يترقب في الخامسة مساء اليوم الأحد، عشاق الكرة المصرية والعربية المواجهة الحاسمة للمنتخب الوطنى لكرة القدم مع المغرب في دور الـ8 لبطولة أمم أفريقيا، المقامة حاليًا في الكاميرون، وذلك على أرض ملعب «أحمدو أهيدجو» بالعاصمة الكاميرونية ياوندي، الذي يسع 50 ألف مشجع، وتحظى مباراة اليوم بمتابعة جماهيرية كبيرة، في إفريقيا والوطن العربى نظرًا لقوة الفريقين، وكونهما من المرشحين بقوة للمنافسة على اللقب الأفريقى.
مباراة اليوم لا تحتمل القسمة على اثنين، فإما أن يواصل المنتخب مشواره الناجح فى البطولة، أو تكون نقطة ومن أول السطر، لإعادة تقييم الأمور الخاصة بالفريق خلال المرحلة المقبلة.
ويبحث منتخب مصر عن النجمة الثامنة للابتعاد كثيرا بالفوز بألقاب الكأس القارية عندما يواجه المنتخب المغربي الذى يبحث عن لقبه الأفريقي الثانى، حيث أن المغاربة المنتخب الذي صعد إلى كأس العالم في خمس مناسباتٍ وتأهل إلى كأس الأمم الأفريقية 16 مرة من قبل، لم يستطع أن يُحرز لقب البطولة سوى مرة واحدة منذ 43 عامًا.
ومن المتوقع أن تشهد مواجهة اليوم منافسة قوية وشرسة لما يمتلكه كل فريق من عناصر متميزة، سواء على المستوى القارى أو الكرة العالمية.
وستكون المباراة تكتيكية ومغلقة بين الفريقين، إذ سيلعب كل منتخب على أخطاء الفريق الآخر، وسيراهن المنتخب المصري على دفاعه، الذي لم تتلق شباكه سوى هدف وحيد في المباريات الأربع التي خاضها المنتخب في «كان»، بالإضافة إلى نجومه في الهجوم وعلى رأسهم محمد صلاح.
فيما سيعتمد المنتخب المغربي على قوة مهاجميه البدنية ومهارة أجنحته وأبرزهم، أشرف حكيمي، الذي تألق في المباريات التي لعبها خلال الدور الأول وأمام مالاوي فى دور الـ16.
وعكف المنتخبان خلال الأيام الماضية على دراسة كل منهما للآخر، وركز المدرب البرتغالي كارلوس كيروش، المدير الفنى للمنتخب الوطنى، على إيقاف خطورة أشرف حكيمي.
«كيروش»، خلال الساعات الماضية عمل علي تجهيز كل العناصر المتواجدة فى المعسكر وتجهيز بدائل للاعبين المصابين، ليكون الجميع جاهزا لمواجهة المغرب.
يأتى ذلك، بعد تعرض أكثر من لاعب فى صفوف منتخب مصر للإصابة، أبرزهم محمد الشناوى وحمدى فتحى، ومن قبلهم أكرم توفيق الذى عاد للقاهرة من أجل إجراء عملية الرباط الصليبى.
ويفاضل «كيروش» وجهازه المعاون، بين الثنائى مهند لاشين وأيمن أشرف، للتواجد فى التشكيل الرسمى لمنتخب مصر أمام المغرب، وذلك لتعويض غياب حمدى فتحى الذى أصيب فى مباراة كوت ديفوار فى ثمن نهائى كأس أمم أفريقيا وهو ما قد يحسمه جهاز الفراعنة قبل ساعات قليلة من انطلاق المباراة، وكان فتحى تعرض للإصابة أثناء مشاركته مع منتخب مصر أمام كوت ديفوار، ليغادر المباراة ويحل بدلًا منه أحمد سيد زيزو.
وكان اتحاد الكرة قد أعلن أن الأشعة أظهرت إصابة حمدى فتحى بإجهاد في العضلة الضامة، مما يعنى غيابه عن مباراة المغرب فى ربع نهائي كأس أمم أفريقيا.
