تحدث المؤرخ "المقريزى" فى مؤلفه "المواعظ والاعتبار في ذكر الخطط والآثار " عن دير قبطى يسمى "دير المغطس" كان يقع عند ملاحات بحيرة البرلس شمال مصر.
وكما حكى فقد كان يحج إليه المسيحيون من قبلى وبحرى فى عيد الغطاس ويسمونه عيد الظهور - وقد فهم المقريزى خطأ ان سبب تسمية العيد بالظهور الاعتقاد بظهور العذراء فيه - وقد ذكر ان الاقباط يحجون اليه مثلما يحجون الى كنيسة القيامة، واشار الى انه هدم بالكامل فى شهر رمضان عام 841 هجرية (القرن الـ 15 الميلادى).
ويضيف المقريزى ان بقربه ثلاثة اديرة هى "دير العسكر" على اسم الرسل ولم يتبقى به سوى راهب واحد وقتها وبجواره الملاحة التى يؤخذ منها الملح الرشيدى، "دير الميمنة " وبحسب وصفه كان اكثر اديرة الوجه البحرى رهبانًا وتخرب لكن عمره الاحباش من جديد، و"دير جميانة " الذى يبعد عن دير المغطس مسيرة ثلاث ساعات وكما يتضح من اسمه وموقعه هو دير الشهيدة دميانة ببراى بلقاس العامر حفظه الرب.
وكما نعرف عن عوائد الاقباط فى الاحتفال بعيد الغطاس فيمكننا ان نتخيل ان الاقباط كانوا يقيمون فى خيام على ضفاف البحيرة المواجهة للدير ويسهرون ليلة العيد موقدين القناديل والشموع حتى صباح يوم العيد ثم يغطسون فى البحيرة بعد تبريكها بالصلاة ويعمدون اطفالهم فيها. وقد اندثر دير المغطس بالكامل حاليًا وللاسف لم يتبقى من آثاره شئ لا هو ولا ديرى الميمونة والآباء الرسل..