الأحد 24 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

البوابة لايت

الكادحون يصنعون المتعة فى «الماما أفريكا»

«هجرة بارو» و«معجزة الهدهور» و«بكاء كمارا».. 3 قصص ملهمة فى أمم أفريقيا

شاكر الهدهور لاعب
شاكر الهدهور لاعب منتخب جزر القُمر
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

تحظى مباريات بطولة كأس أمم أفريقيا باهتمام كبير من عدد المتابعين فى جميع أنحاء العالم، ويستغل لاعبو المنتخبات الفرصة لتكون البطولة محطة لسطوع نجمهم وفرصة لظهورهم بأداء مميز يؤهلهم للانضمام للأندية العالمية.

وشهدت مباريات دور المجموعات ودور الـ١٦ من كأس الأمم الأفريقية تألق عدد من نجوم القارة السمراء الذين كانوا مغمورين فى أعماق «الماما أفريقيا».

موسى بارو لاعب منتخب جامبيا

وأبرز اللاعبين الذين ظهروا بأداء استثنائى هو اللاعب موسى بارو، لاعب منتخب جامبيا، والذى يلعب فى الدورى الإيطالى فى فريق بولونيا، على سبيل الإعارة من نادى أتلانتا، والبالغ من العمر ٢٣ عامًا.

وتمثل قصة حياة اللاعب الجامبى «موسى بارو» قصة ملهمة بشكل عبقري، حيث إنه كان مجرد شاب يلعب فى دورى للهواة فى جامبيا، وكان والده متوفى ووالدته هى من ترعاه، وعقب وفاتها قرر وهو فى سن الـ١٥ عامًا مغادرة دورى الهواة والهجرة على متن أحد المراكب غير الشرعية من دولته الصغيرة فى أفريقيا إلى إيطاليا.

وشهدت رحلة هجرته وهو فى سن صغيرة معاناة حقيقية، حيث إنه كان حاضرًا لواقعة مقتل أحد أصدقائه فى دورى الهواة خلال رحلة هجرتهم غير الشرعية لإيطاليا، وأصيب فى رأسه أيضًا خلال الهجرة، وهاجر من جامبيا إلى مالى ثم إلى ليبيا ومنها إلى إيطاليا، وقام المسئولون عن رحلته بإلقائه على حدود إيطاليا.

فيما استقبله «الصليب الأحمر» عقب وصوله للشواطئ الإيطالية، والتحق بأحد فرق كرة القدم للهواة، فيما اكتشفه «فيتا أنطونيو سوما» أحد المدربين فى قطاع الناشئين فى بوتينسا، وأصبح «بارو» يلعب كناشئ مع فيرتى ضد أفيلينو، وقام «سوما» برعايته وتبنيه، لقدراته الرائعة فى لعب كرة القدم.

وكانت نقطة الانطلاق لـ«بارو» فى الدورى الإيطالى عندما انتقل للعب ضمن صفوف فريق أتلانتا وتمكن من إحراز هدف الفوز على فريق إنتر ميلان على ملعب سان سيرو العظيم، وانتقل بعد ذلك لفريق بولونيا لعدم رغبته فى الجلوس على دكة الاحتياطي.

ويعود «بارو» لتمثيل منتخب بلاده جامبيا فى أول مشاركاتها فى كأس الأمم الأفريقية بالكاميرون ٢٠٢١، مرتديًا القميص رقم ١٠، ويساهم فى عبورهم من دور المجموعات ويحرز أيضًا هدف الفوز لبلده فى مباراتها أمام غينيا فى دور الستة عشر، لتصل جامبيا لدور الثمانية فى معجزة حقيقية على الأراضى الكاميرونية.

شاكر الهدهور لاعب منتخب جزر القُمر

أصبح شاكر الهدهور ظهير أيسر منتخب جزر القُمر، والذى يلعب فى نادى أجاكسيو الفرنسي، حديث جميع متابعى بطولة كأس الأمم الأفريقية فى العالم، وذلك بعدما اضطر منتخب جزر القمر للاعتماد على أحد اللاعبين فى مركز حراسة المرمى فى مواجهة الكاميرون بدور الـ١٦ لكأس الأمم الأفريقية ٢٠٢١، نظرًا لغياب الحراس الثلاثة للإصابة «اثنان بكورونا وآخر إصابة عضلية».

