارِ رجُلٍ يملُك قرارُه، وزِمامَ شأنُه أو مصيرُه، بِيدهِ أمرُه لا لِغيرُه فِى إقتِيادُه.