الجمعة 15 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

سنموت في الثلاثين

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

شبح الثلاثينيات.. يسيطر على البعض خوفًا يصل إلى حد "الفوبيا" لمجرد التفكير في الاقتراب من سن الثلاثين، هذا العمر الذي ينتقل فيه الإنسان إلى مرحلة جديدة في حياته، يودع خلالها الإنسان أجمل مراحل شبابه "مرحلة العشرينات" ويراها مرت أمام عينيه بلا رجعة.
في سن الثلاثين، قد يدب اليأس في نفوس البعض لعدم تحقيقهم كل أو جزء من أحلامهم، وقد يظن البعض إن طموحاتهم يصعب تحقيقها على أرض الواقع، ولكن ما يجب أن يعلمه هؤلاء أن الأحلام لا تتوقف أمام السن، حيث يجب إعادة ترتيب الأهداف من حيث الأولوية واستغلال كل الخبرات السابقة المكتسبة خلال السنوات الماضية والعمل على تحقيقها بكل هدوء وبدون تعجل.
"سنموت في الثلاثين".. جملة قالها لي صديقي ممازحًا ذات مرة، ولكنها تعبر عن حالة اليأس التي تتملك من البعض عند الوصول لهذه المرحلة السنية.
اليوم أتممت عامي الثلاثين، وكم كنت خائفًا من الوصول إلى هذا العام، فمثلي مثل كثير من الشاب حققت بعض أحلامي ولكن لا يزال أمامي الكثير من الأحلام التي كنت أريد تحقيقها خلال فترة العشرينات، ولم يسعفني الوقت.
ولكن لما كل هذا الخوف والذعر من سن الثلاثين، إذ يعتبر بداية ممتازة وفرصة عظيمة إذا ما استغلت بالشكل الصحيح، ولما لا فتلك المرحلة يشهد خلالها الإنسان نموًا في الفكر ويكتسب فيها الكثير من الحكمة - كما يقول بعض خبراء علم النفس- حيث تختلف كثيرًا عن فترة العشرينات المليئة بالاندفاع والعشوائية في اتخاذ القرارات، ولذلك يجب البدء من الآن والعمل بجد وعدم الندم على الفرص الضائعة.
لا بد من الوقوف لمدة قصيرة من الزمن للتفكير في الفترة الماضية من العمر المنقضي ليس على سبيل الحسرة والندامة أبدًا ولكن من أجل تقييم التجارب العديدة التي مرت عليك سواء كانت في الحياة المهنية أو الأسرية أو الاجتماعية، وذلك قبل الانطلاق إلى المرحلة الجديدة من الحياة. 
يجب على الإنسان أن يتقبل نفسه في أي مرحلة عمرية، وأن يعلم بأنه لا يوجد أي سن يستطيع أن يوقفه، فقط العقل الذي يجعل الأمر ممكنًا أو مستحيلًا، فمن يمتلك الشجاعة والعزيمة والصبر والقدرة على العمل الجاد هو فقط من ينجح في تحقيق ذاته بينما من يستسلم يمر به الزمن بلا أي إنجازات.
"الشباب طاقة وليست سن في البطاقة".. هكذا يواجه البعض فكرة تقدمه في السن بهذه المقولة الساخرة، وهي في حقيقة الأمر مقولة صحيحة بنسبة كبيرة جدًا قد تصل إلى 100%، أبدأ من الآن في تحقيق أحلامك مهما كان عمرك، فيوجد الكثير من النماذج التي استطاعت أن تحقق نجاحات باهرة في مراحل متأخرة من عمرها في عدة مجالات، وعلى سبيل المثال لا الحصر حقق حارس مرمى منتخب مصر عصام الحضري في عمر الـ45 حلمه بالمشاركة في كأس العالم روسيا 2018، ولم يكتف بهذا فقط بل حقق رقمًا قياسيًا يصعب تحطيمه خلال الفترة القصيرة المقبلة بمشاركته كأكبر لاعب في تاريخ المونديال.