ظاهرة فنية فريدة، لم ولن تتكرر تعددت مواهبها بين التمثيل والغناء والاستعراض، وعبَرت بها إلى ملايين القلوب، لتسجل في أرشيف الفن المصري والعربي مئات الأعمال الفنية الناجحة والخالدة أيضا.. هي السندريلا سعاد حسني التى جمعت بين الموهبة والجمال وخفة الظل لتشكل بهم حالة فنية استثنائية.
اسمها بالكامل سعاد محمد كمال حسني البابا، ولدت في مثل هذا اليوم من العام 1943 في حى بولاق بالقاهرة لأب شامي الأصل والجذور، كان خطاط عربي شهير انتقلَ من سوريا إلى القاهرة في عام 1912، رفقة والده "حسني البابا" - الذي كان مغنيًا معروفًا في دمشق، ووالدتها جوهرة محمد حسن صَفّور.
كان للسندريلا ستة عشر أخًا وأختًا، هي العاشرة بينهم، فلها شقيقتان فقط "كوثر" و"صباح"، وثماني إخوة لأبيها منهم أربعة ذكور وأربع إناث منهن الفنانة نجاة الصغيرة، وست أخوات لأمها منهم ثلاثة ذكور وثلاث بنات.
بدأت سعاد حسني مشوارها الفنى مع الشاعر عبدالرحمن الخميسي الذى اكتشفها وأشركها في مسرحيته هاملت لشكسبير ليضمها بعد ذلك المخرج هنري بركات لدور البطولة امام الفنان محرم فؤاد في فيلمه حسن ونعيمة عام 1959، لتنطلق بعدها السندريلا وتتوالى أعمالها، وتقدم العديد من الأفلام خاصة خلال فترة عقدي الستينيات والسبعينيات.
وقدمت السندريلا على مدى سنوات نشاطها منذ عام 1959 إلى 1991 ما يقرب من 91 عملا سينما جسدت خلالهم أدوارا متعددة ومتنوعة فهى زوزو الماظية الفتاة العنيدة في فيلم "خلي بالك من زوزو" وهي زينب دياب الفتاة المقهورة في فيلم "الكرنك" وهي فاطمة تلك المرأة البسيطة والذكية في "الزوجة الثانية"، ومن أشهر أعمالها أيضا صغيرة على الحب، وشفيقة ومتولى، وأميرة حبي أنا.
ومن حيث الدراما التليفزيونية، فيعد مسلسلها "هو وهي" الأبرز والأوحد في مشوارها والذى قدمته برفقة الفنان أحمد زكي.
وعن حياتها الخاصة ، تزوجت "سعاد" خلال حياتها أربع مرات بشكل مُعلن، وذلك بعد تأكيدات كثيرة أن أول زواج لها كان عرفيا واستمر 5 أعوام من الفنان عبدالحليم حافظ حيث افترقا عام 1965، و بعدها بعام تزوجت "سعاد" من المصور والمخرج صلاح كريم لمدة عامين تقريبًا، وانفصلت عنه عام 1968، ثم تزوجت بعلي بدرخان ابن المخرج أحمد بدرخان عام 1970، واستمر زواجها منهُ طيلة أحد عشر عامًا، إلى أن افترقا عام 1981، و في السنة ذاتها، تزوجت زكي فطين عبدالوهاب ابن ليلى مراد والذى كان وقتها طالبًا في السنة النهائية بمعهد السينما، إلا أنّهما انفصلا بعد عدة أشهر فقط من الزواج لمعارضة والدة "فطين".
وكانت آخر زيجاتها عام 1987 من كاتب السيناريو ماهر عواد الذي توفيت وهي على ذمته، وعلى الرغم من كثرة زيجاتها، فلم تنجب سعاد حسنى أطفالا.
كُرمت سعاد حسنى مرات عديدة، حيث فازت بلقب أفضل ممثلة من المهرجان القومي الأول للأفلام الروائية عام 1971 عن دورها في فيلم غروب وشروق، ونالت جوائز وزارة الثقافة المصرية خمس مرات عن أفلام الزوجة الثانية، وغروب وشروق، وأين عقلي، والكرنك، وشفيقة ومتولي.
وحصلت أيضا على جائزة أفضل ممثلة من جمعية الفيلم المصري خمس مرات عن أدوارها في أفلام أين عقلي، والكرنك وشفيقة ومتولي وموعد على العشاء وحب في الزنزانة، بالإضافة إلى جائزة من مهرجان الإسكندرية عن فيلم الراعي والنساء.
وفازت بلقب أفضل ممثلة من وزارة الإعلام المصرية عام 1987 في عيد التلفزيون عن دورها في مسلسل هو وهي، وبشهادة تقدير من الرئيس الأسبق أنور السادات في عيد الفن عام 1979 لعطائها الفني، وغيرها من التكريمات.
ومع بداية تصويرها مسلسل هو وهي بدأت أعراض وآلام الإصابة في العمود الفقري تظهر عليها حيث كانت تعاني من تآكل في فقرات الظهر وإزدادت الآلام أثناء تصويرها فيلم "الدرجة الثالثة" في العام 1987، خاصة بعدما أصيبت بضغط في الأوعية الدموية وتمزّق في الشرايين جعلها تشعر بآلام لا تطاق في القدمين، ما سبّب لها إصابات وآلامًا كبيرة في الظهر والعمود الفقري، وصورت فيلمها الأخير "الراعي والنساء" رغم الأوجاع التي تعتريها مما تسبب في تفاقم وضعها الصحي، ما اضطرها في عام 1992 إلى أن تسافر في رحلة علاجية إلى فرنسا من أجل إجراء عملية جراحية في عمودها الفقري، لتعود بعدها بمدة إلى القاهرة لتمارس حياتها العادية والطبيعية، لكن سرعان ما عادت إليها ذات الآلام بقوة أشد، لتصاب بشلل في الوجه، نتيجة لالتهاب فيروسي في العصب السابع، والذى تطلب علاجها بالكورتيزون، وهو ما سبب زيادة كبيرة في الوزن، أثّرت على حالتها النفسية،الا انه مع وفاة والدتها تفاقم وضعها الصحي بشكل كبير ما جعلها تقطع العلاج بالكورتيزون فجأة وتصاب بعد ذلك بانتكاسة صحية، أجبرتها على السفر إلى لندن للعلاج مجددا، وبعد فترة طويلة من التواجد في لندن وقبيل عودتها لمصر توفيت السندريلا إثر سقوطها من شرفة شقة في الدور السادس من مبني ستوارت تاور في لندن في 21 يونيو 2001، وقد أثارت حادثة وفاتها جدلًا لم يهدأ حتى الآن.