الثلاثاء 05 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

البوابة القبطية

الدكتور جورج شاكر يكتب: شرطتنا الوطنية وأداء جدير بالتحية

د. القس جورج شاكر
د. القس جورج شاكر نائب رئيس الطائفة الانجيلية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

تحتفل مصر يوم 25 يناير من كل عام بعيد الشرطة، ولهذا اليوم قصة مكتوبة بدماء شهداء الشرطة الأوفياء تخليدًا لذكرى موقعة الإسماعيلية فى 25 يناير سنة 1952 والتى راح ضحيتها أكثر من خمسين شهيدًا وثمانين جريحًا من رجال شرطتنا المصرية. 

وبدأت القصة عندما قام القائد البريطانى بمنطقة القناة فى ذلك الوقت بإنذار قوات الشرطة المصرية بالإسماعيلية بتسليم أسلحتها للقوات البريطانية وانسحابها ورحيلها من منطقة القناة إلى القاهرة ... فما كان من قواتنا إلا أنها رفضت بحسم الرضوخ والاستسلام وتنفيذ الإنذار البريطانى المهين، وظلت قواتنا فى مقاومة وصمود كالأسود، بعزيمة من حديد لا تأبه التهديد أو الوعيد، ولهذا غضبت بريطانيا غضبًا شديدًا، وبدأت أعمالها الإرهابية والإجرامية والتخريبية ... ثم أعلن الجنرال الإنجليزى بوقف إطلاق النيران وإعطاء هدنة ومهلة لوقت قصير لتقديم الإنذار الأخير لقوات الشرطة المصرية لتنفيذ أوامره التعسفية والخروج والانسحاب الآمن وإلا فقواته ستستأنف الضرب بأقصى شدة، لكن القائد المصرى فى ذلك الوقت أعلن بحماس قاطع، ووطنية منقطعة النظير، وولاء وإنتماء صادق فوق حد التصور قائلاً:" لن تتسلمونا إلا جثثًا هامدة" وعندئذ استأنفت القوات الإنجليزية المذابح والعمليات الإرهابية، وأخذت القنابل تنهمر على المبانى حتى حولتها إلى أطلال وأنقاض، بينما تبعثرت فى أركانها الأشلاء وتخضبت أرضها بدماء الشهداء الأبرياء.

وعلي الرغم من ذلك الجحيم الذى أشعلوه الإنجليز إلا أن أبطال الشرطة المصرية ظلوا صامدين فى مواقعهم يقاومون الإنجليز بشجاعة وببسالة وشهامة واستماتة أكثر من الخيال.

هذه الملحمة البطولية التاريخية هى السبب وراء احتفالنا بيوم 25 يناير من كل عام بشرطتنا الوطنية الأبية.

والحق يقال أن معارك الشرطة لم ولن تنتهي بعد ... كيف لا؟! وهم حصن الأمان للوطن كله، وبدونهم معدلات الجريمة والشر والفساد فى البلاد تزداد وتنتشر، وتسود حالة من الفوضى وعدم الاستقرار.

نعم! هم للبلاد صمام الأمان ... هم حماة الأرض وفرسان الأوطان، هم العين الساهرة التى لا تنام حتى تطمئن على سلامة كل إنسان.

حقاً! لا يمكن أن نختزل دور الشرطة فى منع الجريمة أو ملاحقة المجرمين ... وإنما الشرطة بالإضافة إلى دورها الأمنى أصبح لها دور بارز وفعال فى تنمية وبناء وتطور واستقرار وازدهار المجتمع.

 كيف لا؟! وقد أطلقت شرطتنا الوطنية العديد من المبادرات الإنسانية بتوصيات وتوجيهات رأس ورئيس الأسرة المصرية فخامة الرئيس السيسى، والتى من أبرزها مبادرة " كلنا واحد " لتوفير الأغذية للمواطنين فى منافذ " أمان " بأسعار فى متناول يد الفقراء ومحدودى الدخل حتى لا تتركهم فريسة لجشع بعض التجار الذين غابت أو ماتت ضمائرهم، وتقديم المساعدات للأيتام والأرامل، واستخراج بطاقات الرقم القومى لكبار السن والمرضى وأصحاب الاحتياجات الخاصة فى منازلهم حتى لا يتكبدوا أى مشقة، كما تقوم بقوافل طبية لعلاج المرضى بالمجان، والعمل على حل الخصومات الثأرية.

كما تعمل شرطتنا الوطنية على ترسيخ مبادئ حقوق الإنسان، ومد يد العون للمواطنين، والعمل دومًا على راحتهم وحل مشاكلهم وتأمين حياتهم.

   أبعد ذا كيف لا تتكاتف كل قوى الشعب ووزراته ومنظماته ومؤسساته وهيئاته مع شرطتنا المصرية لكى تتمكن من أداء دورها وتحقيق رسالتها وتنفيذ رؤيتها وترجمة خطتها والوصول إلى أهدافها وأحلامها لخير وسلامة بلادنا وشعبنا.

كل عام وكل العام وشرطتنا الوطنية الأبية بخير وسلام، وتبقى شرطتنا المصرية على الدوام تاجًا على رءوسنا ونيشانًا على أكتافنا وقلادة فى أعناقنا ووسامًا على صدورنا.