«عائدات من الموت» لغادة عبد الرحيم.. حكايات الناجيات من معركة كوفيد ١٩
انتصرنا.. غادة عبد الرحيم تسجل لحظات العودة إلى الحياة للناجيات من كورونا في «عائدات من الموت»
في معرض الكتاب.. «عائدات من الموت» ملحمات بطولية ضد وباء كورونا
في غرفة العناية المركزة بمستشفى قصر العيني ظلَّت تصارع الموت ثلاثين يومًا أو يزيد، تارة تهم برفع الراية البيضاء له، وتُسلِّمه ما تبقى من نبضات قلبها، وتارة تدفعه بما تبقى لها من قوة حينما يأتيها صوت والدها وتتذكر أسرتها، خطف الموت من حولها كثيرات، فصنعت من المِحْنة مِنحة، وأرخت معركتها ومعارك الأخريات ضد كوفيد اللعين.
غادة عبد الرحيم، مدرس علم نفس الموسيقى بجامعة القاهرة، عزفت لحنًا للألم والأمل من كورال الناجيات من وباء كورونا اللعين، فأرخت قصصهن في كتابها الجديد «عائدات من الموت»، تروي فيه ثلاثون سيدة وفتاة كواليس المعركة الأخطر في حياتهن والأبطال الذين كانوا قوة الدفع للنجاة والعبور من شاطئ الموت لشاطئ الحياة.
«عائدات من الموت» الكتاب الثاني لغادة عبد الرحيم بعد كتابها «سوبر مامي»، والذي تشارك به في الدورة ال ٥٣ للمعرض، بين إصدارات الهيئة العامة للكتاب، تصميم الغلاف للفنان أنس الديب.
يعد الكتاب هو الأول من نوعه في تأريخ حالة صراع النفس البشرية مع الوباء المجهول الذي هاجم العالم، وعجز العلم عن إيقافه، وركعت له إمبراطوريات كانت تتفاخر بقوتها وسلطانها. وتتنوع بطلات الكتاب؛ ففي كل الطبقات والمستويات هناك حالة، ففيه تروي الفنانة نشوى مصطفى أيام عذاباتها مع كورونا، وكيف قدَّر الله لها النجاة، وتلك السيدة البسيطة التي عادت من زيارة بيت الله فاكتشفت إصابتها فتوضأت بما تبقى لديها من «ماء زمزم»، وتلك الابنة التي فقدت والدها، فأرسلت رسالة إلى المسيح لينقذ ما تبقى من أسرتها.. .حكايات عن بطلات مصريات تحلين بالصبر، وضربن مثلا للعزيمة والإصرار، وكأن هواء هذا البلد طيب يحمل بين ثناياه دواء لما عجزت عنه شركات الأدوية العملية، فبالستر نعيش، وبالصبر ننجو.
الجدير بالذكر أن «عبد الرحيم» شاركت في العديد من المؤتمرات العالمية للعلاج بالموسيقى، وقدمت العديد من الدراسات، وأشرفت على العديد من الدراسات في هذا المجال الذي لا يتعدى الدارسون به في الوطن العربي أصابع اليد الواحدة.