الجمعة 22 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

تقارير وتحقيقات

مآلات التصعيد الروسي الأمريكي بسبب أوكرانيا.. خبراء: ضم أوكرانيا وجورجيا للناتو خط أحمر للكرملين.. الغزو الروسي لأوكرانيا مستحيل.. موسكو استفزت الاتحاد الأوروبي بأزمة المهاجرين

تصعيد أمريكي روسي
تصعيد أمريكي روسي بسبب أوكرانيا
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

يترقب العالم مآلات الأزمة بين روسيا والولايات المتحدة، بسبب أوكرانيا بعد التصعيد المتواصل بين الجانبين، حيث واصلت موسكو حشد قواتها العسكرية على الحدود وصلت لحوالي 100 ألف جندي، في الوقت الذي قدمت فيه واشنطن مساعدات عسكرية بقيمة 200 مليون دولار، إلى جانب إرسال بريطانيا أسحلة دفاعية لكييف، في الوقت الذي بدأت فيه الولايات المتحدة وبريطانيا في استعداء دبلوماسييها من كييف.

وقال الرئيس الأمريكي جو بايدن، إن نظيره الروسي فلاديمير بوتين يفكر في غزو أوكرانيا، فيما هدد ينس ستولنبرج موسكو بدفع ثمنا باهظا حال فكرت في غزو أحد الجيران، ونفى الكرملين عزمه غزو أوكرانيا، مطالبا بضمانات بعدم ضم الأخيرة لحلف الناتو.

وتمثل أوكرانيا أهمية خاصة لموسكو، حيث أنها تكون مع بيلاروسيا حاجزا جغرافيا بين روسيا والدول الكبرى الأعضاء في الناتو، وتتماس روسيا وأكرانيا بحدود تصل إلى 1200 ميل، وتمر منها إمدادات الغاز من موسكو إلى أوروبا وتمثل ثلث احتياجات القارة العجوز. 

 

وفي هذا السياق، قال الدكتور أكرم حسام خبير الأمن الإقليمي، إن أوكرانيا تمثل حجر زاوية في الأمن القومي الروسي، بسبب موقعها الاستراتيجي وما تمثله من مجال للحركة الروسية سواء عبر خطوط الطاقة، أو في مجال عمل قواتها البحرية والوصول للبحر الأسود ومنه إلى المياة الدافئة في المتوسط، لإدارة عملياتها في الشرق الأوسط، لذلك ستستمر موسكو في الضغط على كييف بهدف تحييدها من الصراع مع الناتو.

وأضاف خبير الأمن الإقليمي في تصريحات خاصة لـ"البوابة نيوز" أن روسيا وفقا للوثائق التي أرسلتها في منتصف ديسمبر ٢٠٢١ إلى واشنطن وبروكسل حول مشروعا (معاهدة واتفاقية) تدعو من خلاله الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي إلى تقديم ضمانات مكتوبة لأمن روسيا، بما في ذلك الامتناع عن ضم أوكرانيا وجورجيا إلى الناتو، والامتناع عن اقامة قواعد عسكرية في دول الاتحاد السوفيتي السابق، وترى واشنطن أن لكل دولة الحق في اتخاذ قرار مستقل، بشأن الانضمام أو عدم الانضمام إلى الحلف الذي بدوره يتخذ القرار بنفسه بالشكل الذي يراه مناسبًا. 

الدكتور أكرم حسام خبير الأمن الإقليمي

وتابع قائلا "تدرس واشنطن الاستجابة للمطالب الروسية عن طريق خفض القوات الأمريكية في أوروبا الشرقية، لخفض التوتر مع موسكو، فيما الخيار الآخر هو تعزيز قوة واشنطن مع الناتو في حال أقدمت موسكو على غزو كييف.

 

ونوه خبير الأمن الإقليمي، إلى أن روسيا تدخل الأزمة ومبدأها الأول هو التفاوض مع تستبعد احتمالية الحرب، وتشير استطلاعات الرأي إلى أن الداخل الروسي لا يريد أي حرب، خصوصًا في أوكرانيا؛ حيث يعيش الشعب الأوكراني وملايين الروس جنبًا إلى جنب منذ مئات السنيين.

 وأكد الدكتور حسام أكرم أن الولايات المتحدة والناتو ينظران لملف أوكرانيا باهتمام كبير، ويعتبران أن الغزو الروسي سيتسبب في مشكلات أمنية بشرق أوروبا، وسيكون بمثابة تشجيع لروسيا على تكرار التجربة في مناطق أخرى، بما يهدد ليس فقط المصالح الأمريكية والأوروبية، مشيرا إلى أن أطراف الأزمة يراهنون على الحل الدبلوماسي، والجميع أصبح مستعدا لدفع تكلفة التسوية المطلوبة، والتي تحقق معادلة الاستقرار الاستراتيجي المنشود في شرق أوروبا.

وعن مستقبل الأزمة قال "حسام" إن هناك عدد من السيناريوهات، أولها الانخراط في عملية تفاوضية معقدة وهو ما يعني بقاء الأوضاع على ما هي عليه، سواء على المستوى السياسي والعسكري والجيواستراتيجي، مع استمرار محاولات الحوار بين روسيا والولايات المتحدة، للتوافق حول الشروط التي وضعتها روسيا لحلحلة الأزمة، والثاني هو فشل المفاوضات، والانتقال لسيناريو التصادم المسلح، وفي حال تم اللجوء لخيار القوة العسكرية ستقوم روسيا بتحريك قواتها لضم أوكرانيا بالقوة العسكرية و"تكرار تجربة جورجيا وشبه جزيرة القرم".

