عجلة صغيرة يسوقها الرجل الأربعيني "محمد أبو حمد" يوميا من منطقة الإباجية بمصر القديمة لأكثر من عشر سنوات، بها زجاج وفشار، يتجول ما بين الشوارع والحواري من أجل أن يوفر قوت يومه وينجز متطلبات أولاده، ولا يقتصر رزقه على بيع الفشار للصغار في الشوارع، ولكنه يستلقط رزقه من العمل في المعمار أيضًا: "ربنا بيساهل وبتراضيني".
خمس أولاد يعولهم محمد ولا ينتظر شيءً من أحد، لوكنه بجتهد من أجل أن يحقق حياة كريمة لأهم ويساعدهم في الوصول إلى أحلامهم: "أنا عملت عربية دي اشتغل عليها علشان لما الدنيا تريح في المعمار اشتغل عليها وربك كريم".
وتابع أبو حمد: "بصلي الفجر وأطلع من البيت أمشي بين الحواري والشوارع لو فيه بيع بشتغل مافيش بمشي على طول القط رزقي، وفي الشغل المعمار بقعد على القهوة ربنا بيرزق حد عايز عامل ولا حاجة"، مضيفا: "أنا نفسي اعيش مستور مش أكتر وربنا يصلح حال العباد والبلاد، والشعب المصري في طبيعته الطيبة ومحدش بيدايقني"، مختتمنا: "لو حد بيطلب بيطلب من ربنا.. لو أن أه القرى أمنو واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض".