سجل اليوزباشي مصطفى رفعت، ملحمة أسطورية أمام الاحتلال البريطاني في موقعة الإسماعيلية قبل 70 سنة، ليبقى التاريخ شاهدًا على تضحيات رجال الشرطة من أجل الحفاظ على مصر.
عاد "مصطفى رفعت" من البعثة دراسية في لندن كونه مدرسا بكلية البوليس (كلية الشرطة)، وعندما عاد ظهرت حركة الفدائيين وتطوع بها لتدريب المقاومة في القناة، وكان معه عبدالكريم درويش، وصلاح ذو الفقار الذي أصبح نجما سينمائيا بعد ذلك.
طلب "رفعت" نقله إلى الخدمة في الإسماعيلية، وخلال تلك الفترة وقعت معركة الإسماعيلية وكان وقتها يوزباشي (نقيب)، وفوجئ في الخامسة صباح الجمعة 25 يناير 1952 أن الضباط معه في الخدمة أخبروه أن قوات الاحتلال تطلق النيران على المحافظة، فنزل مع ضابطين وباقي القوة وتوجهوا لمساندة القوات المصرية.
خلال تلك الملحمة الشعبية التي صمدت فيها قوات الشرطة المصرية ببنادقهم الخشبية أمام الاحتلال البريطاني، تلقى "رفعت" اتصالًا تليفونيًا من فؤاد سراج الدين، وكان يشغل منصب وزير الداخلية، ليؤكد له البطل: "لن نستسلم يافندم، وسنظل في مواقعنا".
بعد نهاية المعركة، نادى عليه القائد البريطاني بمنطقة القناة، وأشاد ببطولته، رغم اعتقاله وعزله من عمله بالبوليس.
وتكريما لدوره أعاده عبدالناصر إلى كلية الشرطة ليدرس للطلبة، ومنحه وسام الجمهورية، وعقب ذلك، تدرج في العمل بوزارة الداخلية، حيث أصبح مديرا للأمن بمدينة السويس خلال 1976 و1977، ثم حصل على رتبة لواء، ومساعد أول لوزير الداخلية.
وخلال السادات، كُلف بالعمل على حل مشكلة أحداث "الزاوية الحمراء" التي وقعت يوم 17 يونيو 1981. وبعد مسيرة رائعة تقاعد "رفعت"، حتى وفاته في 13 يوليو 2012،
وكرم الرئيس عبدالفتاح السيسي، أسرة البطل الراحل، في احتفال عيد الشرطة الـ67، تقديرًا لدور "رفعت" الأسطوري يوم 25 يناير 1952، الذي بات عيدًا لمحافظة الإسماعيلية، ثم عيدًا للشرطة فيما بعد.