وحمى «الهدهور» عرين منتخب جزر القُمر بشكل مشرف ومميز أجبر الجميع على تحيته وتحية منتخبه، الذى قدم ظهورا وأداء تاريخيا بمعنى الكلمة قبل وداعه لبطولة كأس الأمم الأفريقية بخسارتهم أمام الكاميرون بنتيجة ٢-١ خلال المباراة التى جمعتهما ضمن منافسات دور الـ١٦.

ورغم تلقى شباكه هدفين، إلا أن «الهدهور» قدم أداءً قويًا خلال بعض الفترات من المباراة، وتصدى لعدة محاولات من الهجوم الكاميروني، حيث تمكن من لمس الكرة ٥٢ مرة كحارس مرمى، كان من ضمنها ٤٢ تمريرة صحيحة، وتمكن من التصدى لـ٤ تصويبات خطيرة على مرماه، بجانب استخلاصه الكرة فى مناسبة وحيدة.

ونالت مشاركة «الهدهور» إشادة عالمية ووصفته إحدى الصحف بالحارس الأسطورى بيتر شمايكل.

وكانت رحلة منتخب جزر القُمر الأولى فى نهائيات أمم أفريقيا كانت تاريخية بمعنى الكلمة، ولولا لوائح الاتحاد الأفريقى لكرة القدم «كاف» بشأن اللاعب المتعافى من الإصابة بفيروس كورونا «الخضوع لعزل صحى مدته ٥ أيام» لربما اختلفت النتيجة أمام الكاميرون.

يذكر أن منتخب جزر القُمر تأهل إلى ثمن النهائى كأفضل ثوالث عن المجموعة الثالثة، بعدما تعرض لهزيمتين وفوز تاريخى أمام غانا بنتيجة ٣-٢، علمًا بأنه شارك فى البطولة للمرة الأولى فى تاريخه.

محمد كمارا حارس منتخب سيراليون

وشهدت بطولة كأس الأمم الأفريقية تألق محمد كمارا، حرس مرمى سيراليون، والذى يلعب كحارس مرمى فى نادى إيست إند ليونز، فى دورى كرة القدم السيراليونى الممتاز.

وبالرغم أن «كمارا» يتواجد فى أحد الدوريات الضعيفة لكرة القدم، إلا أنه حاز على شهرة واسعة مؤخرًا، بعدما انتشرت صور ومقاطع له على مواقع التواصل الاجتماعي، لاحتفاله عقب مباراة سيراليون والجزائر فى بطولة كأس الأمم الأفريقية الجارية، والتى انتهت بالتعادل السلبي، وحقق فيها جائزة أفضل لاعب فى المباراة، وانهياره بالبكاء بعد اللقاء عقب حصوله على الجائزة.

فيما تمكن «كمارا» فى الـ٣ مباريات التى خاضها منتخب سيراليون فى كأس الأمم الأفريقية من تحقيق «الكلين شيت» فى مباراة الجزائر، عقب تصديه لـ٧ تسديدات، وحافظ على نظافة شباكه، التى استقبلت ٣ أهداف فقط فى البطولة، وتمكن من تصدى أكثر من ١٨ كرة فى خلال مباريات منتخبه بالكان.

فيما يتواجد محمد كمارا ضمن قائمة فريق إيست إند ليونز، المنشورة على موقع «ترانسفير ماركت» الرياضى الشهير، المتخصص فى نشر أخبار اللاعبين وقيمتهم التسويقية، والذى يقيم سعره التسويقى بحوالى ١٠٠ ألف يورو. وتواجد منتخب سيراليون فى كأس الأمم الأفريقية بالكاميرون ٢٠٢٢ للمرة الثالثة فى تاريخه، بعد مشاركته فى نسختى عام ١٩٩٤ فى تونس، والمرة الثانية فى بطولة عام ١٩٩٦ فى جنوب أفريقيا، ونسخة عام ٢٠٢٢ التى ودعوها بعد أداء استثنائى من الحارس كمارا بقيادة مدربهم جون كيستر.