تعتبر “بمبة كشر” واحدة من أشهر الجميلات في زمنها تهافت عليها أثرياء الدولة لقبت بست الكل، تزوجت 7 مرات، وكان أخر زوج أعطاها 70 فدانا وأهداها عربة من ذهب تجرها أربع خيول، حياتها أشبه بالأساطير بدأت شهرتها عام 1882 ويقال انها نظمت حفلات الزار وباعت مجوهراتها لإنتاج أول فيلم في مصر.
توفيت بمبة كشر في 1928، ولقبت بمـلكة الأنوثة، وكانت في ربع القرن الماضي كان للراقصات في مصر وضع خاص، حتى أن بنات العائلات الكبيرة أمثال بمبة كشر، توجهن للرقص لزيادة الوجاهة الاجتماعية آنذاك، وإضافة إلى كونها راقصة، تمتعت بشخصية قوية، أعجب بها الرجال وطالما حلموا أن تمنحهم نظرة، حيث كانت مثالًا للجمال آنذاك.
اشتهرت بمبة كشر من قبل الرجال أجمعين، رحلة غريبة في عالم العلاقات، فتزوجت حوالي 7 مرات، من الأعيان وكبار البلد وحتى من خدمها، إذ كان من بينهم سائق حنطورها، والزيجات الـ7 لـ بمبة كشر هي الرسمية والمشهر بها، لكن يشار إلى أنها تزوجت في السر أكثر من مرة، حتى من طرائف القدر أنها زوجت أمير ووالده.
هذه السيدة ساهمت في إعلاء شأن الفن المصري، حتم على صناع السينما عمل فيلم باسمها يحكي السيرة الذاتية لـ”ست الكل”، وأنتج عام 1974 ولعبت دورها الفنانة نادية الجندي، وبمبة كشر جدها السلطان مصطفى كشر، وأبوها من أشهر قارئي القرآن الكريم في عصره، وامها من نسل أعيان المماليك، ويصل نسبها للأشراف.
توفى والدها وهي في الـ 14 من عمرها، وتزوجت أمها من القارئ الخاص للخديوي توفيق الشيخ إسماعيل شاه، وقاطعت هي واخواتها أمهم وانتقلوا للعيش في أحد المنازل بالموسكي، بجوار الراقصة التركية “سلم”، راودها الشغف للرقص في عامها الـ 12، لكنها لم تتجه إليه إلا بعد وفاة أبيها عام 1884، واكتشفتها جارتها “الست سلم”.
شجعتها “سلم” على ذلك باصطحابها في جميع حفلاتها فأعجب بآدائها الأعيان وكبار الشخصيات، وكانت المنافسة الأولى للراقصة والمغنية “شفيقة القبطية” حيث تشابها شكلًا وموضوعًا، وكثيرًا ما اشتعلت نار الغيرة بينهم، واعتادت شفيقة الرقص بالشمعدان فوق رأسها، فرقصت بمبة بصواني الذهب.
أخذت بمبة كشر لقب “ست الكل” قبل السيدة أم كلثوم، لقبها به العديد من رجال الدولة والمعجبين، الذين تمنو لها “الرضا ترضى”، وتزوجت كشر من 7 رجال، منهم الأعيان ومنهم الخدم، وأول أزواجها كان سائق حنطورها، عرضت عليه الزواج فوافق فورًا، ولكن سرعان ما انفصلا لتتزوج من الفنان سيد الصفتي، وبعده توفيق النحاس ابن شهبندر التجار.
اشتهرت بالحنطور المحلى بالذهب، وأحصنته الكثيرة، الذي اشتراه لها زوجها الخامس خصيصًا من أوروبا، وكتب عليه اسمها بالذهب الخالص، كما استأجر لها رجالًا يجرون أمامها ليفتحوا الطريق مرددين: “يا بمبة كشر .. يا لوز مقشر” وهي أول من أنشأت حفلات الزار في مصر، وصارت رائدة وعلامة مميزة له، كما أنها أحبت كل جديد في الفن، وشجعت السينما في بداية دخولها مصر.
هي مؤسسة أول مهرجان فني في مصر، حيث كانت تنظم مهرجانا سنويًا أطلقت عليه “حفلات الزار”، و جذبت فكرتها الوجهاء وكبار الأعيان والسياسين من مصر وجميع أنحاء العالم العربي، وشاركت في أول أفلام السينما الصامتة “ليلى” و”بنت النيل” وهي في أواخر عامها الـ 60 ، وباعت كل مجوهراتها من أجل السينما، خلدت السنيما المصرية ذكراها بفيلم شهير يحمل اسمها، جسدت خلاله الفنانة نادية الجندي شخصية بمبة كشر.