التحنيط من أبرز ما يميز المصريين القدماء ولم يتوصل العلماء لأسرار التحنيط رغم اجراء الكثير من الدراسات والبحوث حيث وجد ألاف الموتى بحالة جيدة لجثامينهم بعد مرور ألاف السنين على موتهم بفضل التحنيط، وتوصل العلماء أن التحنيط لدى المصريين القدماء كان يستغرق 5 مراحل تصل لشهرين.
في البداية كان يتم دفن موتى المصريين القدماء في الصحراء في حفر، حيث سرعان ما كانت تؤدي حرارة الرمال وجفافها إلى تجفيف الجثث، مما يمنح المتوفى جانبا من مظاهر الإنسان الحي لعدة أيام، وهو ما يعرف بالمومياوات الطبيعية، ولاحقا قام المصريون بدفن موتاهم في توابيت لحمايتها من الحيوانات المتوحشة في الصحراء، ومع ذلك لاحظوا سريعا كيف تتحلل الأجسام داخل التوابيت بسهولة أكبر لأنها لم تكن على اتصال مباشر بالحرارة أو جفاف رمال الصحراء" مع مرور الوقت.
تطورت أساليب التحنيط حتى تم التمكن من الحفاظ على صورة الجسد كما لو كان الإنسان على قيد الحياة"، ومن طقوس العملية تحنيط وتطهير الجسد وعقب القيام بذلك يغطى الجسد بالكتان والصوف في عملية يطلق عليها "التحنيط"، والمصريون كانوا يعتقدون أن الروح تغادر الجسد عند الموت وتعود إليه فقط عقب دفنه بشكل سليم. مع ذلك، كان ينبغي على الروح أن تكون قادرة على إيجاد جسدها والتعرف عليه لإمكانية العيش معه للأبد عندما كان يدفن الجسد.
وكانت تقام طقوس تعرف بـ "فتح الفم" والتي تسمح للمتوفى بتناول الطعام والشراب مجددا وتسمح للروح بدخول الجسد ، ومن مراحل التحنيط أن العملية كانت تتم في المنازل المخصصة لذلك عبر خمس خطوات وهي:
-وضع الجسد في مادة النطرون لمدة شهرين للتجفيف واستخراج الأمعاء باستثناء القلب وغسيل، ثم تطهير الجسد بالمراهم والراتنجات والعطور، وتغطيته بالضمادات، ووضع الجسد في تابوت، وتتمثل الخطوة الخامسة في تزيين التابوت والضمادات بنقوش ورسومات تحمل طابعا رمزيا".
والأعضاء التي أزيلت من جسد المتوفى خلال عملية التحنيط كانت توضع في الأواني الكانوبية أن عملية التحنيط ونوع الراتينج المستخدم كانا يتحددان وفقا للمبلغ الذي تسدده عائلة المتوفى، وعقب انتهاء العملية، كان التابوت يدفن في المقبرة وتوضع بجانبه جميع المتعلقات ذات القيمة للمتوفى من طعام وشراب وملابس وأموال لاستخدامها في رحلة العالم الآخروكان الإيمان بقدرة التمائم حاضرا في الثقافات البشرية من قديم الأزل، وعقب الوفاة، كانت توضع التمائم بين الضمادات التي تغطي المتوفى عقب تحنيطه بهدف حماية الجسد والحفاظ عليه.
وإزاء ثراء هذه التمائم تشكلت واحدة من أكثر المظاهر الفنية تمثيلا في مصر القديمة والتي أعدت بمواد ذات قيمة رمزية مرتفعة مثل أحجار اللازورد والبازلت والذهب والفضة، وكانت هذه التمائم تقام على هيئة أشكال متنوعة للغاية وعادة ما كانت تحمل صور الآلهة والحيوانات المقدسة وأجزاء الجسم ورموز القوة.