ويتوقع أن يبدأ منتخب مصر بالتشكيل مكون من: «محمد أبوجبل- عمر كمال- أحمد حجازى- محمد عبدالمنعم- أحمد فتوح- عمرو السولية- محمد الننى- مهند لاشين «أيمن أشرف»- عمر مرموش- محمد صلاح- مصطفى محمد».
ومن جانبة، قال البوسني وحيد خليلوزيش، مدرب منتخب المغرب، إنه لا يهتم بتاريخ المواجهات السابقة بين المنتخبين، مطالبا جميع اللاعبين بأن يجعلوا من الموقعة المقبلة مباراة فاصلة لا علاقة لها بشريط المواجهات السابق.
وأبلغ «خليلوزيش» لاعبيه، بأنهم يقفون على بعد 3 محطات من كتابة التاريخ وأن تجاوز الحاجز المصري هو أول هذه الخطوات، شريطة التحلي بنفس الهدوء الذي رافق مبارياتهم من دور المجموعات حتى الانتصار على مالاوي.
وتضم قائمة منتخب المغرب في كأس الأمم الأفريقية، المقامة حاليًا في الكاميرون، 5 لاعبين شهدوا خروج الأسود من نسخة 2017، من ربع النهائي على يد مصر وهم: «رومان سايس، منير المحمدى، ياسين بونو، يوسف النصيرى، وفيصل فجر»، وودع المغرب، ربع نهائي بطولة أمم أفريقيا 2017، بالخسارة 0-1 أمام مصر، من توقيع محمود كهربا في الدقيقة 88.
وأسند الاتحاد الأفريقي لكرة القدم «كاف» مهمة إدارة مباراة مصر والمغرب لطاقم تحكيم سنغالي بقيادة الحكم ماجيت نداي، ويساعده كلًا من ماليك سامبا مساعد أول، ودجيبريل كامارا مساعد ثان، والتونسى الصادق السالمى حكمًا رابعًا، والميكسيكي جيريرو حكما للفيديو، والموريتاني دحان بيده مساعد فيديو.
صلاح Vs حكيمى.. مواجهة خاصة
أشعل تأهل مصر للدور ربع النهائي لبطولة كأس الأمم الأفريقية بالكاميرون، المواجهة المرتقبة اليوم الأحد أمام المنتخب المغربي، ليس فقط لتاريخ المواجهات القوية والمثيرة بين «الفراعنة» و«أسود الأطلس»، بل لأنها مواجهة خاصة بين أبرز اللاعبين العرب في الدوريات الأوروبية، محمد صلاح، نجم ليفربول الإنجليزي وأشرف حكيمي نجم باريس سان جيرمان الفرنسي.
كل الأنظار اتجهت الآن نحو هذه المواجهة، لا سيما والاثنان قادا منتخبيهما للوصول لهذه المرحلة المتقدمة من البطولة، فمثل ما استطاع الظهير المغربي أشرف حكيمي تسجيل هدف الفوز الغالي لمنتخب بلاده في مرمى مالاوي وقاد المغرب للدور ربع النهائي، سار محمد صلاح على ذات الطريق بتسجيله الركلة الترجيحية الحاسمة أمام ساحل العاج ليضرب بها موعدًا مع صديقه حكيمي ويختلف الموعد هذه المرة عن لقائهما الذي أشعل مواقع التواصل الاجتماعي قبل أسبوع عندما التقطا صورة تذكارية تجمعهما معًا في الفندق، حيث سيكون اللقاء بينهما داخل المستطيل الأخضر، يسعى كل منهما فيه لتسجيل تاريخ جديد مع منتخب بلاده.
