يشهد المتحف القبطي علي وجود أغرب أيقونة فى كل الأيقونات القبطية، تصور رجلان لهما رأس حيوان وعلى رأس كل منهما هالة قداسة، من رسم ابراهيم الناسخ فى القرن الثامن عشر، واستنتج الأثريين من ملابسهما انها منسوخة من ايقونة اقدم تعود للقرن الرابع أو الخامس الميلادى.
يرى أثريون أنها هيئة تذكر بالإله انوبيس “يصور برجل له رأس كلب” فى الديانة المصرية القديمة، وهو اله الموت، التحنيط، المقابر، والعالم السفلي.
تعددت محاولات فهم هذا اللغز وكثرت فيه الآراء، لكن الكتابة على الايقونة تمثل مفتاح اللغز، فقد كتب الرسام على رأس الرجلان “أهرقاس وأوغاني وجوه الكلاب”.
وقد ورد ذكرهما فى احد مخطوطات قصة الشهيد ابى سيفين، انه كان يصطاد مع ابيه الوحوش وفى رواية اخرى انه كان مع زميل فى مهمة عسكرية، فهاجمهم آكلى لحوم البشر هؤلاء وقتلوا زميل ابى سيفين، اما القديس فأنقذه منهم نور وصوت من السماء منعهم من المساس به ، فأمنوا بالمسيح وكفوا عن عاداتهم الرديئة، وصاروا من رجاله وخدموه بأخلاص،ونلاحظ انه لا توجد لهما اى سيرة مستقلة فى تاريخ كنيستنا، ولا نعرف بدقة مدى صحة هذه الرواية.ويرجح انهما يصورا بذلك الشكل للتذكير رمزياً بماضيهم.
وبذلك تشبه هذه الايقونة فى قصتها وهيئة أصحابها الايقونة البيزنطية القديمة للقديس كريستوفر الذى كان يرسم أيضاً برأس كلب وينسب لشعب ضخم وشرس من آكلى لحوم البشر.
لكن هذه الايقونة تمت محاربتها ومحو نسخها من قبل الكنيسة الكاثوليكية ، وفي عام 1722 حظرت الكنيسة أيقونات كريستوفر "برأس كلب" تماما لأنها "تتعارض مع الطبيعة والتاريخ والحقيقة نفسها". وفسرت الكنيسة المظهر غير العادي للقديس انه يجب أن يُفهم رمزياً ، كحالة من الفظاظة والوحشية أثناء حياته فى الوثنية.