كشفت صحيفة "بوليتيكو" الأمريكية، عن أدلة جديدة بشأن هجمات الجيش الإثيوبي ضد المدنيين في إقليم تيجراي الواقع شمال البلاد، حيث أكدت صور لشظايا الصواريخ التي قتلت 58 مدنيا كانوا يحتمون بمدرسة في تيجراي في 7 يناير الجاري، على شن الغارة باستخدام طائرة تركية بدون طيار.
وحصلت الصحيفة الأمريكية، على الصور من عمال الإغاثة في منطقة تيجراي والتي تكشف عن شظايا متفجرة لقنبلة موجهة بالليزر استخدمت في غارة على بلدة ديديبت في وقت متأخر من ليلة 7 يناير الجاري، وأشارت "بوليتكو" إلى أنه عند دراسة هذه الصور، حدد خبراء عسكريون من منظمة PAX غير الحكومية الهولندية ومنظمة العفو الدولية السلاح المستخدم كقنبلة MAM-L مثبتة في طائرة تركية بدون طيار من طراز Bayraktar TB2.
وأضافت الصحيفة أن الصور التقطت في 13 يناير بعد أن استخرج عمال الإغاثة شظايا الصاروخ من تحت الأنقاض.
وأدى استخدام إثيوبيا للطائرات بدون طيار في حربها مع منطقة تيجراي إلى مقتل أكثر من 300 مدني، وفقا للبيانات التي جمعها عمال الإغاثة في منطقة تيجراي الذين طلبوا عدم الكشف عن هويتهم بسبب الطبيعة الحساسة للمعلومات، وأفادت الأمم المتحدة عن سلسلة من الضربات بطائرات بدون طيار في 15 يناير في بلدات تيجراي مايشو وكريم وسامري، مما أسفر عن مقتل 12 مدنيا آخرين وإصابة عدد آخر.
وقال ويم زويجنينبيرج، رئيس مشروع نزع السلاح الإنساني في PAX، الذي حدد سلاح MAM-L، إن تركيا لا تستطيع التنصل من الأمر مضيفا "هناك حجة قوية للغاية تجعل من الممكن ألا يتم تصدير هذه الطائرات بدون طيار على الإطلاق"، مشيرا إلى أن تركيا من الدول الموقعة على معاهدة تجارة الأسلحة التي أبرمتها الأمم المتحدة، والتي تنص على ضرورة إجراء تقييم للمخاطر المحتملة من الأذى البشري قبل تنفيذ البيع.
وشدد زفيجننبرج أيضا على الحاجة إلى معلومات عن المشاركة المحتملة لأفراد أتراك في نشر الأسلحة، لافتا إلى أنه "نظرا لأن هذه التكنولوجيا تتطلب الكثير من الصيانة والتجريب، يمكن تحميل تركيا المسؤولية المباشرة إذا كان هناك نمط ثابت من ضربات الطائرات بدون طيار المستخدمة ضد المدنيين وكان الطاقم التركي على الأرض يقوم بصيانة الطائرات بدون طيار".
وقال زويجننبرج إن صور الأقمار الصناعية التي حصلت عليها منظمته حددت طائرة بدون طيار من طراز TB2 في بحر دار في المنطقة المجاورة لتيجراي في 16 ديسمبر من العام الماضي، وكان تحديد الهوية ممكنًا بفضل الأبعاد الفريدة لجناح الطائرة وطولها.
وأكد برايان كاستنر، مستشار الأسلحة لفريق الأزمات بمنظمة العفو الدولية، على استخدام طائرة تركية بدون طيار وصاروخ في الهجوم.
يذكر أن رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد، وقع في شهر أغسطس من العام الماضي 2021، مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، اتفاقيات تعاون في القطاعات العسكرية والاقتصادية والمياه.