تسير الطائرات أثناء رحلتها في الهواء في خط سير لا يعوقها شيء على عكس السيارات في الشوارع التي تتعرض باستمرار للاصطدام ببعضها، ولم نسمع عن طائرات تتعرض للاصطدام في الهواء ويتعرض جزء منها للتضرر مثلما يحدث لسيارة تصطدم بشي، ولكن في حادثة نادرة تعرضت طائرة خطوط جوية كويتية قادمة من الكويت الى بيروت بغيوم جليدية مما تسبب في ضرر كبير بمقدمتها.
وشارك رواد مواقع التواصل الاجتماعي صور الطائرة مستنكرين وجود غيوم جليدية ومعبرين عن عدم فهمهم لما حدث للطائرة، وتبين بالفعل أن الخبر صحيح لكنه قديم وحدث في عام 2019، حيث تعرضت الطائرة لارتطام مفاجئ من كتلة ثلجية عابرة، وهبطت الطائرة بسلام في مطار “رفيق الحريري” الدولي في بيروت هبوطًا طبيعيًا.
وتتكون السحب الجليدية في الطبقة الوسطى والعليا من طبقة التروبوسفير، على ارتفاع يتراوح بين خمسة و15 كيلومترًا فوق سطح الأرض، ويحدث الانتقال إلى بلورات الجليد في درجات حرارة منخفضة جدًا ويساعد على تكون البلورات وجود جسيمات دقيقة تسمى نواة الجليد، والتي تنتقل من سطح الأرض إلى الطبقات العليا من طبقة التروبوسفير، والتي تنتج عن النشاط البشري وتلوث الهواء، أو تنبعث مباشرة من محركات الطائرات ، حيث تعمل “كمحفزات لتكوين الجليد”، وتحلق الطائرات في طبقة الستراتوسفير التي تلي طبقة التروبوسفير، حيث يكون الهواء جافًا خال من السحب، والاضطرابات الجوية قليلة، ودرجة الحرارة ثابتة وبالتالي تتجنب الطائرة ظروف الطقس السيئة والعواصف الرعدية، لذلك فإن احتمال اصطدام الطائرات مع السحب الجليدية يحصل بعد فترة قصيرة من الإقلاع أو قبل الهبوط.
ويؤدي اصطدام الكتل الجليدية بالطائرة إلى أضرار في جسمها، لكن عادة ما تكون أضرارًا بسيطة بالرغم من الضرر الكبير الذي حدث لتلك الطائرة، كون الطائرة تحلق على علو منخفض وقادرة على العودة إلى المطارات بوقت قصير، كما أن مثل هذه الحوادث قليلة جدًا في عالم الطيران.