في تطور مفاجئ حول مفاوضات الاتفاق النووي الإيراني المتعثرة على موائد مفاوضي فيينا، وبعد ثماني جولات لم تسفر عن تقدم، بادرت إيران على لسان وزير خارجيتها بطلب عقد مفاوضات مباشرة حول الاتفاق النووي، بدلًا من إضاعة الوقت في مفاوضات غير مباشرة للتوصل لصفقة سريعة حول البرنامج النووي الإيراني وقضايا أخرى.
وفور ورود تلك الدعوة الإيرانية، بادرت الولايات المتحدة الأمريكية بإعلان موافقتها على إجراء مفاوضات مباشرة مع الجانب الإيراني، حيث اعتبر سعيد خطيب زاده، الناطق باسم الخارجية الإيرانية أن الالتقاء المباشر سيسمح بتواصل فعال بين إيران وأمريكا، بعد نفاذ الكثير من الوقت خلال المفاوضات التي ترعاها الدول الكبرى في العاصمة النمساوية فيينا.
وقال عباس باقري كني، كبير المفاوضين النوويين في فيينا، إنه يأمل بالتوصل السريع لنتيجة حول مفاوضات الاتفاق النووي المتعثرة، في ظل طلب أمريكي بالإفراج عن أربعة مواطنين أمريكيين محتجزين لدى طهران، مقابل طلبات إيرانية تقدمت بها طهران للإدارة الأمريكية حول مسألة رفع العقوبات والتعويضات الاقتصادية الناجمة عن تلك العقوبات.
الدكتور محمد محسن أبو النور، رئيس المنتدى العربي لتحليل السياسات الإيرانية، أكد أن كل الوقائع أثبتت في إيران أثبتت قدرة النظام العالية على ضبط إيقاع علاقاته مع الغرب وتحليه الشديد بأعلى قدر من البرجماتية والواقعية، مضيفًا أن التفاوض المباشر بين أمريكا وإيران سيسمح بقرب التوصل لاتفاق نهائي بين الطرفين، بدلًا من إضاعة الوقت في مفاوضات غير مباشرة برعاية أوروبا وروسيا و الصين.
وأضاف لـ"البوابة نيوز" أنه في وقت سابق أعطى المرشد الإيراني علي خامنئي الضوء الأخضر لخاتمي وروحاني للتفاوض مع الغرب، والسبب في ذلك بسيط وهو أنه يدرك أن نظامه قائم على العدائية الشديدة للغرب، لكن السبيل الوحيد لمواصلة العداء هو التفاوض والاقتراب؛ لأن مزيدا من العداء يعني مزيدا من توجه الغرب لإسقاطه، وبناء عليه أعطى خامنئي الضوء الأخضر للرئيس الإيراني وفريقه الإيراني للتفاوض المباشر مع بايدن لرفع العقوبات بشكل سريع.