أفردت وسائل الإعلام الجزائرية، مساحات واسعة لتغطية زيارة الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، إلى مصر بدءًا من استقباله من قبل الرئيس عبد الفتاح السيسي في مطار القاهرة، واستقباله بقصر الاتحادية، اليوم الثلاثاء، مشيرة إلى أن الزيارة سوف تعطي ديناميكية جديدة لمستوى العلاقات الثنائية في مختلف المجالات، استنادًا إلى الرغبة السياسية المشتركة التي تحدو البلدين، والعلاقات التاريخية المتأصلة والراسخة بينهما.
وأوضحت صحيفة "المجاهد"، وهي كبرى الصحف الجزائرية أن الزيارة تشكل فرصة للرئيسين المصري والجزائري من أجل مناقشة العلاقات بين البلدين، والسعي إلى تعزيز العلاقات والروابط الاقتصادية، خصوصًا وأن مصر تبقى شريكًا أساسيًا بالنسبة للجزائر في أفريقيا، كما أنها يمكن أن تشكل سوقًا للمنتجات الجزائرية، في ظل المساعي الاقتصادية لتنويع الصادرات ووجهاتها.
وأضافت أن الزيارة ستكون فرصة لمناقشة كافة القضايا الإقليمية، وعلى رأسها القضية الليبية، التي يتفق فيها الجانبان على الكثير من النقاط، وعلى رأسها التمسك بالحل السياسي وطرد المرتزقة، بالإضافة إلى القضية الفلسطينية، وجهود الوساطة الجزائرية لإنهاء الانقسام بين الفصائل، وكذلك عودة سوريا إلى الجامعة العربية، وهو المطلب الذي يلقى تأييدًا من الجانب المصري.
فيما أوردت صحيفة "الشروق" اليومية الجزائرية أن هناك ملفات ثنائية وعربيّة على طاولة الرئيسين السيسي وتبون خلال هذه الزيارة، مشيرة إلى أن الفترة الأخيرة شهدت تبادل للزيارات الهامة بين البلدين، وكان آخرها زيارة وزير الخارجية الجزائري رمطان لعمامرة، ورئيس أركان الجيش الجزائري الفريق السعيد شنقريحة، إلى القاهرة.
فيما وصفت وكالة الأنباء الجزائرية الرسمية العلاقات المصرية-الجزائرية بأنها شهدت ديناميكية وتتجلى بشكل كبير، استنادًا إلى العلاقات التاريخية المتأصلة بين البلدين، مشيرة إلى أن الزيارة تهدف إلى تعزيز التعاون الثنائي ومواصلة التنسيق والتشاور حول أهم القضايا العربية والإقليمية ذات الاهتمام المشترك.
وأشارت الوكالة إلى وجود توافق في وجهات النظر ورؤى مشتركة بين البلدين الشقيقين إزاء القضايا والأزمات التي يمر بها العالم العربي والقارة الأفريقية، بشكل يؤكد على عمق العلاقات الاستراتيجية التي تربطهما واتفاق إرادتهما السياسية في السعي وراء تحقيق الاستقرار ولم الشمل.
من جانبها، سلطت الإذاعة الجزائرية الضوء على الوفد الوزاري الهام المرافق للرئيس الجزائري والذي يضم وزراء الخارجية والتعليم العالي والبحث العلمي والوزير المكلف باقتصاد المعرفة والمؤسسات الناشئة وأيضًا وزيرة الثقافة، وهو ما يؤكد الرغبة الجزائرية في إعطاء ديناميكية جديدة لمستوى العلاقات الثنائية وترسيخها في شتى المجالات.
كما عنونت صحيفة "لوجورنال اندبندون" الناطقة بالفرنسية افتتاحيتها اليوم، بأن الزيارة الرسمية والأخوية للرئيس الجزائري تحمل ملفات سياسية واقتصادية هامة لافتة إلى المسعى المصري لتعزيز العلاقات مع الجزائر منذ وصول الرئيس عبد الفتاح السيسي للحكم في 2014، واختار الجزائر لتكون وجهته الخارجية الأولى.
وأشارت الصحيفة إلى تصريحات الرئيس السيسي منذ عام 2014 بأن مصر والجزائر تربطهما علاقات استراتيجية وتجمعهما مسائل مشتركة تحتم التشاور والتنسيق بينهما.
وأضافت أن زيارة تبون تشكل فرصة كبيرة لتعزيز التعاون بين الدولتين في جميع القطاعات واستغلال العلاقات السياسية والتاريخية المتنية لتحقيق تعاون اقتصادي ودفع الاستثمارات البينية وزيادة حجم التبادل التجاري الذي تخطى 747 مليون دولار في 2020.
من جانبها، سلطت قناة "النهار" الجزائرية، الضوء على الاستقبال الرسمي الذي حظى به الرئيس الجزائري من قبل الرئيس السيسي، واستقباله بقصر الاتحادية بالقاهرة وهو ما يعكس حفاوة الاستقبال والترحيب للرئيس تبون.
وأضافت في سياق تقرير لها أن هناك قضايا أخرى متعلقة بالعالم العربي وأفريقيا قد تطرح على الطاولة، مثل السودان وسد النهضة ومكافحة الإرهاب.