كشفت صحيفة «الجارديان» البريطانية فى تقرير لجوليان بورجر من واشنطن، بشأن خطة أمريكية لتفادى أزمة غاز فى أوروبا حال قرر الرئيس الروسى فلاديمير بوتين قطع خط الإمداد الروسي.
وأشار التقرير إلى أن مسئولين أمريكيين صرحوا بأنهم كانوا يتفاوضون مع موردين عالميين لتحويل إمدادات الغاز الطبيعى من جميع أنحاء العالم، وهم الآن واثقون من أن أوروبا لن تعانى من فقدان مفاجئ للطاقة اللازمة للتدفئة فى منتصف الشتاء.
ونقل التقرير عن مسئول رفيع فى الإدارة الأمريكية قوله: «لضمان قدرة أوروبا على اجتياز الشتاء والربيع ، نتوقع أن نكون مستعدين لتأمين إمدادات بديلة تغطى غالبية كبيرة من النقص المحتمل».
ويوضح التقرير أن الاستعداد لإيصال إمدادات الغاز هو جزء من حملة تقوم بها الولايات المتحدة مع حلفائها الأوروبيين لإظهار جبهة موحدة ومتماسكة فى وجه «بوتين»، على أمل ردعه عن غزو أوكرانيا.
وزعم أن التقارب بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبى بشأن العقوبات المالية كان ملحوظًا، وأن تأثير الإجراءات العقابية الجماعية على روسيا، سيكون أكبر بكثير من رد الفعل على ضم روسيا لشبه جزيرة القرم عام ٢٠١٤، وفق ما ذكر الكاتب.
وأشارت الصحيفة إلى أن روسيا قيدت بالفعل تدفق الغاز الطبيعى عبر خط الأنابيب الذى يمر عبر أوكرانيا من نحو ١٠٠مليون متر مكعب فى اليوم إلى ٥٠ مليون متر مكعب، إلا أن المخاوف من أن قطع إمدادات الغاز جعلت بعض الدول الأوروبية مثل ألمانيا حذرة من فرض عقوبات على بوتين إذا شرع فى الغزو.
وتابعت أن واشنطن تقدّر الآن، أنه يمكن استبدال كل ذلك تقريبًا بسرعة إذا قطع خط الأنابيب عمدًا أو نتيجة للصراع.
وقالت صحيفة «فاينانشيال تايمز» البريطانية الأربعاء الماضي، إن هناك تقاربا بين واشنطن مع الاتحاد الأوروبى بشأن فرض عقوبات مالية تهدف إلى شل البنوك الروسية فى حالة غزو أوكرانيا، ووصفتها بأنها أحدث مجهودات الدول الغربية لتنسيق مجموعة من الإجراءات الاقتصادية المضادة لهجوم محتمل.
وذكر مسئولون حسبما نقلت الصحيفة فى سياق التقرير نشرته عبر موقعها الرسمى أن الإدارة الأمريكية مازالت تأمل فى أن التهديد بعواقب اقتصادية مدمرة قد يردع الرئيس الروسى فلاديمير بوتين من غزو أوكرانيا، وذلك فى أعقاب اتصال افتراضى أجراه الرئيس الأمريكى جو بايدن مع عدد من القادة الأوروبيين لتنسيق مواقفهم بشأن الأزمة.
كما يأتى ذلك فى أعقاب تحركات من جانب الولايات المتحدة والناتو لتعزيز الدعم العسكرى لأعضائهما فى أوروبا الشرقية، بما فى ذلك وضع القوات فى حالة تأهب للانتشار السريع.
بدوره، قال ديمترى بيسكوف، المتحدث باسم بوتين، للصحفيين إن روسيا ستدرس خطواتها التالية بعد تلقيها ردًا كتابيًا من الولايات المتحدة على مسودة مقترحاتها الأمنية فى وقت لاحق من هذا الأسبوع. وأضاف أن موسكو تابعت عمليات الانتشار الأمريكية بقلق بالغ، متهمًا واشنطن "بفرض حكم الأمر الواقع وتصعيد التوترات حول أوكرانيا.