لفت انتباهي في الآونه الأخيرة، ومن واقع عملي كمحامية وحجم القضايا التي ترد لمكتبي، سواء طلاق أو خلع أو نفقة، وفي محاولة مني لتبين الأمر، لفت انتباهي ارتفاع معدلات الطلاق بشكل صادم.
لكم أن تتخيلوا أنه في عام ٢٠٢٠ مثلًا، بلغت حالات الطلاق ٢١٣ ألف حالة طلاق بواقع حالة كل دقيقتين، وفي شهر سبتمبر الماضي فقط بلغت حالات الطلاق ١٩.١ ألف، علاوة على ازدياد الأعداد ما بين خلع وطلاق.
وتعود تلك الظاهرة للعديد من الأسباب، أهمها؛ سوء الاختيار، غياب التكافؤ بين الطرفين، فضلًا عن تدخل الأسر في حياة أولادهم، وأحيانًا بسبب تعثرات الحالة الاقتصادية والمادية، أو لوجود نوع من العناد بين الطرفين.
هذا الأمر اللافت دفعني للتدخل في الحالات التي تردين على مكتبي سواء كان الزوج أو الزوجة ومحاولة الإصلاح بينهم، وهو ما توقفت أمامه عندما وجدت أن حوالي ٣٥ % من الحالات تستجيب للصلح وأغلبها سعى للطلاق نتيجة العناد أو بسبب تدخل الأسرة والضغط علي أحد الطرفين؛ وهي في النهاية، في رأيي، أحد الإشكالات البسيطة التي يمكن تجاوزها.
من واقع تلك التجربة الشخصية، أجد نفسي متحمس للغاية لتبني مبادرة يمكن أن نطلق عليها (#إصلاحذاتالبين) والتي يتمثل هدفها في المقام الأول للحفاظ على كيان الأسرة بمحاولات إصلاح بين الزوجين وتذليل العقبات قدر المتاح للم شمل الأسرة، وكذلك توعية المقبلين على الزواج من خلال برامج تأهيل للوعي بطبيعة الحياة الزوجية وتحدياتها وكيفية التغلب على المشكلات والصعوبات المتوقعة وكيفيه تجاوزها مع مناظرة بين الأزواج الذين تم بينهم التصالح والمقبلين على الزواج كنوع من تصحيح المسار للطرفين، وكذلك التوعية بطرق التربية السليمة للطفل لتشمل تنمية العلاقة الأسرية في كل المناحي.
على أن تكون تلك المبادرة نواة لإنشاء (جمعية إصلاح ذات البين) والتي ستضم رجال دين وقانون وصحة نفسية لتقديم العون القانوني والنفسي والديني للحالات
في محاولة بسيطة مني لتحسين الحياة الأسرية وتقليلًا لنسب الطلاق ولم شمل الأسرة وحماية للأطفال من انفراط عقد الأسرة، مما يعود عليهم بالسلب. وأيضًا تطبيقًا لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم «ألا أخبركم بأفضل من درجة الصلاة والصيام والصدقة؟ قالوا بلى.. قال إصلاح ذات البين، وفساد ذات البين هي الحالقة».
آراء حرة
إصلاح ذات البين
تابع أحدث الأخبار
عبر تطبيق