وأضاف أن السيناريو الثالث، هو الاكتفاء بالسيطرة الروسية على شرق أوكرانيا (سيناريو القرم)، ووفق هذا السيناريو قد تكتفي القيادة الروسية بتحريك قواتها لداخل الشرق الأوكراني، اعتمادًا على القوات الانفصالية الموالية لها في منطقة الدونباس، وبذلك تستطيع إنشاء منطقة حكم ذاتي تحت سيطرتها، وتكون بمثابة أرض عازلة بينها وبين باقي المناطق الأوكرانية الغربية ( حال قررت لاحقًا الانضمام للناتو).

الحشود الروسية

وأكمل "قد يكون اللجوء الروسي لهذا السيناريو رغبة منها في تجنب رد فعل قوي من الغرب والولايات المتحدة ضدها، حيث تدرك موسكو أن عملية غزو أوكرانيا بالكامل محفوفة بالكثير من المخاطر، وقد تكون خسائر موسكو منها على المدي المتوسط والطويل أقل من مكاسبها الحالية".

وفي السياق نفسه، قال الخبير الجزائري في الشئون الدولية توفيق قويدر شيشي، إن مسألة الغزو الروسي لأوكرانيا، هو أمرا مستبعدا، على الرغم من الحشود العسكرية على حدود أوكرانيا، إلى جانب بعض الأسلحة الروسية الموجودة في بيلاروسيا، موضحا أن الحالة الوحيدة التي ستتعرض فيها أوكرانيا لغزو روسي هو انضمامها إلى حلف شمال الأطلسي "الناتو"، وهنا يلجأ الحلف العسكري إلى تطبيق المادة الخامسة من ميثاقه التي تنص على أن أي اعتداء على دولة من الأعضاء، يعتبر اعتداءا على حلف الناتو بالكامل، لذا يمكن أن نشهد مواجهة بين روسيا من جهة والاتحاد الأوروبي وبريطانيا والولايات المتحدة من جهة أخرى.

الخبير الجزائري في الشئون الدولية توفيق قويدر شيشي

وأضاف الخبير الجزائري في تصريحات خاصة لـ"البوابة نيوز" أنه يتوقع فرض عقوبات مالية وحجب الامتيازات الممنوحة لروسيا في البنوك الدولية، وفرض عقوبات على القيادات إلى جانب استهداف خط "نوردستريم 2"، الذي يورد الغاز لأوروبا، مشيرا إلى أنها ستتخطى العقوبات التي فرضت على موسكو حينما احتلت شبه جزيرة القرم في 2014، إلا أنه نوه إلى أن الأزمة بين واشنطن وموسكو ستبقى في حيز "التهديدات" حال أفصحت الولايات المتحدة عن موقف إيجابي بشأن "الاتفاقيات الأمنية".

وتابع خبير العلاقات الدولية، أن روسيا تستفز الاتحاد الأوروبي، لأنه المقصود بأزمة المهاجرين الذين سهلت بيلاروسيا مرورهم إلى دول الاتحاد، محملا موسكو تفاقم الأزمة بعد وصول حشود عسكرية على حدود أوكرانيا، مبديا استغرابه من معارضة موسكو انضمام كييف للناتو باعتبار أنها دولة ذات سيادة، بالإضافة إلى أن الولايات المتحدة والغرب الذي يرغب في توسيع حلف الناتو بضم بعض الدول هو بمثابة تصدير للأزمات في وجه روسيا.

وأشار "قويدر" إلى تصريح الرئيس الأمريكي جو بايدن بأن ضم أوكرانيا إلى الناتو هو أمر مستبعد تماما، وهذا ما صرح به أيضا أمين الحلف،  وأوضح الخبير الجزائري إلى أن في حال تم ضم أوكرانيا ستصبح هناك مواجهة عسكرية مباشرة بين الحلف وروسيا.

وعن تبادل الاتهامات بالتصعد بين الغرب وروسيا، قال يسري عبيد الكاتب والباحث السياسي، إن الغرب يتهم روسيا بالاستعداد لغزو أوكرانيا، بينما الكرملين ينفي هذا الأمر مرارا وتكرارا، ولكن الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وحلف الناتو يرون أن الحشود العسكرية الروسية تتزايد على الحدود الأوكرانية، وكل المؤشرات تؤدي لسيناريو الغزو الروسي للدولة السابقة في الاتحاد السوفييتي.

يسري عبيد الكاتب والباحث السياسي

وأضاف الباحث السياسي في تصريحات خاصة لـ"البوابة" أن روسيا لا تريد أن يوقع عليها عقوبات قاسية من جانب الغرب، وربما تحسب لهذا الأمر ألف حساب خاصة وأن الاقدام على خطوة غزو أوكرانيا، يضع موسكو في عزلة دولية كبيرة وتتأثر اقتصاديا في وضع صعب في ظل تفشي جائحة كورونا، وآثرها المباشر على اقتصاديات العالم.

وأكد "عبيد" أن التهديدات الغربية لروسيا، لن تتخطى فرض العقوبات، ولن تصل إلى تدخل عسكري خاصة أن أوكرانيا ليست عضوة في حلف الناتو، منوها إلى أن موسكو وواشنطن لا يرغبان في الدخول في مواجهة عسكرية، خاصة وأنها سيكون لها تأثير مباشر وكبير على الأمن والسلم الدوليين، وتطورات لا يحمد عقباها، في ظل امتلاك القوتين إلى أسلحة نووية.

وأوضح أن هناك انقسام كبير داخل الناتو بشأن ضم أوكرانيا وجورجيا، لأن هذه الخطوة تضع الحلف في مواجهة مباشرة مع روسيا وهو الأمر الذي لن تقبله موسكو، وهو بمثابة خط أحمر بالنسبة لها.