وتستمد المواجهة الخاصة بين «صلاح» و«حكيمى» أهميتها من كونهما أبرز اللاعبين العرب في كل من إنجلترا وفرنسا، زيادة على تأثيرهما القوي في منتخبيهما، حكيمي صاحب الـ23 عامًا سجل هدفين حاسمين لمنتخب بلاده أحدهما قاد للتأهل إلى ربع النهائي في منتخب مالاوي، ونال على ذلك لقب رجل المباراة، ليرفع رصيده مع منتخب بلاده إلى 7 أهداف، إضافة إلى 6 تمريرات حاسمة، خلال 45 مباراة خاضها مع المنتخب، وسبق له تسجيل أول أهدافه الحاسمة في البطولة أمام الغابون بالجولة الثالثة من مرحلة المجموعات لينقذ منتخب بلاده من الخسارة في الدقيقة 84 من ركلة حرة مباشرة أيضًا، بعد تسجيل زميله نايف أكرد هدف بالخطأ في مرماه في الدقيقة 81، لينتهي اللقاء بالتعادل 2-2، ويتأهل المغرب متصدرا للمجموعة الثالثة برصيد 7 نقاط من انتصارين وتعادل.
ولم يختلف تأثير «صلاح» في منتخب مصر عن حكيمي، حيث افتتح صلاح أهدافه في البطولة أمام غينيا بيساو وهو هدف الفوز الغالي لمصر، وكان جواز المرور لها للتأهل إلى دور الـ16 الذي وضع فيه «صلاح» بصمته بتنفيذ أصعب الركلات الترجيحية حسم بها الموقف.
ويعتبر محمد صلاح صاحب الأرقام غير المسبوقة للاعب عربي أو أفريقي في الدوري الإنجليزي، حيث شهدت رحلته الكثير من الأرقام مثل لقب هداف الدوري الإنجليزي التي حصل عليها مرتين متتاليتين واستطاع تحقيق نجاح استثنائي في الدوري الإنجليزي منذ انتقاله إلى آنفيلد بصفقة تاريخية جعلته أغلى لاعب في تاريخ نادي ليفربول، وحصد العديد من الجوائز أبرزها جائزة أفضل لاعب في إنجلترا 2018، وجائزة بوشكاش لأفضل هدف في الموسم 2018، وامتدت إنجازاته إلى القارة الأفريقية التي نشأ فيها، وحصل على جائزة الاتحاد الأفريقي لأفضل لاعب في أفريقيا لعامي 2017 و2018، وجائزة أفضل لاعب أفريقي بواسطة البي بي سي للعام 2017، كما فاز بجائزة أفضل لاعب في الدوري الإنجليزي للعام 2018، وجائزة الحذاء الذهبي في الدوري الإنجليزي، "هداف الدوري الإنجليزي الممتاز" عامي 2018 و2019. كما اختير من قبل مجلة تايم الأمريكية في العام 2019 ضمن أكثر 100 شخصية تأثيرًا في العالم.
ووصلت القيمة الأعلى لصلاح في مسيرته إلى 150 مليون يورو، والتي امتدت لفترة طويلة، وبالتحديد من صيف 2018 حتى ديسمبر من العام نفسه، ورغم تراجع ليفربول في 2020، وانخفاض القيمة لكل اللاعبين والتأثير الذي حدث من «كورونا» وصلت قيمة صلاح حاليًا إلى 100 مليون يورو. وينتهي عقد صلاح الحالي مع ليفربول في صيف 2023.
ويتطلع محمد صلاح القائد رقم 19 لمنتخب مصر للظفر مع منتخب بلاده بالكأس الأفريقية لأول مرة ليضيف إنجازًا جديدًا، لا سيما بعد أن قاد منتخب مصر للمشاركة في كأس العالم نسخة 2018، ولم يتبق له غير الظفر بالكأس القارية.
وتصل قيمة المغربي أشرف حكيمي بحسب «ترانسفير ماركت»؛ الموقع المتخصص في أرقام وإحصائيات اللاعبين إلى 70 مليون يورو، وانضم «حكيمى» لفريق باريس سان جيرمان الفرنسي في شهر يونيو من العام 2021، قادمًا من إنتر ميلان الإيطالي بعقد يمتد حتى 30 يونيو 2026، كما سبق أن لعب لفريق بروسيا دورتموند الألماني، قادمًا من ريال مدريد الإسباني.
ويتطلع حكيمي بدوره للظفر بالكأس الأفريقية، خاصة أن المنتخب المغربي لم يحققها منذ العام 1976.
