قال الدكتور رائد العزاوي، أستاذ العلاقات الدولية، ومدير مركز الأمصار للدراسات السياسية والاقتصادية، إن العراق الآن أمام متغير جديد، بعد اصرار الصدر على تشكيل حكومة اغلبية وطنية، لكن كل هذه الصراعات والرؤى المتباعدة والتدخلات الإيرانية، اوصلتنا إلى ما نراه الآن أمامنا في بلدنا، وهي الحقيقة المرة التي غابت أعين الطبقة السياسي الحاكمة، حيث إن الشارع العراقي ينظر بعين الغضب لهذه الصراعات السياسية امام احتياجاته.
أضاف "العزاوي" خلال مداخلة تليفزيونية بقناة العربية الحدث، أن هناك صفين، أحدهما يقوده السيد مقتدى الصدر ومعه الكتلة سنية ممثلة في رئيس البرلمان، والسيد خميس الخنجر، والكتلة الكردية ممثلة في السيد مسعود البارزاني، جميعهم مجتمع وسيشكلون الحكومة المقبلة، مقابل جهة أخرى ترى أنه يجب أن تكون مشاركة في العملية السياسية.
أوضح أستاذ العلاقات الدولية، أن الإطار التنسيقي الذي كان في لحظات كثيرة يعتمد على العامل الخارجي "إيران" أصبح أمام الحقيقة المرة بأنه بعيد عن العودة مرة أخرى للعب دوره في المشهد السياسي في العراق.
وتابع: من الممكن أن تتخلى إيران عن نفوذها في اليمن سوريا لبنان، إلا أنها لن تتخلى عن نفوذها بالعراق، ومن الصعوبة بمكانة أنت نتخيل بين ليلة وضحاها أن إيران من الممكن أن ينتهي دورها في العراق، مؤكدًا أنه أمر غير منطقي.
وأشار العزاوي، إلى أن إيران مجبره على تغيير نهجها في العراق، لأنه رافض لوجودها وهذه هي المشكلة الكبرى، ففي كل يوم نمضي فيه يكتشف المواطن العراقي أن هناك من كان يستغله، على أساس المذهب والعرق والطائفة ليس لصالحه وإنما لصالح إيران.
وذكر أن هناك كشف لعورات العديد من الجهات السياسية التي كانت في يوم من الأيام تلعب بالمكون الطائفي.
وأوضح أن خامنئي استدعى الكثير من القادة لمعرفة كيف خسر هكذا في العراق، مشيرًا إلى أن هناك مشكلة كبيرة ستواجه إيران في ملعب آخر وربما خسارة أخرى وهو الملعب اللبناني في الانتخابات المقبلة مع انسحاب الحريري من المشهد.
وفي إجابته على: هل يمكن أن يتخلى الإطار التنسيقي عن نوري المالكي لكي يدخل في العملية السياسية من جديد؟ قال العزاوي، إن المالكي أصدر قبل دقائق بيان بأنه لا يرغب في التعاون مع من أسماهم أنهم أهانوا الناس واستباحوا كرامتهم، وهذا دليل على أن الإطار أخبره بأن السيد الصدر وكل الكتل الأخرى لا ترغب في مشاركته شخصيًا في العملية السياسية، وليس كحزب دعوة.