فوز المنتخب المصري لكرة القدم على المنتخب الإيفواري المحترم، يجعلنا نقول من جديد أن الفرحة ممكنة وأن إمكانيات المصريين - في مختلف المجالات - هي إمكانيات جبارة إذا ما تم تنظيمها وتطويرها وإتاحة المناخ المناسب لانطلاقها.
تابعت مع الملايين من المصريين شاشة على مقهى تبث المباراة على الهواء، وبقدر انشغالي بمتابعة أقدام اللاعبين وخشبة المرمى كنت أتابع بشكل حذر انفعالات المشاهدين وتوترهم وفرحتهم الغامرة بتصويبة جادة نحو المرمى أو ترقيصة فنية ينفذها نجمنا المحبوب محمد صلاح أو واحد من رفاقه.
وعلى عكس ما يروج البعض بأن كرة القدم ملهاة لشعب مازال يعاني من بعض الملفات العالقة، استطيع جازما أن أقول إن ارتفاع العلم المصري على الشاشات ليس ملهاة عزف النشيد الوطني في الساحات والعواصم ضرورة تطوير قدرات اللاعبين المصريين وطرحهم في السوق العالمي لكرة القدم هو اقتصاد رفيع المستوى لأنه يتعامل مع الموهبة.
المباراة المصرية الإيفوارية هي الأفضل لمنتخبنا المصري منذ سنوات طوال وعليها يمكن البناء وعليها يمكن تضفير المجهودات الصادقة من جيش المشجعين مع اقدام لاعبينا الموهوبين لننسج فرحة حقيقية في قلوب محبي الساحرة المستديرة لنرسم ابتسامة على الشفاه التي ذبلت من مطاردات السعي خلف لقمة العيش، الفرحة ممكنة طالما الجدية هي المنهج وطالما توافرت الإرادة.
في بطولات كبيرة سابقة مثل بطولة الأمم الأفريقية التي نتابعها الآن كنت نرى شاشات العرض الكبيرة في مراكز الشباب والأندية والقاعات وكان يرعى تكاليف تلك الشاشات نواب برلمانيون أو رجال أعمال وكذلك جهات غير حكومية، تلك الشاشات وهذه الفرجة الجماعية كانت علاج نفسي بامتياز فهي تضاعف الفرحة وتربط ارواح الكل في واحد، ولكن تلاحظ في هذه البطولة غياب مثل تلك المبادرات، فهل اطمئن نواب البرلمان لناخبيهم فغابوا عنهم ليحل كل واحد منهم مشكلته بنفسه أم أن هناك أسباب اخرى مثل الحذر من الغضب في حال لاقدر الله هزيمة الفريق.
هذا الحذر المبالغ فيه أراه لا محل له من الإعراب، المنع هو ما يزيد الغضب وليس العكس فهل من المعقول منطقة مثل وسط البلد بالقاهرة نراها مظلمة في يوم فرح مثل هذا الذي عايشناه مع صدة ابوجبل حارس المرمى وتصويبة صلاح المتقنة التي صعدت بنا لدور الثمانية، هل يليق بنا ونحن كجمهور لا نمتلك ترف الإشتراك برسوم في القنوات الناقلة المحترفة.
مباراتنا القادمة مع المنتخب المغربي الشقيق وبصفتى واحد من جمهور الدرجة الثالثة ارجو أن اجد من يحنو على ملايين المشجعين بإتاحة المباراة على قناة مصرية وياحبذا لو كانت من قنوات ماسبيرو المسكين، إتاحة المباراة يحتاج إلى قرار وإلى تمويل، القرار أو التوجيه ننتظره من جهة رفيعة المستوى أما التمويل فننتظرة من رجال الأعمال وفي ظني أن هناك قطاع منهم مازال وطنيا ويرفض مبدأ اهبش واجري الذي اعتاد عليه بعضهم في سنوات لا نريد ان نتذكرها.
قلت أنني وانا اتابع مباراة كوت ديفوار تابعت انفعال المتفرجين على المقهى، وبكل صدق وجدية انقل لكم همسات حقيقية عبرت عن سعادتها بأداء المنتخب حتى لو انهزم من كوت ديفوار، الأداء الجاد والمتعة الفنية هي ما يريده المتفرجين أما النتائج وهي في صالحنا بإذن الله فهي ليست مربط الفرس، لذلك لا داعي ابدا لهذا الحذر المتزايد والكنترول المغلق على مشاعر الناس.
نراكم في مباراة المغرب القادمة فاستعدوا بالأعلام المصرية وافتحوا أبواب الأفراح الصغيرة التي تنعش الروح وترسم السعادة على الوجوه.
آراء حرة
أفراح صغيرة تنعش الأرواح
تابع أحدث الأخبار
عبر تطبيق