مصر تتفوق على «أسود الأطلس» فى الأدوار الإقصائية
تعتبر مباراة المنتخب المصري أمام المغرب اليوم الأحد في دور الثمانية من منافسات كأس الأمم الأفريقية المقامة حاليا بالكاميرون هي المواجهة الثالثة للمدرب البرتغالي كيروش أمام المغرب حيث لم يعرف الخسارة في المباراتين الماضيتين.
وفي المباراة الأولى فاز مع منتخب جنوب أفريقيا على المغرب في كأس الأمم الأفريقية 2002 في المباراة التي أقيمت بينهما يوم 30 يناير 2002 في مالي وانتهت بفوز جنوب أفريقيا بثلاثة أهداف مقابل هدف.
والمباراة الثانية عندما كان يقود إيران في كأس العالم 2018 وحقق الفوز على المغرب بهدف نظيف يوم 15 يونيو 2018 حيث وقعا معا في المجموعة الثانية التي كانت تضم إسبانيا والبرتغال.
عقدة الأدوار الإقصائية
ورغم تفوق المنتخب المغربي على المصري بتاريخ لقاءات المنتخبين خلال المواجهات الـ 26 بتاريخ مواجهتهما في جميع البطولات إلا أن الأدوار الإقصائية تمثل عقدة لأسود الأطلس بمواجهة الفراعنة.
وتمثل مواجهة مصر في الأدوار الإقصائية بأمم أفريقيا عقدة تاريخية للمنتخب المغربي، إذ إن المنتخبين التقيا ثلاث مرات في أدوار خروج المغلوب بكأس الأمم عامي 1986 و2017 وفي المرتين تفوق المصريين وكان التفوق الثالث للمغرب.
والتقي منتخبي مصر والمغرب في نسخة 1986 والتي ارتبطت مع جماهير الكرة المصرية بهدف نجمها طاهر أبو زيد التاريخي في شباك الحارس المغربي الشهير الزاكي بادو، والذي كان بوابة عبور الفراعنة إلى النهائي والفوز بالبطولة على حساب الكاميرون بركلات الترجيح.
وكرر الفراعنة نفس الأمر في ربع نهائي نسخة 2017 التي استضافتها الجابون، وفاز المصري علي نظيره المغربي بهدف قاتل سجله اللاعب محمود عبدالمنعم «كهربا»، لينتقل منتخب مصر إلى المربع الذهبي ويتجاوز أيضًا بوركينا فاسو بركلات الترجيح، لكنه خسر اللقب في النهائي أمام الكاميرون 2-1.
وفي نسخة عام 1980 والتي أقيمت في نيجيريا التقى المنتخبان في مباراة تحديد المركزين الثالث والرابع، وفاز المنتخب المغربي بثنائية للاعب خالد الأبيض ليحتل المركز الثالث.
وعلى الرغم من أن التاريخ ينحاز للمنتخب المغربى فى مواجهاته مع الفراعنة، إلا إن الجيل الحالى من الفراعنة قادر على تحقيق الإنجازات وعبور المنتخب المغربى خاصة بعدما قدم أداء مميزا أمام الأفيال الإيفوارية.
ويتفوق أسود الأطلس بفارق كبير بالمواجهات المباشرة عبر التاريخ بين البلدين، إذ انتصر المنتخب المغربي في 13 مواجهة من أصل 26 مباراة جمعت الفريقين، في حين فازت مصر في ثلاثة لقاءات فقط، وحدث التعادل في 11 مواجهة، وسجل الهجوم المغربي 30 هدفا في المرمى المصري في جميع المواجهات، في وقت سجل فيه المصريون 14 هدفا في الشباك المغربية.
أما على مستوى البطولات الأفريقية، فتواجه المنتخبان في سبع مناسبات، انتصر المغاربة في ثلاث منها وفازت مصر في اثنين وحدث التعادل في مناسبتين.
وتأهل الأسود إلى الدور ربع النهائي بعد الفوز على مالاوي فى دور الـ 16 بنتيجة 2-1 في حين تأهلت مصر إلى ربع النهائي بعد الفوز على كوت ديفوار بركلات الجزاء 5-4.
وسيلاقي الفائز من مواجهة الفراعنة والأسود الفائز من مباراة الكاميرون وجامبيا في نصف النهائي.