مطلع الأسبوع الجاري، كشفت وزارة الزراعة عن إطلاق الحملة القومية لتحصين الماشية ضد مرض الجلد العقدي، بهدف القضاء على المرض، والحد من خطورته.
وتنشط الحملة القومية في معظم أنحاء البلاد، وحتى الآن تم تحصين 23 ألف رأس من الأبقار والأغنام في محافظة المنوفية ضد مرض التهاب الجلد العقدي وجدري الأغنام بنسبة 11.3%، من إجمالي مستهدف الحملة بنطاق المحافظة، فيما وصل عدد الماشية التي تم تحصينها في الغربية 19 ألف رأس.
ونقلاً عن الدكتور عبدالحكيم محمود، رئيس هيئة الطب البيطري بوزارة الزراعة واستصلاح الأراضي، فإن الجلد العقدي مرض فيروسي شديد العدوى، ينتقل عن طريق البعوض أو الاتصال المباشر ويصيب الأبقار فقط بنسبة تصل إلى 50%، مشيرًا إلى أنه قد يتسبب في خسائر اقتصادية كبيرة تتمثل في نفوق الحيوانات الصغيرة وإجهاض الحيوانات العشار والنقص الحاد في إنتاج الألبان.
وعلق الدكتور مصطفى سليم، خبير أمراض الثروة الحيوانية، قائلاً إن مرض الجلد العقدي، عدوى فيروسية تبد في الانتشار عادة مع بداية فصل الصيف، وإن كانت تظهر خلال فترات أخرى من العام، وتُصيب رؤوس العجول والماشية، وتبدأ أعرضه بارتفاع درجة الحرارة، لتصل إلى 40 درجة أو أكثر، ثم تظهر عقد جلدية بأشكال وأحجام مختلفة، وتنتشر في أجزاء متفرقة من جسم الحيوان وتؤدى لتورم بالغدد الليمفاوية.
وأضاف، أن الإصابة بالتهابات الجلد العقدي تحدث بسبب عدم التهوية بالمزارع والحظائر على الأسلوب القديم خاصة في القرى والنجوع، حيث يكثر البعوض والناموس والذباب، الناقل الرسمي للمرض، لافتا إلى أن العجول بالجلد العقدي أيضًا في حالات نقص الفيتامينات ومكونات الغذاء الأساسية، فتظهر العقد الجلدية في جسم الحيوان، وتحوى صديدا ملوثا بالفيروس، وسرعان ما تتحول إلى قشور صلبة وجافة، وتسبب الوفاة عندما يصاب الجهاز التنفسي للحيوان.
وأشار سليم إلى أن فيروس الجلد العقدي يصيب العجول بحالة من الهزال الشديد، والضعف العام، إضافة لالتهابات الغدد الليمفاوية والأوعية الدموية، فيضعف انتاجها من الألبان، وتزداد حالات العقم داخل المزارع، كما تكثر حالات الإجهاض في العشار ويصاب الجهاز التنفسي، فتبدأ حالات النفوق في الانتشار خاصة بين العجول الصغيرة بالمزارع سيئة التهوية.
ومن ناحيته، قال الدكتور مصطفى الصياد، نائب وزير الزراعة لشؤون الثروات السمكية والداجنة والحيوانية، إن الحملات مستمرة دائمًا، وفى انتظار تجاوب أكثر من المربين للانتهاء من تحصين حيواناتهم داخل إدارات الطب البيطري الثابتة أو المراكز المتحركة التي تجوب القرى والنجوع في كافة المحافظات.
وأضاف، أن الدولة حريصة على توفير كل أدوات وتحصينات الثروة الحيوانية خاصة ضد الفيروسات القاتلة مثل الحمى القلاعية والجلد العقدي وداء النملة وجدري الماعز وغيرها، مشيرًا إلى أن استراتيجية وزارة الزراعة تقوم على الوقاية وإعطاء الحيوانات كل التحصينات المطلوبة لحمايتها من هجمات الفيروسات الشرسة خلال فصول السنة المختلفة، خاصة وأن العالم كله أصبح يستبق أوقات الإصابة بنشر التحصينات ضد الأمراض الوبائية حفاظًا على ثرواتهم ودعمًا لها وللمربين.
ولفت الصياد إلى ضرورة إعطاء التحصينات قبل أوقات الإصابة بالأمراض الوبائية، والذي يعد نوعًا من العلاج الذى تطبقه كل دول العالم، والذى يحتاج لتكثيف الحملات البيطرية على المزارع والأسواق وأماكن بيع وتجمع الماشية، لتقديم كل التطعيمات والتحصينات مجانية للحيوانات، كما يقوم أطباء الوحدات البيطرية المتنقلة برصد أي حالات إصابة والإبلاغ عنها فورا قبل انتشار المرض خاصة داخل الأسواق.
وتابع نائب وزير الزراعة، أنه تقرر مد عمل الحملة القومية لتحصين الماشية ضد فيروس الجلد العقدي وجدري الماعز، لحين الوصول إلى المستهدف من عمليات التحصين، وترقيم وتسجيل الماشية حفاظاً على الثروة الحيوانية وزيادة إنتاج اللحوم والألبان، لافتًا إلى أنه سيتم تفعيل عدد من العقوبات للمربيين الممتنعين عن التعاون مع الأطباء البيطريين وحملات التحصين التي تجوب المحافظات.